ما هو الالتهاب الرئوي؟

هو مرض يصيب الجهاز التنفسي السفلي مُسببًا التهابًا في إحدى أو كلتا الرئتين ، حيث تمتلىء الحويصلات الهوائية  (أكياس هوائية في الرئتين ) بسائل أو صديد مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه الإنفلونزا تستمر لأسابيع وغالبًا لا تستجيب لأدوية الجيوب وأدوية نزلات البرد .

يأتي الالتهاب الرئوي بأشكال مختلفة ، وسببه الرئيسي هو البكتيريا أو الفيروسات ، أما الأسباب الأقل شيوعًا فهي الفطريات والطفيليات ، و يحدد نوع الجرثومة كلاً مما يلي :

– من سيصيبه الالتهاب الرئوي

– مدى خطورة المرض

– كيفية العلاج

الانتشار:

ذكرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن أكثر من مليون أمريكى يدخلون المستشفى كل عام بسبب الالتهاب الرئوى ، مما يجعله ثانى أكبر سبب متكرر لزيارة الأطباء فى الولايات المتحدة.

على الرغم من أن الالتهاب الرئوي يستجيب بشكل جيد للعلاج ، فإن هناك ما نسبته 15% من هذه الحالات قاتلة ، وفقًا لتقارير مركز السيطرة على الأمراض.

يعتبر الالتهاب الرئوي والانفلونزا في الولايات المتحدة ، من الأسباب الرئيسية للوفاة.

عوامل خطر الالتهاب الرئوي:

الأطفال الصغار والأشخاص الأكبر سنًا من 65 عاماً هم الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي ، كما  يزداد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي إذا كان لدى الشخص أي من الأمراض التالية :

– الربو

– التليف الكيسي

– مرض الانسداد الرئوي المزمن

– ضعف نظام المناعة بسبب فيروس نقص المناعة البشرية أو السرطان

كما أن الناس الذين يدخنون هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي ، دون أخذ العمر بعين الاعتبار، وهو يصيب عادة الرجال بنسب أكبر من النساء، كما تنتشر معظم الجراثيم التي تسبب الالتهاب الرئوي من شخص لآخر من خلال السعال أو الحديث ، و لذلك , فالأشخاص الذين غالباً ما يكونون على اتصال وثيق مع الآخرين (مثل طلاب الجامعات والعسكريين) معرضون أيضًا لخطر الإصابة بهذا المرض .

أنواع الالتهاب الرئوي:

تعتمد شدة العدوى على العديد من العوامل ، منها : عمر المصاب  وصحته العامة, كما أن معرفة سبب الإصابة بالالتهاب الرئوي أمر مهم لتحديد أي نوع الالتهاب الرئوي الذي يعاني منه المريض ، وكيف أصيب به ، وكيفية التعامل معه ، وتضم هذه الأنواع كلا مما يلي :

– الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع : هذا الشكل هو الشكل الأكثر شيوعا من الالتهاب الرئوي ، لأنه يمكن للشخص التقاطه في الأماكن العامة ، مثل المدرسة أو العمل ويسبب هذا الشكل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات ، كما يظهر هذا النوع  بعد إصابة الشخص بعدوى فيروسية مشتركة ، مثل البرد أو الانفلونزا ، ويتراوح المرض في الشدة من خفيف إلى خطير ، ويمكن أن يؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي أو الموت إذا تُرك دون علاج .

تكون البكتيريا في هذا النوع أكثر خطورة من الأنواع الأخرى ، وهي أكثر شيوعا بين البالغين ، ليس نوع واحد من البكتيريا هو الذي يسبب الالتهاب بل عدة أنواع ، حيث تدخل البكتيريا في الرئة أثناء الاستنشاق في معظم الحالات ، إلا أنها يمكنها الدخول من خلال مجرى الدم إذا أصيبت أجزاء أخرى من الجسم.

تشمل عوامل خطر الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع ما يلي :

– وجود مرض الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن

– وجود مرض جهازي مثل مرض السكري

– وجود ضعف في جهاز المناعة

– كون الشخص صغير السن أو مسنًا

– كون الشخص من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة

– إدمان الكحول

– التدخين

قد يعالج الطبيب المصاب من الالتهاب الرئوي البكتيري المكتسب من المجتمع بواسطة المضادات الحيوية في المنزل أو في المستشفى ، اعتماداً على مدى مرضه , و حالته الصحية كإصابته ببعض الأمراض المزمنة ، أما الالتهاب الرئوي الفيروسي المكتسب من المجتمع و الذي تسببه الفيروسات ، خاصة الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) فهو السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.

