كم ساعة تنام كل ليلة؟

 قد ترتبط إجابتك لهذا السؤال بآثار أعمق من مجرد التعب البسيط أو عدم التركيز.
في الواقع، فإن نقص النوم يمكن أن يكون مرتبطاً بتطور الخلايا السرطانية في جسمك.

ففي عام 2003، وجد الباحثون في مستشفى بريغهام وكلية هارفارد الطبية في بوسطن وجود علاقة بين خطر الإصابة بـسرطان الثدي والميلاتونين، والميلاتونين هرمون ينتجه الجسم لتعزيز استمرارية النوم وعدم تقطعه, وعند انخفاض مستويات الميلاتونين، فإن الجسم ينتج المزيد من هرمون الاستروجين، وهو عامل معروف من عوامل زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ومنذ عام 2003، تناولت عدة دراسات العلاقة بين النوم وسرطانات أخرى كذلك.
حيث وجدت الدراسات أن سرطان البروستاتا هو الآخر مرتبط بـمشاكل النوم, فقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم بدرجة متوسطة ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا إلى الضعف، بينما ترتفع هذه النسبة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم الشديدة إلى ثلاثة أضعاف احتمال الإصابة بالسرطان لدى الاشخاص الذين يحصلون على كفايتهم من النوم كل ليلة.

و بغض النظر عن العوامل الأساسية التي تساعد على النوم بشكل منتظم وجيد, فإن المزاج الجيد، والنظام المناعي القوي، والعوامل الأخرى المختلفة, بما فيها عادات النوم المنتظمة والإيجابية يمكن أن تساعد في مكافحة تطور وانتشار الكثير من الأمراض، بما في ذلك مرض السرطان.
فأخذ الجسم كفايته من النوم قد يحسن فرص تراجع السرطان واختفاء آثاره، وهذه نعمة عظيمة, حيث تمثل هذه فرصة جديدة للمريض للاهتمام بصحته وتجنب أي عوامل قد تنشط مرض السرطان من جديد .

لكن الصعوبة الكبرى التي يواجهها مرضى السرطان, والتي قد تزيد وضعهم الصحي سوءًا, هي أن العلاجات التي يتلقونها والقلق المصاحب للسرطان يؤثران بشكل كبير على نوعية النوم لديهم، مما يجعله أقل عمقاً, وأقصر من حيث المدة,  وهذه الأعراض يمكن أن تتطور إلى مشاكل في النوم, مما يتسبب في زيادة احتمالية تطور مرض السرطان لديهم بشكل أكبر, لذلك, فمن الضروري أن يحصل مريض السرطان بالذات على كفايته من النوم, بحيث يحاول تحسين نوعية نومه بقدر استطاعته .

إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم، فجرب هذه النصائح لمساعدتك على الراحة بشكل أفضل:

-طور روتيناً اعتيادياً تمارسه قبل النوم, ليساعدك على الراحة والاسترخاء .

– تجنب الإفراط في تناول المنبهات .
– خصص جزءً من وقتك لممارسة الرياضة يومياً .
– جرب تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوغا .

ومهما قلنا, لن نستطيع التأكيد بما يكفي على أهمية الحصول على كفاية الجسم من النوم كل ليلة، وخاصة بعد أن بات من الواضح لدينا الآن, أن أنماط النوم يمكن أن تؤثر على نمو الخلايا السرطانية وتطورها .

إنه من المقلق فعلاً أن نعرف أن مشاكل النوم يمكن أن تسهم في ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان, ولكن من المشجع أيضا أن نعرف أن أولئك المعرضين لخطر الاصابة بالسرطان يمكن أن يتخلصوا منه بأخذ كفايتهم من النوم, فكلما كانت نوعية النوم لديك أفضل، أصبح جهاز المناعة لديك أقوى, وأصبحت كيمياء جسمك أكثر توازناً, وبتوازن مستويات الهرمونات في جسمك، ستزداد قدرتك على محاربة نمو الخلايا السرطانية أضعافا مضاعفة، وخاصة في حالة سرطان الثدي والبروستاتا.