كيف تعرف ما إذا كانت السلوكات الغريبة التي تظهر على المراهق طبيعية أو أنها عرض لمشكلة خطيرة؟

عندما أصبح مارك ابن أنجيلا في الخامسة عشرة من العمر بدأ يميل إلى الموسيقى التي تستخدم كلمات عن الموت والدمار والمعاناة وكان يرتدي ملابس داكنة فقط ويهمل العناية بشعره ، وكانت أنجيلا تتسائل إن كان هذا التغيرطبيعياً بسبب مرحلة المراهقة التي يمر بها, أو أن الأمر أكثر خطورة وإثارة للقلق ، بعد ذلك ترك مارك اللعب والأنشطة المدرسية ، وبعد مدة تلقت أنجيلا مكالمة هاتفية من مدير المدرسة يُعلمها أن مارك قد خرب أجهزة الكمبيوتر في مكتبة المدرسة . وهنا فقط أصبحت أنجيلا قلقة حقًا.

السلوك السيء وغير المنظم في سن المراهقة هو أمر مألوف, وهو يسبب القلق لدى الآباء عادة، ولكن مؤخراً بدأت تظهر بعض الأعراض الخطيرة التي جعلت الكثير من البالغين أكثر قلقاً تجاه تصرفات أبنائهم السيئة والفوضوية، وجعلتهم في حيرة من أمرهم حول ما إذا كان أبناؤهم يمرون بحالة عادية ناتجة عن فترة المراهقة, أو أن هذه السلوكات علامة على مشكلة نفسية كالاكتئاب أو الغضب المرضي.

و في الحقيقة, فإن الآباء على حق في الاهتمام بهذه التغيرات ، حيث أن المراهقين معرضون بالفعل للإصابة بأمراض صحية نفسية خطيرة ، ووفقًا لأبحاث أجريت مؤخراً في طب الأسرة الأمريكية ، قفد تم التوصل إلى ما يلي : “في أي وقت من الأوقات ، هناك ما يصل إلى 15٪ من الأطفال والمراهقين الذين تظهر لديهم بعض أعراض الاكتئاب، 5% منهم تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عامًا, وتجتمع فيهم معايير اضطراب اكتئابي كبير”.

ولكن, ليس كل تصرف سيء أو غير مسؤول يتصرفه المراهق أمراً خطيراً، إذ أن الكثير من المراهقين قد يظهررون بعض التمرد والسلوكات السيئة بغرض التجربة, وهذا أمر طبيعي لدى المراهقين ، فكثير منهم قد يدخلون في شجار لإثبات قوتهم, كما أنهم قد يرتدون بعض الملابس التي تعتبر غير مقبولة لدى الآباء, ليواكبوا النمط السائد في أقرانهم, ولكن, عندما يبدأ المراهق بإظهار علامات مثل الانعزال عن الأقران ، يمكن أن يكون هذا مؤشراً خطراً.
وقد حدد المختصون بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود حالة نفسية من الغضب المرضي لدى المراهق, ومنها :

طلب المساعدة: عندما يخبرك ابنك المراهق بأنه سيقوم بفعل تخريبي, ويلحق الضرر بالآخرين, فإنه في الواقع يطلب منك المساعدة والتدخل لمنعه من الإقدام على هذا التصرف .

العلاقات المتطرفة: إن تعرف المراهق على مجموعة من الأشخاص الذين يقضون وقتهم معًا ولا يسمحون بانضمام أشخاص آخرين لهم بسهولة, أو الأشخاص الذين يمثلون توجهاً معيناً أو عصابة معينة, ويرغبون بقتال المجموعات الأخرى المناظرة لهم, يعتبر من مؤشرات الخطر التي تجعل المراهق أكثر عرضة للإنحراف والإقدام على السلوكات التخريبية .

ضعف التواصل الإجتماعي: عندما يتوقف المراهقون عن التحدث مع أصدقائهم وأفراد عائلاتهم  ، فمن المرجح أنهم يشعرون بدرجة مبالغ بها من العزلة الاجتماعية.

العنف:  وتظهر علامات هذا السلوك بوضوح, ولكن الكثير من الآباء لا ينتبهون لها ، فضرب الأشقاء في المنزل, أو تخريب ممتلكاتهم, من الممكن أن تكون مؤشرات لأمور أكثر خطورة على المدى البعيد .

التسرب من المدرسة: إن الإنقطاع المفاجئ عن الأنشطة المدرسية مثل الموسيقى أو الألعاب الرياضية أو المسرح, أو انخفاض العلامات المدرسية بشكل كبير ومفاجيء, يمكن أن تكون مؤشرات لانخراط المراهق في بعض السلوكات الخطرة.

تعاطي المواد المخدرة: خاصة عندما تترافق مع الميول التخريبية ، حيث قد يؤدي استخدام المخدرات والكحول إلى الإنفلات, وإطلاق العنان لكل الرغبات التخريبية الموجودة لدى المراهق, ويجب إلى الآباء أن ينتبهوا إلى أن المخدرات والكحول ليست الخطر الوحيد ، حيث يمكن للمراهقين أيضا إساءة استخدام بعض منتجات التنظيف المنزلية ، وبعض الأدوية الموجودة في المنزل والتي تخص شخصاً آخر، وبعض الأدوية التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية .