في فصل الشتاء، تتحول المدارس إلى بيوت للجراثيم، ويشكل هذا خطراً كبيراً على الأطفال الذين يقضون أغلب يومهم في هذه المدارس، مما يتسبب في انتشار نزلات البرد والإنفلونزا، وجراثيم المعدة، و بالرغم من اتباع سبل الوقاية المختلفة ، كغسل اليدين بشكل جيد، ما زال الأطفال يصابون بالمرض و تنتشر العدوى بينهم بسرعة، لدرجة أننا أصبحنا نظن أنه حقاً أمر لا مفر منه.
إذن .. ماذا علينا أن نفعل؟ سنقدم لك بعض النصائح حول الكيفية التي تتمكن بها من مساعدة أطفالك لكي يشعروا بالتحسن عندما يعانون من انتشار الجراثيم المدرسية في فصل الشتاء.
جراثيم المعدة
من بين جميع الأشياء السيئة التي قد يجلبها أطفالك إلى المنزل، تعتبر جراثيم المعدة هي الأسوأ على الإطلاق ، وهي تسمى غالبًا “انفلونزا المعدة”، لكنها لا علاقة لها بالانفلونزا الحقيقية، والتي تسببها فيروسات أخرى.
إذا شككت بإصابة طفلك بفيروس المعدة، حاول اتباع النصائح التالية:
أولًا: دعه يشرب الكثير من السوائل:
إذا كان الطفل يعاني من القيء أو الإسهال، فهو سيفقد الكثير من السوائل، لذلك، بعد تقيئه بـ 30 إلى 60 دقيقة، قدم له كمية صغيرة من السوائل، وتأكد من شربه لها لتنمع إصابته بالجفاف، إذا تقبل طفلك السوائل، وتمكن من شربها دون مشاكل، قم بإعطائه كمية أخرى.
من المهم أن تجعل طفلك يشرب ببطء، لأن شرب كمية كبيرة من السائل ستؤدي إلى التقيؤ، ويوصي الخبراء باستخدام المثلجات التي لا تحتوي على الكريمة أو الحليب كطريقة أخرى لإعطاء طفلك بعض السوائل، وينبهون إلى ضرورة أكلها ببطء حتى تدخل السوائل إلى المعدة بكميات صغيرة وبالتدريج، كما يمكن شرب السوائل باستخدام الملعقة لإبطاء عملية الشرب.
ماذا يجب أن يشرب طفلك المريض؟ يمكنك أن تقدم لطفلك أية سوائل غير سميكة، كما يمكنك أن تقدم إليه المحاليل التي تباع في الصيدليات لمنع الجفاف، ولكن عليك الحذر من المشروبات الحمضية مثل عصير البرتقال، إذا كان طفلك لا يزال يتقيأ، وبشكل عام، يمكنك أن تقدم لطفلك معظم السوائل – حتى الحليب – طالما أن معدته تتحملها.
ثانيًا: إدخل الطعام بالتدريج
حالما يبتعد القيء عن طفلك لمدة ست ساعات متواصلة، قدم له بعض الطعام، وإذا لم يرغب بتناوله فلا تضغط عليه، وحاول مرة أخرى في وقت آخر.
يجب أن تبدأ معه بالأطعمة الخفيفة، ولكن ضع في حسبانك أنه يجب أن يعود إلى نظامه الغذائي العادي في غضون 24 ساعة إذا كان ذلك ممكناً، لذلك أدخل الأطعمة المختلفة ولكن بكميات صغيرة حتى تضمن تقبل المعدة لها.
يمكن أن تساعد الدهون الموجودة في الطعام في حل مشكلة الإسهال، فهي تستغرق وقتًا أطول لتهضم، ولذلك يمكنها أن تبطئ حركات الأمعاء لدى الطفل، في بعض الأحيان تتسبب الأطعمة الخفيفة الخالية من الدهون بإطالة مدة نوبات الإسهال، ولذلك ينصح الأطباء بتناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون مثل الحليب لتأخير عملية الهضم و التخلص من الحركات السريعة للأمعاء.
ثالثًا:استخدام الأدوية الشائعة المهدئة للمعدة.
يمكن استخدام بعض الأدوية المصممة لتهدئة المعدة ووقف الإسهال، ومن المفيد مراجعة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية لأي طفل من أي عمر، لأن الأدوية التي توقف الإسهال يمكن أن تكون خطيرة إذا كان الطفل يعاني من عدوى بكتيرية في الأمعاء. كما يمكن أن تمنع الجسم من طرد البكتيريا، لذلك إذا كان لدى الطفل يعاني من الحمى أو البراز الدموي، لا تستخدم هذه الأدوية واستشر الطبيب.
