الملاريا هي مرض خطيرمُهدد للحياة يُسببه طفيلي محمول من قِبل نوع مُعين من البعوض الذي يعيش في مناخ دافئ، وهذه الطفيليات تهاجم خلايا الدم الحمراء في مجرى الدم، مما يسبب فقر الدم الشديد والحمى وأعراض أخرى يمكن أن تتفاقم بسرعة كبيرة و تؤدي إلى الموت.

ما هي أسباب الملاريا؟

تصل الملاريا إلى الدم عن طريق لعاب نوع من البعوض يُسمى الأنوفيليس الذي يحمل نوعاُ من الطفيليات يُسمى البلازموديوم، وإذا لدغت بعوضة سليمة (لا تحمل طفيلي البلازموديوم) شخصَا مُصابَا بالملاريا فإنها ستصبح ناقلة لهذا المرض وبالتالي ستؤدي إلى انتشاره، وفي حالات نادرة ينتقل المرض بسبب نقل الدم من الأم المُصابة إلى الطفل أو من زراعة الأعضاء أو من استخدام إبرة ملوثة بدم مريض الملاريا, إن اختيار أدوية الوقاية من الملاريا لغير المُصابين بها أو أدوية علاج الملاريا للمُصابين بها ستختلف بناءً على أنواع الطفيليات المُسببة للمرض، وكذلك فإن بعض الأدوية تكون فعالة فقط في المناطق التي تحدث العدوى فيها .

هناك خمسة أنواع من طفيليات البلازموديوم التي تسبب الملاريا في البشر، والتي تؤدي الإصابة بأي نوع منها إلى الموت :

– البلازموديوم المنجلي : هذا النوع من الطفيليات موجود في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أفريقيا, الملاريا المنجلية هي أكثر أنواع الملاريا فتكَا، لأنها تتضاعف بسرعة، وتمزق عددَا كبيرَا من خلايا الدم الحمراء، وهذه الخلايا التالفة يمكن أن تسُد الأوعية الدموية الصغيرة، بما في ذلك الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ .

– البلازموديوم النشط: مُعظم هذا النوع من الطفيليات موجود في آسيا وأمريكا اللاتينية وبعض أجزاء أفريقيا, يقضي البلازموديوم النشط مرحلة سُبات في الكبد، حتى يُصبح قادراً على غزو الدم بعد مدة زمنية تصل لسنتين من لدغة البعوضة المُصابة، وهذه الإصابات المتأخرة (الانتكاسات)، يُمكن أن تُعيد نشر الملاريا في مناطق تم القضاء سابقاً على الملاريا فيها.

– البلازموديوم البيضوي: الغالبية الكُبرى لهذا النوع من الطفيليات موجودة في غرب أفريقيا وجزر غرب المحيط الهادئ, البلازموديوم البيضوي يمكن أن يقضي فترة سُبات في الكبد أيضَا ويسبب انتكاسات (عودة المرض) لفترة تصل إلى أربع سنوات من الإصابة بلدغة البعوضة .

– بلازموديوم الملاريا: هذا النوع من الطفيليات موجود في جميع أنحاء العالم، وإذا لم يتم علاج الشخص المُصاب بهذا الطفيلي، فإن ذلك يمكن أن يسبب أمراضاً مزمنة مدى الحياة أو مضاعفات خطيرة مثل أمراض الكلى .

– البلازموديوم النولسي: عُثرعلى هذا النوع من الطفيليات في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا في قرود المكاك، ويمكن أيضا أن يُصيب البشر ويتقدم سريعَا ليصبح إصابة شديدة.

انتشار المرض:
تقدر منظمة الصحة العالمية وجود حوالي 214 مليون إصابة جديدة بالملاريا سنويا، وفي الفترة ما بين عامي 2000 و 2015، نجحت الجهود المبذولة على نطاق العالم في الحد من انتشار الملاريا والتقليل من وفياتها، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن الوفاة بسبب الملاريا انخفض بنسبة 48% خلال تلك الفترة، أي من 839 ألف حالة وفاة  في عام 2000 إلى 438 ألف حالة وفاة في عام 2015.

وفي عام 2015، وقعت أكثر من 90% من حالات الوفاة بسبب الملاريا في العالم في جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية، أما النسبة المتبقية وهي 10%، فقد حدث مُعظمها في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وكان السبب الرئيسي لجميع الوفيات تقريبا هو طفيل البلازموديوم المنجلي , وهناك حوالي 1500 إلى 2000 حالة إصابة بالملاريا سنويا في الولايات المتحدة، وكلها تقريبا من المسافرين حديثَا.

