قام باحثو مركز جونز هوبكنز كيمل للسرطان بتطوير اختبار دم يراقب 8 من أنواع السرطان الشائعة ويساعد على تحديد مكانها في الجسم.
والاختبار، الذي يسمى canserseek، هو اختبار فريد من نوعه، حيث يفحص في الوقت نفسه مستويات ثمانية من بروتينات السرطان، كما يبحث عن الطفرات الجينية للسرطان عن طريق فحص الحمض النووي في الدم. ويهدف الاختبار إلى الكشف عن ثمانية أنواع شائعة من السرطان، وهذه الأنواع تمثل أكثر من 60 في المئة من مسببات وفيات السرطان في الولايات المتحدة. كما أن خمسة منها لا تتوفر أية فحوصات للكشف عنها حاليا.
و يقول الباحثون: أن استخدام مجموعة من المؤشرات الحيوية المختارة للكشف المبكر عن السرطان يمكن أن يغير طريقة فحصنا له، حيث أن هذه الطريقة تستند إلى نفس الأساس المنطقي لاستخدام تركيبات من العقاقير لعلاج السرطان.
إن البحث عن طفرات الحمض النووي للورم يمكن أن يساعد في الكشف عن السرطان إذ أن هذه الطفرات تشكل علامات ومؤشرات واضحة تشير الى الإصابة بالسرطان، وللاستفادة من هذه الخواص المميزة طور العلماء هذا الإختبار، والذي يمكنه أن يكتشف طفرة واحدة على الأقل في الغالبية العظمى من السرطانات، ويتميز هذا الإختبار ببساطته وهذا ما يجعله أدق وأقل تعقيدا من حيث النتائج , كما يجعله أقل تكلفة.
كان الفحص في البداية مصمماً ليستكشف عدة مئات من الجينات و40 علامة بروتينية، ولكن الباحثين تنازلوا عن عدد كبير من الجينات والعلامات البروتينية ليحصلوا على البساطة والدقة وليتمكنوا من خفض تكلفة هذا الفحص، ليستقر الفحص على الكشف عن 16 جينا وثمانية بروتينات فقط، ويشير الباحثون إلى أن هذا الاختبار الجزيئي يهدف فقط إلى الكشف عن وجود السرطان، وبالتالي، فهو يختلف عن الاختبارات الجزيئية الأخرى، التي تعتمد على تحليل أعداد كبيرة من الجينات بهدف تحديد أهداف قابلة للتنفيذ علاجيا.
تم تقييم الاختبار على 1005 مريضاً مصابين بالسرطان من المرحلة الأولى والثانية والثالثة من سرطانات المبيض والكبد والمعدة والبنكرياس والمريء، والقولون ،والرئة والثدي. وكان متوسط الحساسية العامة لهذا الإختبار أو قدرته على العثور على السرطان، 70 في المئة وتراوحت حساسيته من نسبة عالية مثل 98 في المئة لسرطان المبيض إلى أدنى من 33 في المئة لسرطان الثدي. وبالنسبة للسرطانات الخمسة التي لم تجرَ لها أي اختبارات فحص سابقاً – سرطان المبيض والكبد والمعدة والبنكرياس والمريء – فقد تراوحت الحساسية لها بين 69 في المائة و98 في المائة.
والجديد في أسلوب التصنيف الذي اتبعه العلماء لإنشاء هذا الإختبار هو أنه يجمع بين مراقبة الطفرات المختلفة للحمض النووي ومستويات عدة بروتينات في الدم ليتمكن من إعطاء النتيجة النهائية .
كما أن هناك جانبا آخر جديداً في النهج الذي اتبعه العلماء لإنشاء هذا الفحص، وهو أنه يستخدم التعلم الآلي لتمكين الاختبار من تحديد مواقع الورم بدقة، حيث تمكن الإختبار من تحديد مواقع السرطان بدقة في 83% من المرضى.
و على الرغم من أن هذا الاختبار لا يمكنه الكشف عن جميع السرطانات، فإنه يكتشف العديد من أنواع السرطان التي لم يسبق أن تم الكشف عنها من خلال الفحوصات المخبرية، ولهذا, فقد يقدم هذا الفحص فرصة كبيرة للكشف المبكر عن عدة أنواع من السرطانات، مما يزيد من فرصة علاجه لدى الكثير من الناس .