وعلى الرغم من أن الالتهاب الرئوي الفيروسي أقل حدة من الالتهاب الرئوي البكتيري ، إلا أن العدوى الفيروسية التي تسببها فيروسات محددة من فيروسات الأنفلونزا ، مثل الفيروس المسبب لمرض الالتهاب الرئوي الحاد (السارس)، يمكن أن تكون خطيرة جداً.

ليس للمضادات الحيوية أي فعالية ضد الالتهاب الرئوي الفيروسي ، لهذا سيتعامل الطبيب على الأرجح مع الأعراض مثل الحمى والسعال والجفاف ، وقد يحتاج الشخص سواءًا كان بالغًا أو طفلًا لدخول المستشفى إذا أصبحت أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي شديدة.

يعتبر الالتهاب الرئوي الفطري المكتسب من المجتمع أكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعًا في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز والأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان. و يتم علاج الالتهاب الرئوي الفطري من خلال المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفطريات.

– الالتهاب الرئوي العقدي : يمكن علاج هذا النوع من خلال المضادات الحيوية ، ولكن وفقا لمركز السيطرة على الأمراض فإن العديد من أنواع البكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية ، مما يؤدي إلى فشل العلاج ، ويسبب الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية ما يصل إلى 175 ألف حالة دخول للمستشفى سنويًا في الولايات المتحدة.

يمكن أن يكون لدى الشخص عدوى المكورات الرئوية دون وجود الالتهاب الرئوي ، فعلى سبيل المثال ، تسبب العدوى بالمكورات الرئوية أكثر من ثلاثة ملايين إصابة بالأذن لدى الأطفال كل عام, ولكن الحصول على اللقاح المضاد للالتهاب الرئوي العقدي يقلل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع.

– الالتهاب الرئوي المرتبط بالرعاية الصحية : يشير هذا المرض إلى عدوى تظهر في شخص يتم العناية به في مرفق للرعاية الصحية ، مثل مستشفى أو دار رعاية.

إذا تم إدخال شخص للمستشفى أو سُلِمَ لمنشأة طويلة الأجل للتمريض أو إعادة التأهيل ، فسوف يكون حينها في خطرالإصابة بأشكال أكثر فتكًا من الالتهاب الرئوي.

أعراض هذا النوع من الالتهاب الرئوي خطرة للغاية ، وقد تشمل ضيق التنفس، وارتفاع في درجة الحرارة، وآلام في الصدر.

– الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى : يتطور هذا النوع خلال الإقامة في المستشفى لمشكلة صحية مختلفة ، ويظهر بشكل كبير في الأشخاص الذين تم وضع أجهزة عليهم لتساعدهم على التنفس ، يحتاج مرضى الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى إلى العلاج في المستشفى بالمضادات الحيوية الوريدية.

– الالتهاب الرئوي الاستنشاقي : يظهر هذا النوع بعد أن يستنشق الشخص الطعام أو السائل أو الغازات أو الغبار، إذا حدث سعال قوي بعد هذا الاستنشاق لن يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي الاستنشاقي ، ولكن يكمن الخطر في الأشخاص الذين يعانون من صعوبات البلع أو الذين لديهم انخفاض في مستوى اليقظة والانتباه.

هناك شكل من أشكال الالتهاب الرئوي الاستنشاقي ذو صلة بالمواد الكيميائية أو السامة وهو ناتج عن استنشاق الأبخرة الكيميائية ، من خلال التعرض لمزيج من الأمونيا والمادة الكيميائية المُبيضة (مادة كيميائية تتكون من محلول هيبوكلوريت الصوديوم أو بيروكسيد الهيدروجين وتستخدم لتبييض أو تعقيم المواد)، أو من خلال تنفس الكيروسين أو بعض المواد الكيميائية الضارة الأخرى.

يمكن أن يحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي في كبار السن الذين لديهم ضعف في آليات البلع مثل مرضى السكتة الدماغية ، الذين يستنشقون المحتويات الحمضية من بطونهم مما يسبب لهم الإصابة بالالتهاب الرئوي الاستنشاقي الذي يسبب الالتهاب دون عدوى بكتيرية ، يصعب أحيانًا علاج هذا النوع لأن المصابين يكونون مرضى بالأصل لذا يصعب البدء معهم بالعلاج.

