استُخدم العسل منذ العصور القديمة كغذاء ودواء، فهو يحتوي على كميات عالية من المركبات النباتية المفيدة ويقدم العديد من الفوائد الصحية، كما يعتبر العسل صحي بشكل خاص عند استخدامه بدلًا من السكر المكرر، وقد استخدم العسل للأغراض العلاجية منذ قديم الزمان.
العسل في السنة:
استخدم العسل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة للاستشفاء به ، حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على استخدامه و التداوي به ، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلًا، فسقاه ثم جاءه، فقال: إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال له ذلك ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلا، فسقاه فبرئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله، وكذب بطن أخيك.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشفائين :العسل والقرآن . قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
و مع تقدم العلم دأب الباحثون على دراسة العسل, لمعرفة فوائده العديدة, و الإستفادة القصوى منها, وفي ما يلي أفضل 10 فوائد صحية, أثبتها العلم الحديث للعسل:
– يحتوي العسل على الكثير من المغذيات المهمة.
من الناحية الغذائية، تحتوي ملعقة واحدة كبيرة من العسل (21 غرام) على 64 سعرة حرارية و 17 غراماً من السكر، بما في ذلك الفركتوز والجلوكوز والمالتوز والسكروز، إلا أنه لا يحتوي تقريبًا على ألياف أو دهون أو بروتين، كما أنه يحتوي على كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن المتنوعة، و لكنها قد تساهم في سد جزء من حاجة جسمك اليومية من مختلف المعادن .
يتميز العسل باحتوائه على عدد من المركبات النباتية النشطة بيولوجيًا, ومضادات الأكسدة، إذ تميل الأنواع ذات اللون الغامق من العسل إلى أن تحتوي نسباً أعلى من تلك المركبات مقارنة بالأنواع ذات الألوان الفاتحة.
الخُلاصة:العسل هو سائل سميك وحلو يتم صنعه بواسطة النحل ، وهو ذو محتوى منخفض من الفيتامينات والمعادن ولكنه مرتفع المحتوى من بعض المركبات النباتية .
– العسل عالي الجودة غني بمضادات الأكسدة:
يحتوي العسل عالي الجودة على العديد من مضادات الأكسدة الهامة ، مثل الفينولات والانزيمات والمركبات مثل الفلافونويد والأحماض العضوية ، ويعتقد العلماء أنه عبارة عن مزيج من هذه المركبات المضادة للأكسدة ، ومن المثير للاهتمام النتائج التي أظهرتها دراستان عن العسل تبين خلالهما أن عسل الحنطة السوداء يزيد من قيمة مضادات الأكسدة للدم ، و بالتالي فهو يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطان ، كما أنه قد يعزز صحة العينين.
الخلاصة : يحتوي العسل على كميات من المواد المضادة للاكسدة ، بما في ذلك المركبات الفينولية مثل الفلافونويد.
– برغم طعمه الحلو, إلا أن العسل يعتبر “أقل ضرراً” من السكر لمرضى السكري:
إن الأدلة على العلاقة بين العسل والسكري متضاربة ، ولكن يمكن أن يفيد استخدام العسل في التقليل من بعض عوامل الخطر الشائعة لدى مرضى السكري ، فمثلًا يقلل العسل كوليسترول LDL والدهون الثلاثية والالتهاب ويزيد كوليسترول LDL الجيد.
و بما أن العسل قد يكون “أقل ضرراً” من السكر المكرر لمرضى السكري، فإنه ينبغي على مرضى السكري استهلاكه بحذر.
الخلاصة : تُظهر بعض الدراسات أن العسل يحسن عوامل خطر أمراض القلب لدى مرضى السكري، ومع ذلك ، فإنه يرفع أيضًا مستويات السكر في الدم ، لذلك لا يمكن اعتباره “صديقًا لمرضى السكري”.
– تساعد مضادات الأكسدة الموجودة فيه على خفض ضغط الدم:
يساعد العسل على خفض ضغط الدم الذي يعتبر عامل خطر مهم لأمراض القلب ، وذلك لأنه يحتوي على مركبات مضادات الأكسدة التي تم ربطها بآثار انخفاض ضغط الدم ، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على كل من الفئران والبشر, حدوث انخفاض متواضع في ضغط الدم جراء استهلاك العسل.
الخلاصة: قد يؤدي تناول العسل إلى انخفاض متواضع في ضغط الدم ، وبالتالي فهو يعمل على محاربة أهم عامل خطر مرتبط بأمراض القلب.
– يساعد العسل على تحسين مستويات الكوليسترول:
إن ارتفاع مستويات الكولسترول LDL هو من العوامل المهمة لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب ، وهو يلعب دورًا رئيسيًا في تصلب الشرايين والتراكم الدهني في الشرايين, والذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ، ومن المثير للاهتمام إظهار العديد من الدراسات أن العسل يمكن أن يحسن مستويات الكولسترول ، حيث أنه يقلل الكوليسترول الكلي وكوليسترول LDL ، في حين يرفع الكولسترول LDL الجيد بدون خطورة.
فعلى سبيل المثال أجريت دراسة على 55 مريضًا ، تم خلالها مقارنة العسل مع سكر المائدة ، وتوصلت إلى أن العسل قد تسبب في انخفاض في مستويات الكولسترول LDL بنسبة 5.8٪ ، وزيادة مستويات HDL بنسبة 3.3٪ ، كما تسبب بفقدان الوزن بنسبة 1.3٪ مقارنة مع سكر المائدة.
