وجد دراسة حديثة أن الإصابات كالجروح و الحروق تشفى بشكل أسرع إذا حدثت أثناء النهار بنسبة 60% مقارنة بسرعة شفائها إذا حدثت أثناء الليل, حيث وجد الباحثون أن الإصابات التي تقع بين الساعة الثامنة مساءً, و الثامنة صباحاً تستغرق 28 يوماً لتشفى, بينما تستغرق الإصابات التي تحدث في النهار 17 يوماً فقط .

وقام الباحثون بدراسة سرعة الشفاء لعينة مكونة من 118 شخصاً مصابين بحروق مختلفة, حيث أظهرت هذه الدراسة أن سرعة شفاء الجروح تتعلق بالساعة البيولوجية الداخلية للجسم, و يأمل الباحثون أن تساعد النتائج التي توصلوا إليها في تطوير و تحسين الأداء الطبي على مستوى العمليات الجراحية, و أن تساعد كذلك في إيجاد علاجات أكثر فعالية للجروح و الإصابات المختلفة .

وقال أحد الباحثين أن هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها بحث ما من إظهار تأثير الساعة البيولوجية الداخلية لخلايا الجلد على السرعة و الفعالية التي تستجيب بها هذه الخلايا لمختلف الإصابات, كما أضاف أنه لمن حسن حظنا أن أجسامنا صممت بطريقة تجعل شفاء الإصابات في النهار – و هو الوقت الذي تحدث فيه معظم الإصابات – أسرع من شفائها في الليل بدل أن يكون الأمر بالعكس, كما أوضح أن هذا البحث سيفتح آفاقاً جديدة في مجال العمليات الجراحية, حيث سيتمكن الأطباء من تقليل الوقت المستغرق لشفاء جروح هذه العمليات عن طريق إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم قبل العملية, إلى الوقت الأنسب و الذي سيحقق معدلات شفاء أسرع, و ذلك عن طريق بعض الأدوية التي تستخدم لهذا الغرض .

وتضبط الساعة البيولوجية مواعيد الكثير من العمليات الحيوية مثل النوم, و إفراز الهرمونات, و عملية الأيض و ذلك عن طريق تحكمها بمعظم خلايا الجسم, و قد وجد الباحثون أن خلايا الجلد تتحرك أثناء النهار إلى موقع الإصابة لتساعد في شفائه بشكل أسرع من حركتها في الليل .

ويقول الباحثون, أن علاج الجروح قد يكلف سنوياً ما يقارب 5 ملايين يورو في سنة واحدة, و هذا ناتج عن الإفتقار إلى الاستراتيجيات العلاجية الفعالة لعلاج مختلف الإصابات, و لكن بمساعدة المعلومات التي حصلنا عليها من هذا البحث ربما يصبح بالإمكان زيادة فعالية  العلاجات المقدمة بضبط مواعيدها بحيث تكون متوافقة مع فترة نشاط الخلايا الجلدية .