و حالما تصبح الرئتان في حالة تهيج من استنشاق روائح الأطعمة أو محتويات المعدة تظهر العدوى البكتيرية ، وهذه بعض العوامل التي تتسبب بإصابة الشخص بالالتهاب الرئوي الاستنشاقي :

– الإفراط في استخدام المخدرات أو الكحول

– التشنج

– إصابة الرأس أو التخدير

– مرض ارتجاع المريء

– مختلف الأمراض العصبية

– أمراض الرئة المزمنة ، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن

وتشمل أعراض الالتهاب الرئوي الاستنشاقي : السعال وزيادة البلغم والحمى والارتباك وضيق التنفس .

أما العلاج فيتضمن: آليات للمساعدة على التنفس والمضادات الحيوية الوريدية التي تُقدَم في المستشفى ، ويمكن منع المضاعفات عن طريق عدم تناول الطعام أو الشرب قبل الجراحة ، والعمل مع المعالج لمعرفة كيفية ابتلاع الطعام دون استنشاقه .

الالتهاب الرئوي الانتهازي : يظهر هذا النوع  في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي مثل : مرضى فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز ومرض الرئة المزمن أو الأشخاص الذين أجريت لهم زراعة الأعضاء.

أعراض وأسباب الالتهاب الرئوي :

تعتبرالبكتيريا والفيروسات والمهيجات المحمولة جوا، والفطريات من أهم أسباب الالتهاب الرئوي  وعندما تدخل هذه الجراثيم إلى الرئتين ، فإنها تتغلب على الجهاز المناعي وتغزو أنسجة الرئة القريبة الحساسة جدًا والتي تلتهب بمجرد إصابتها بالعدوى ، مما يسبب السعال والحمى والقشعريرة ومشاكل في التنفس.

إذا كنت تعاني من أعراض شبيهة بالإنفلونزا المستمرة أو المتفاقمة ، راجع الطبيب ، وإذا كان لديك صعوبة في التنفس ، إذهب إلى الطوارئ على الفور. يمكن أن يصبح الالتهاب الرئوي شديداً و خطراً إذا ترك دون علاج.

يعاني مصابو الالتهاب الرئوي الحاد من الحمى العالية جنبًا إلى جنب مع أعراض الجهاز الهضمي المُتمثلة بالقيء والإسهال ، والتعرق ، وزيادة معدل ضربات القلب وميل لون الشفاه والأظافر للأزرق.

الالتهاب الرئوي في الأطفال:

قد تظهر أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال بشكل مختلف عن الكبار ، ويكون من الصعب التعرف عليها مثل الأعراض التي تظهر لدى البالغين ، وتختلف هذه الأعراض حسب العمر، فقد لا يكون لدى الأطفال سعال مستمر أو ارتفاع في درجة الحرارة، إلا أن الصداع والتهاب الحلق والتعب وفقدان الشهية يمكن أن تدل على إصابتهم  بمرض أخطر من نزلة برد عادية , وأنهم بحاجة إلى عناية طبية ، فالأطفال معرضون لخطر أكبر للإصابة بالمرض لأن أنظمتهم المناعية لم تتطور بشكل كامل ، كما يمكن أن يتطور الالتهاب الرئوي بسرعة كبيرة بين الأطفال ، ولا سيما الرضع والأطفال الذين يعانون من أمراض معينة.

علاج الالتهاب الرئوي والوقاية منه:

يعتمد العلاج الفعال للالتهاب الرئوي على مسبب العدوى ، ويمكن أن يتراوح هذا العلاج من الرعاية الخارجية إلى الجراحة ، سيحتاج  بعض الناس فقط إلى الراحة في الفراش ، في حين أن البعض الآخر سيتطلب مرضه الإقامة في المستشفى . و يحدد الطبيب خطة العلاج مراعيًا : نوع الالتهاب الرئوي ، وشدة الحالة، وعمر المريض ، وصحته العامة .

ليس هناك طريقة مؤكدة للوقاية من الالتهاب الرئوي، ولكن هناك تدابير يمكنك اتخاذها مثل أخذ اللقاحات واتباع قواعد النظافة  للحد من خطر الإصابة بالعدوى.