عوامل خطر الملاريا:

يمكن تقسيم عوامل الخطر الرئيسية للملاريا في المسافرين إلى: خصائص المكان المقصود، وبعض سمات المسافر، وتشمل عوامل الخطر المتعلقة بالمكان المقصود ما يلي:

– المنطقة الجغرافية: تنتشر الملاريا على نطاق واسع في مناطق معينة من العالم، وهي المناطق الاستوائية، أو شبه الاستوائية، أو المنخفضة، حيث تتوفر درجات الحرارة الدافئة اللازمة لنُضج الطفيلي داخل البعوض, إن كلَا من منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض (CDC)، لديهما موقع إلكتروني يُساعد المُسافر على تحديد ما إذا كانت وجهة سفره منطقة موبوءة بالملاريا أم لا , وبشكل عام، يكون الخطر أكبر , إذا كانت وجهة السفرهي جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية على وجه التحديد .

– نوع المسكن: المسكن الذي يحتوي على نوافذ أو مُكيف هواء، يشكل خطراً أقل من أماكن المكشوفة في الهواء الطلق أو في الخيام .

– الفصل: يمكن للمطر أن يُشكل تجمعات من المياه، وهذه التجمعات المائية هي بيئة مناسبة لنمو وتكاثر البعوض الذي ينقل الملاريا.

عوامل الخطر المتعلقة بسمات المسافر :

– الحمل: يجب تأجيل سفر الحامل إلى ما بعد الولادة، إن كان ذلك ممكنَا. فالملاريا خلال الحمل تهدد حياة كل من الأم والطفل، وبسبب التغيرات في الجهاز المناعي للنساء الحوامل، تصبح أجسامهن أكثر قابليةً للإصابة بالملاريا المنجلية، مما يعرضهن لخطر أكبر للإصابة بالمرض الشديد والموت، إضافة إلا أن الملاريا تزيد من خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود، مما يقلل فرص بقاء الطفل على قيد الحياة .

 – الزيارات:  يُشكل الأشخاص الذين عاشوا منذ ولادتهم في مناطق انتشار الملاريا ولكنهم انتقلوا إلى مكان آخر، ثم عادوا بعد ذلك للزيارة خطراً كبيراً على من حولهم , وهناك الكثير منهم لا يعرفون أنهم بحاجة  لتناول مضادات للسيطرة على مرض الملاريا و الحد من نقل العدوى، ففي الولايات المتحدة في عام 2012 كانت ما نسبته 55% من حالات الملاريا الشديدة مجلوبةً من الخارج بسبب هذه الزيارات.

– الخدمة العسكرية: غالبا ما يبيت الأشخاص العسكريون في الهواء الطلق ليلاً وهذا يجعلهم أكثر عرضة للدغات البعوض و الإصابة بالملاريا.

الوقاية من الملاريا :

لا يوجد حاليا لقاح لمنع الملاريا، ولكن هناك أدوية يمكن أن تساعد في منع تطور المرض بمجرد الإصابه به، إلا أن أيَا من هذه الأدوية ليس فعالَا بنسبة 100%، إن مفتاح منع الملاريا هو منع لدغات البعوض، يلدغ بعوض الأنوفيليس بين الغسق والفجر وأحيانا يرغب في العيش داخل المنازل .

ولمنع لدغ بعوض الأنوفيليس:

– تجنب التعرض للهواء الطلق بين الغسق والفجر.
– ارتداء الملابس التي تقلل من كمية الجلد المكشوف.
– وضع طارد الحشرات الذي يحتوي على ديت (بتركيز من 30% – 50%) أو بيكاردين (20%) على الجلد مباشرة.
– إحاطة مكان النوم بشِباك تمنع دخول البعوض إليه واستخدام المبيدات الحشرية (مثل بيرميثرين).
– ارتداء الملابس المُعالجة بالبيرميثرين، أو رش الملابس برذاذ البيرميثرين .
– الإقامة في غرفة جيدة التجهيز أو تحتوي مُكيف هواء, لمنع فتح النوافذ .

 تساعد هذه التدابير أيضا في منع العديد من الأمراض الأخرى التي تنتشر عن طريق البعوض، أوالقراد، أوالذباب.