الخلاصة : يبدو أن للعسل تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول ، إذ يؤدي إلى انخفاض متواضع في الكوليسترول الكلي و LDL، في حين يرفع مستويات HDL.
– يخفض العسل الدهون الثلاثية:
إن ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم هو عامل خطر رئيسي آخر لأمراض القلب ، كما أنه علامة رئيسية على مقاومة الأنسولين, وهو المحرك الرئيسي للسكري من النوع 2 ، حيث تميل مستويات الدهون الثلاثية إلى الزيادة عند استهلاك كميات كبيرة من السكر والكربوهيدرات المكررة ، ومن المثير للاهتمام أن العديد من الدراسات قد ربطت الاستهلاك المنتظم للعسل, بانخفاض مستويات الدهون الثلاثية, وخصوصًا عندما يتم استخدامه ليحل محل السكر، فمثلًا وجدت إحدى الدراسات التي أجرت مقارنة بين العسل والسكر, انخفاضًا في مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 11 – 19٪ عند استخدام العسل للتحلية بدل السكر.
الخلاصة : الدهون الثلاثية المرتفعة هي عامل خطر لأمراض القلب والسكري من النوع 2 ، وتُظهر العديد من الدراسات أن العسل يمكن أن يقلل مستويات الدهون الثلاثية ، وخصوصا عندما يتم استخدامه ليحل محل السكر.
– ترتبط مضادات الأكسدة الموجودة به بتحسين صحة القلب:
كما ذُكر آنفًا ، العسل هو مصدر غني بالفينولات والمركبات المضادة للأكسدة التي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب, والتي قد تساعد الشرايين على التمدد مما يزيد من تدفق الدم إلى القلب, كما يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة في منع تشكل جلطات الدم التي قد تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكن تبقى هذه الفوائد مجرد أقوال إذ لا توجد دراسة بشرية طويلة الأجل متوفرة تثبت علاقة العسل بصحة القلب.
الخُلاصة : ترتبط مضادات الأكسدة الموجودة في العسل بتحسين صحة القلب ، بما في ذلك زيادة تدفق الدم إلى القلب وانخفاض خطر تشكل جلطة الدم.
– يعزز العسل التئام الجروح والحروق:
استخدم العسل بوضعه على الجلد لعلاج الجروح والحروق في مصر القديمة ، ولا يزال يستخدم حتى يومنا هذا ، ففي إحدى المراجعات التي أجريت عام 2015 ، تم تقييم 26 دراسة عن العسل والعناية بالجروح ، وقد وجد هذا الاستعراض أن العسل هو الأكثر فعالية في شفاء الحروق السميكة جزئيًا والجروح الملتهبة بعد العمليات الجراحية ، بل إنه أيضاً علاج فعال لقرحة القدم السكري، وهي واحدة من المضاعفات الخطيرة جدًا التي يمكن أن تؤدي إلى بتر الأقدام.
في إحدى الدراسات التي أجريت حول علاقة العسل بشفاء الجروح ، جرب الخبراء استخدام العسل لعلاج المرضى الذين يعالجون من قرحة السكري, بوضعه مباشرة على موضع الإصابة , حيث تمكن العسل من علاج 97٪ من الحالات بشكل تام ، ويعتقد الباحثون أن قوى الشفاء الخاصة بالعسل ، تأتي من مكوناته المضادة للبكتيريا والالتهابات وكذلك قدرته على تغذية الأنسجة المحيطة به.
يساعد العسل في علاج الأمراض الجلدية الأخرى، مثل الصدفية والبواسير وآفات الهربس.
الخُلاصة : عند تطبيق العسل على الجلد ، بمقدوره أن يكون جزءًا من خطة علاج فعالة للحروق والجروح والحالات الجلدية الأخرى ، وهو فعال بشكل خاص لقرحة القدم السكري.
– يساعد العسل على علاج السعال لدى الأطفال:
السعال مشكلة شائعة لدى الأطفال الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وهو يؤثر على النوم ونوعية الحياة للأطفال وأولياء أمورهم، ومع ذلك، فإن الأدوية السائدة للسعال ليست فعالة دائمًا, ويمكن أن يكون لها آثار جانبية، ومن المثيرللاهتمام أن العسل قد يكون الخيارالأفضل لعلاج هذه الحالات, حيث تبين الأدلة الفعاليته الكبيرة، كما وجدت إحدى الدراسات أن العسل قد أعطى نتائج أفضل من اثنين من أدوية السعال الشائعة، ووجدت دراسة أخرى أنه تمكن من خفض أعراض السعال وساهم في تحسين النوم أكثرمن أدوية السعال، ومع ذلك، لا ينبغي أبدا أن يُعطى للأطفال دون السنة بسبب خطر التسمم.
الخلاصة : يمكن للعسل أن يكون بمثابة علاج طبيعي وآمن للسعال للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة، حيث تُظهر بعض الدراسات أنه أكثر فعالية من أدوية السعال.
العسل لذيذ, وهو بديل صحي للسكر، و لكن تأكد من اختيار العلامة التجارية ذات الجودة العالية، لأن العسل ذو الجودة الأقل قد يكون مغشوشًا بعصير الفاكهة، أو السكر, كما يجب أن نضع في اعتبارنا أنه ينبغي استهلاكه باعتدال, لأنه لا يزال مرتفع السعرات الحرارية والسكر، إذ تبدو فوائده أكثر وضوحًا عندما يتم استخدامه كبديل عن محلول آخر حلو وغير صحي .