البرد والانفلونزا
إن ايجاد الفرق بين نزلات البرد والانفلونزا ليس أمرًا سهلًا، ولكن بشكل عام، تعتبرالانفلونزا أكثر حدة وتجعل الطفل طريح الفراش، وفيما يلي خمسة أمور يجب الإنتباه إليها:
– السوائل:
في حالة البرد والإنفلونزا، لا يشكل الجفاف مشكلة كبيرة كما في فيروسات المعدة، ولكن السوائل لا تزال مهمة جدًا لمرضى البرد والإنفلونزا، لأنها تساعد على تخفيف المخاط ومنعه من أن يصبح لزجًا، كما يمكن أن تكون السوائل الحارة مثل الحساء مفيدة بشكل خاص.
لن تكون هناك أي مشكلة في أي شيء قد يرغب طفلك بشربه، ولكن مجددًا، وعلى الرغم من الاعتقاد الخاطىء بأن الحليب يسبب صعوبة الهضم والاحتقان، إلا أن البروتينات والدهون الموجودة فيه هي أفضل خيار.
– الطعام: قد لا يأكل الطفل كثيرًا لبضعة أيام ويفقد بعض الوزن، ولكن هذا الوزن سيعود بسرعة كبيرة بعد أن يتعافى، لذلك أي شيء قد يرغب طفلك بتناوله فهو مقبول.
-الارتياح من الألم والحمى: يمكن للمسكنات مثل الإيبوبروفين أن تساعد في تخفيف الانزعاج وخفض الحمى، ومع ذلك، يجب على الآباء إيلاء المزيد من الاهتمام لكيفية شعور أطفالهم بدلًا من الاهتمام بالرقم الذي يظهرعلى ميزان الحرارة، ويميل بعض الآباء إلى استخدام علاج الحمى بشكل مفرط، لهذا يوصي الأطباء بعدم إعطاء الطفل الدواء إلا إذا كانت الحمى تعجزه عن اللعب وممارسة أنشطته اليومية.
-أدوية البرد والإنفلونزا: لا تستخدم الأدوية الشائعة والمخصصة للسعال أو البرد أو الإنفلونزا للأطفال دون استشارة الطبيب. لأن فائدة هذه الأدوية ليست مضمونة، كما أنها قد تتسبب بأضرار عديدة.
متى تطلب المساعدة؟
في معظم الحالات، تختفي نزلات البرد والإنفلونزا، وجراثيم المعدة من تلقاء نفسها. مع ذلك، تحتاج بعض الأعراض إلى أن يتم التحقق منها من قِبَل طبيب الأطفال، ومن هذه الأعراض:
– حمى 38 درجة أو أعلى لطفل عمره شهرين أو أصغر، و39.3 أو أعلى لطفل عمره 3-6 أشهر، و39.4 درجة أو أعلى لطفل أكبر من 6 أشهر.
– الحمى التي تستمر أكثر من 24 ساعة.
– صعوبة في التنفس.
– تغييرات في السلوك أو الخمول.
– عدم التبول لمدة ثماني ساعات أو أكثر.
– عدم ذرف الدموع عند البكاء.
– القيء الذي يستمر أكثر من ثماني ساعات.
– الدم في القيء أو البراز.
– القيء الأخضر
وبشكل عام، إذا أحسست أن طفلك غير طبيعي، قم بزيارة طبيب الأطفال.
ماذا يمكنك أن تفعل؟
عند هذه النقطة، قد يكون من المهم التفكير بوجوب أن يكون هناك شيء آخر يمكنك القيام به من أجل طفلك المريض ،يشعر الوالدان بالقلق الدائم على طفلهما المريض، خصوصاً عندما يعلمان أنه ليس باستطاعتهما فعل شيء لجعل طفلهم يشعر بالتحسن، فكل ما عليهما هو انتظار محاربة جسد طفلهما للفيروسات.
عندما تكون غير قادر على تعجيل شفاء طفلك، يمكنك أن تستغل هذا الوقت لتكون قريبًا منه، اقرأ له كتابًا أو شاهدا التلفاز معًا، سوف يعاني طفلك كثيرًا من الفيروسات في حياته، علمه كيف يتعامل معها، وتحلَ بالصبر، واجعله يرتاح وينتظر ما سيفعله جسده.