ما هو مرض ابيضاض الدم؟

ابيضاض الدم, هو اسم آخر لسرطان الدم, أو اللوكيميا، و يسمى بهذا الإسم لأنه يصيب كريات الدم البيضاء, و يشوهها, ويجعلها تزاحم خلايا الدم السليمة ( البيضاء و الحمراء) والصفائح الدموية, وتأخذ مكانها في الدم و نخاع العظم، مما يقلل نسب المكونات الأخرى في الدم، و يجعلها الأعلى نسبة من ضمن بقية المكونات.
تلعب خلايا الدم البيضاء الطبيعية (الكريات البيض) دورًا محوريا في مكافحة العدوى، وتعيش هذه الكريات فترة حياة قصيرة جدًا (أحيانا بضع ساعات فقط)، ويتم تجديدها باستمرار في نخاع العظم.
و لكن عند الإصابة بسرطان الدم، ينتج نخاع العظم خلايا دم بيضاء غير طبيعية لا تنضج بشكل صحيح ولا يمكنها محاربة العدوى على نحو فعال، كما أن هذه الخلايا لا تموت مثل الخلايا الطبيعية، وبدلاً من ذلك، فإنها تتراكم في نخاع العظم ومجرى الدم، وتزاحم خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفيحات السليمة, و تأخذ مكانها.

وكلما تطور سرطان الدم، تظهر آثارها على الجسم كما يلي:

– الالتهابات المتكررة بسبب النقص في خلايا الدم البيضاء السليمة.
– فقر الدم بسبب النقص في خلايا الدم الحمراء .
– الإصابة بسهولة بالكدمات والنزيف بسبب عدم كفاية الصفائح الدموية.

الانتشار:

يحدث سرطان الدم في معظم الأحيان في كبار السن،  وهي أكثر شيوعا بنسبة قليلة لدى الرجال منها لدى النساء، ويقدر المعهد الوطني للسرطان أن هناك 52.380 حالة جديدة من سرطان الدم، و24.090حالة وفاة ناجمة عن سرطان الدم في الولايات المتحدة عام 2014، وفي عام 2011، وهو آخر عام توفرت فيه الإحصائيات، قُدرعدد المصابين بسرطان الدم في الولايات المتحدة بنحو 800.302 شخص، وفي جميع أنحاء العالم، تطورت اللوكيميا في 352 ألف شخص وتسببت في 265 ألف حالة وفاة في عام 2012، وفقا لتقرير السرطان العالمي، الذي نشرته منظمة الصحة العالمية.

التنبؤات:

بين عامي 2004 و2010، ما يزيد قليلا عن 57% من الأمريكيين الذين كانوا يعانون من سرطان الدم بقوا على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص، وفقا للمعهد الوطني للسرطان، وتكون معدلات الوفيات أعلى بين كبار السن، خاصة في الذين تتراوح أعمارهم  بين 75 و84، إذ إن لديهم النسب الأعلى للوفاة بسبب سرطان الدم، وتختلف معدلات البقاء على قيد الحياة أيضا بشكل كبير بين أنواع اللوكيميا.

عوامل الخطر:

تسبب الطفرات الجينية التي تنشأ دون سبب معروف بمعظم أنواع السرطان، ومع ذلك، هناك عدد من عوامل الخطرالتي تسبب ظهور سرطان الدم في البالغين، منها :

– كون الشخص ذكرًا.
– كونه أبيضًا.
– كون الشخص أكبر من 70 عامًا.
– تلقى العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي في الماضي.
– تعرض سابقًا لجرعات عالية من الإشعاع.
– تعرض سابقًا لمستويات عالية من المذيبات مثل البنزين.
– وجود اضطرابات وراثية معينة مثل متلازمة داون.
– وجود متلازمة خلل التنسج النقوي، وهي نوع من اضطرابات نخاع العظام.
-كون الشخص مدخنًا.

أنواع سرطان الدم:

يتم تسمية سرطان الدم وفقا لنوع خلايا الدم البيضاء المتضررة، وما إذا كانت تتقدم بسرعة (حادة) أو ببطء (المزمن), وتصنف خلايا الدم البيضاء إما اللمفاوية أو النخاعية، اعتمادا على نوع الخلايا الجذعية التي نشأت منها.

تصبح الخلايا الجذعية اللمفاوية خلايا ليمفاوية، وتنضج هذه الخلايا بعد ذلك إلى الخلايا التائية والخلايا البائية والخلايا القاتلة الطبيعية (NK)، أما الخلايا الجذعية النخاعية فتصبح خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، وتنضج هذه الخلايا أكثر إلى خلايا الدم البيضاء التي تسمى المحببة والوحيدة.

هناك أربعة أنواع رئيسية لسرطان الدم التي تحدث في البالغين :

– سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL): في هذا النوع، تفشل الخلايا الليمفاوية في النضج، وبدلا من ذلك تتكاثر بسرعة وتستولي على نخاع العظام, و هذا النوع من السرطان أكثر شيوعا لدى الأطفال ولكنه نادر في البالغين.

– سرطان الدم النخاعي الحاد (AML): يحدث هذا النوع عندما تصبح الخلايا الجذعية النخاعية غير طبيعية حيث لا تنضج إلى خلايا دم بيضاء سليمة, في بعض الحالات من هذا النوع، يصبح عدد كبير من الخلايا الجذعية النخاعية خلايا دم حمراء أو صفائح دموية غير طبيعية ، كما أن هذا النوع من سرطان الدم الحاد أكثر شيوعا في البالغين.

– سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL): في هذا النوع، يتم إنتاج خلايا بائية غير طبيعية (أو نادرا، خلايا تائية)، كما أن هذا النوع من سرطان الدم المزمن هو الأكثر شيوعا لدى البالغين.

– سرطان الدم النخاعي المزمن (CML): في هذا النوع، تسبب طفرة جينية تسمى “الكروموسوم فيلادلفيا” إنتاج أعداد مفرطة من خلايا الدم النخاعي, و هذا النوع هو نوع نادر من سرطان الدم، فوفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان فإنه من بين جميع الحالات الجديدة من سرطان الدم في الولايات المتحدة، هناك ما نسبته 10% من الإصابات بسرطان الدم النخاعي المزمن.