بعد سنوات من تهميش الشمندر, واستخدامه كمصدر للصبغة الحمراء فقط، أظهرت الدراسات الفوائد المذهلة لهذه الجذور الرائعة, المليئة بالمواد الغذائية المختلفة، فهي لا تقتصر فقط على المغذيات اليومية الأساسية مثل الفيتامينات والحديد والمنغنيز والنحاس والمغنيسيوم والبوتاسيوم، بل إنها تحتوي أيضاً على بعض المواد الغذائية الفريدة, التي لا يمكنك أن تحصل عليها من مصدر آخر، وفيما يلي،بعض الأشياء الرائعة والمثيرة للدهشة التي تحدث لجسمك عند تناول الشمندر.
1- تحسين ضغط الدم
يحتوي الشمندر على نسب كبيرة من النترات، التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يريح الأوعية الدموية ويعمل على توسيعها، مما يسهل حركة الدم وانتقال العناصر الغذائية والأكسجين عن طريقه إلى مختلف أنحاء الجسم، وهذا يعني تنشيط الدورة الدموية، وتقليل ضغط الدم. ففي دراسة أجريت في عام 2008 على عدد من الأشخاص, تم تقسيم الأشخاص المشاركين إلى مجموعتين, وإعطاء المجموعة الأولى منهم كأساً من عصير الشمندر, بينما أعطيت المجموعة الثانية كأساً من الماء, وبينت النتائج أن الأشخاص الذين شربوا عصير الشمندر, انخفض ضغط الدم لديهم بحوالي 10 ملم زئبق, كما كانت نسبة تخثر الدم لديهم أقل بعد ثلاث ساعات من شرب العصير، مقارنة بأولئك الذين شربوا الماء.
2- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
لا يقتصر التأثير الإيجابي للشمندر على ضغط الدم فحسب، فهو غني بنوع من القلويات النباتية التي تسمى البيتين، وكذلك بفيتامين B حيث يقدم الإثنان معا تأثيرا مضاعفا لخفض مستويات الهوموسيستين في الدم والتي يزيد ارتفاعها من خطر الإصابة بأضرار الشرايين وأمراض القلب.
3- تحسين القدرة على التحمل
الكثير من الرياضيين يأكلون الشمندر, لما له من قدرة على زيادة التحمل, وقد أثبتت الأبحاث أن النترات الموجودة في الشمندر تعزز قدرة التحمل، وفي دراسة أجريت على راكبي الدراجات, تمكن السائقون الذين شربوا عصير الشمندر من تحريك البدالات لمدة تزيد على المدة المعتادة لديهم بنسبة 15٪, دون أن يشعروا بالإجهاد، وللحصول على مفعول الشمندر المعزز لقدرة التحمل، تحتاج إلى تناول ثلاثة إلى خمسة حبات من الشمندر, بحسب اختلاف حجم الحبة، حيث يبدأ مفعول الشمندر في الجسم، ويزداد مستوى النترات في الجسم ليبلغ أعلىى قيمة له خلال 2-3 ساعات بعد تناول الشمندر.
4- تخفيف العبء عن الكبد
يقوم كبدك بعمل شاق في تنظيف الدم والتخلص من السموم في جسمك. ولمساعدة الكبد وتخفيف العبء عنه, يمكنك تناول حصة يومية من الشمندر، حيث تبين البحوث أن البيتين، وهو حمض أميني موجود في الشمندر والسبانخ والكينوا، يمكنه أن يساعد في تقليل تراكم الدهون في الكبد. وتظهر الدراسات التي أجريت على الفئران, أن تناولها لعصير الشمندر نشط لديها عملية التخلص من السموم، حيث رفع مستويات الانزيمات المضادة للسموم في الدم. وتبين الأبحاث التي أجريت على المصابين بمرض السكري أن البيتين يحسن وظائف الكبد ويقلل نسبة الكوليسترول في الدم.
5- زيادة كفاءة الجسم في مكافحة الأمراض المزمنة
يحتوي الشمندر على كمية كبيرة من البيتالين، وهي فئة من مضادات الأكسدة القوية التي تحارب الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهابات والجذور الحرة، مثل أمراض القلب والسمنة والسرطان.
وتشير البحوث إلى أن البيتاسيانين، ( المادة الصبغية التي تعطي الشمندر لونه الجميل) قد تساعد على الحماية من المواد المسرطنة الشائعة؛ وقد أظهرت هذه المادة فعاليتها ضد خلايا سرطان الثدي المزروعة مخبريا, ويجري حاليا اختبار هذه المادة كمادة مضادة للخلايا السرطانية.
6- تنظيم حركة الأمعاء.
يعتبر الشمندر واحدا من الأطعمة الفعالة في محاربة الإمساك وتحسين الهضم، حيث يحتوي كوب واحد من الشمندر حوالي 4 غرامات من الألياف الغذائية، ولا سيما الألياف غير قابلة للذوبان، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالإمساك، والبواسير، ومرض التهاب الردب.
7- تحسين وظائف الدماغ.
يعمل أكسيد النيتريك على إراحة وتوسيع أوعيتك الدموية, وبالتالي فهو يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يحسن أداءه. ويعتبر هذا الأمر مهماً جداً, خصوصاً مع التقدم في العمر، حيث أثبتت الأبحاث أن قدرة الجسم على توليد أكسيد النيتريك واستقلاب الطاقة في الدماغ ونشاط الخلايا العصبية جميعها تتضاءل مع التقدم في العمر. لذلك, إذا أردت أن تساعد دماغك وتنشط وظائفه المختلفة, تناول بعض الشمندر!
ففي إحدى الدراسات الصغيرة التي أجريت في عام 2010، على 14 رجلاً وامرأة يبلغ متوسط أعمارهم 74 عاماً, حيث تمت زيادة نسبة النترات في نظامهم الغذائي بإضافة عصير الشمندر إلى وجباتهم لمدة يومين, أظهرت الدراسة ازدياد تدفق الدم إلى الفص الجبهي لديهم, وهذه المنطقة هي المسؤولة عن المهام التنفيذية مثل التركيز والتنظيم والإهتمام بالتفاصيل, وهذا يدل على تحسن أداء أدمغتهم مقارنة بالأوقات السابقة التي لم يتناولوا فيها عصير الشمندر.