إن فكرة الإدمان على ألعاب الفيديو ليست جديدة ، ونظرًا لانتشار الألعاب الفيديوية في حياتنا فقد دأبت منظمة الصحة العالمية على إلقاء نظرة فاحصة على أولئك الذين أصبحوا مهووسين بالألعاب التي أثرت سلبيًا علي حياتهم.
وقد شارك زمرة من الأساتذة والعلماء في الصحة الدولية بأبحاث تساعد على تفسير ماهية اضطراب ألعاب الفيديو ، والأشياء التي يجب أن تراعيها عندما تشعر أن شخصا ما أصبح مدمناً على هذه الألعاب.
الآثار السلبية لاضطراب ألعاب الفيديو:
إن القضية الحقيقية هنا هي كيف تؤثر الألعاب على حياة الشخص ، و هذا ينطبق على أي نشاط يقوم به الشخص , فإن كان هذا النشاط يساعده بحيث يقدم له المتعة و الفائدة دون الإضرار به أو بمن حوله , فليس هناك سبب لاعتباره اضطراباً أو حالة مرضية ، إلا أن التصنيف الدولي للأمراض يحدد أن إدمان ألعاب الفيديو يؤثر حقًا على حياة الشخص بطريقة سلبية.
أعراض اضطراب الألعاب:
تشمل أعراض اضطراب الألعاب حسب منظمة الصحة العالمية ما يلي:
– ضعف إمكانية ضبط عملية اللعب لدى الشخص (وقت اللعب , وعدد مرات اللعب والمدة الزمنية )
– إعطاء أولوية متزايدة للألعاب إلى حد يجعلها أهم من مصالح الحياة الأخرى و أنشطة الحياة اليومية
– استمرار في اللعب و زيادة التعلق بالألعاب بالرغم من عواقبها السلبية
أعراض اضطراب الألعاب في الحياة الحقيقية :
– عدم قدرة الشخص على السيطرة على نفسه عند اللعب.
– تُبعد الألعاب الشخص عن الأشياء التي يجب عليه القيام بها
– الاستمرار في الإدمان على الألعاب على الرغم من معرفة الضرر الذي تسببه هذه الألعاب .
– استمرار هذه الأعراض لمدة سنة كاملة
يمكن أن يستغرق أي إنسان في شيء ما مدة قصيرة من الزمن ، ولكن ليس بالضرورة أن نسمي القيام بنشاط معين كثيرًا بـ”اضطراب” إلا إذا استمر هذا النشاط مدة سنة كاملة مع علم الشخص أنه يتوجب عليه التوقف عن هذا النشاط , وهنا تكمن المشكلة, إذ أنه ببساطة لا يستطيع التوقف .
إدمان الألعاب :هل تحتاج للمساعدة؟
يتم تطبيق أسئلة كيج عادةً على متعاطي الكحول ، وعلى الرغم من هذه الأسئلة ليست دقيقة مئةً بالمئة ، إلا أنها تعتبر وسيلة جيدة لتحديد ما إذا كان الشخص يحتاج إلى مساعدة ، وتضم أسئلة كيج ما يلي:
– هل تشعر أنك بحاجة إلى تخفيف اللعب؟
– هل أنت متضايق من الناس الذين ينتقدون إدمانك على اللعب
– هل شعرت بالذنب أو الاستياء من إدمانك على الألعاب
– هل الألعاب هي أول ما تفكر به عندما تفتح عينيك في الصباح الباكر
هذه هي العلامات العامة لتحديد ما إذا كان الشخص مدمنًا على الألعاب ويحتاج حقًا للمساعدة ، ولكن هناك أسئلة أخرى أيضًا ، وهي:
– هل حدث تغيير سلبي في مزاجك مذ بدأت عادة اللعب بألعاب الفيديو؟
– هل انخفضت علاقاتك الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة؟
– هل هناك تدني في أدائك المدرسي أو في العمل دون أي تفسير آخر؟
ماذا تفعل عندما يعاني شخص مقرب منك من اضطراب ألعاب الفيديو؟
إن فهم ماهية اضطراب الألعاب يعطي الشخص فكرة أفضل عن كيفية التعرف عليه والتعامل معه بشكل صحيح ، خاصة إذا كان أحد الوالدين يحاول معالجة ذلك مع أطفاله ، وكما هو معروف “إذا كنت تخبر الأطفال بأنهم لا يستطيعون فعل شيء ما، يمكن أن يكونوا متحمسين للقيام بذلك أواستكشافه أكثر لأن آبائهم يمنعونهم منه “. هناك تصور لدى الكثير من الناس أن جميع الألعاب سيئة , و أنها ذات تأثير سلبي ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا صحيحًا ، فبعض الألعاب لها كثير من التأثيرات الايجابية حيث يساعد بعضها على التنسيق بين اليد والعين وحل المشاكل والتواصل مع الآخرين ، كما يتم تطوير بعض الألعاب الخاصة , التي تساعد في مختلف الظروف الصحية.
من المهم مساعدة الأطفال على تكوين تصور واضح , ومساعدتهم على تمييز الوقت الذي يصبحون مدمنين فيه على شيء ما ، وهذا يمكن تطبيقه على مجموعة متنوعة من الأشياء.
حدود اللعب للأطفال:
إذا كنت تحدد اللعب بمتغيرات زمنية للصغار، فمن المهم أن تكون هذه المتغيرات غير تعسفية وأن يظهر السبب وراءها وأن لا تكون القواعد التي تضعها لمصلحتك أنت فقط دون أن تراعي الطفل ، لأن فعل ذلك سيجعل الأطفال يتمردون ويفعلون الأشياء بسرية دون علمك ، فمثلا لو أردت أن تحدد وقتا لللعب , شارك طفلك في ذلك , و حاول أن تساعده على فهم السبب الذي دفعك لاختيار هذه المدة زمنية تحديدا بأن تخبره على سبيل المثال أن يوم واحد هو 24 ساعة وعدد ساعات النوم هي ثماني ساعات والمدرسة تستغرق عدداً من الساعات وهناك وقت لتناول الطعام فكم من الوقت أحتاج حقا لللعب؟
طلب المساعدة من الطبيب:
إذا كان لدى الشخص مستويات حادة من الإدمان ، وكانت تؤثر بشكل كبير على حياته اليومية فمن الأفضل له طلب المساعدة من مختص للحصول على العلاج الفردي أو العائلي.