ما هي تشنجات الحيض؟
تشنجات الحيض : وتسمى أيضًا بعسر الطمث، هي الإحساس المؤلم والتشنج أو الإنقباضات التي تحدث قبل وأثناء فترة الحيض , ويشمل حدوث تقلصات في المنطقة السفلية من البطن , وعدم الراحة ونوبات من الألم الشديد، ويمكن أن يتراوح الألم من حيث الشدة من خفيف إلى شديد لا يطاق، وقد تكون هذه التشنجات مصحوبة بالغثيان والقيء والإسهال.
ما هي أسباب تشنجات الحيض؟
خلال تشنجات الحيض، تحدث انقباضات وانبساطات لعضلة الرحم تؤدي إلى نزف دموي لبطانة الرحم، وبعد أن تتفسخ بطانة الرحم وتخرج على شكل دم، يتم إطلاق مواد هرمونية مثل البروستاغلاندين حيث تزيد هذه المادة كثافة الانقباضات مسببة الألم والالتهاب، وكلما ارتفع مستوى البروستاغلاندين ازدادت كثافة الانقباضات وبالتالي يزداد الألم.
عندما تتفسخ بطانة الرحم، تدفع الانقباضات أنسجتها المتفسخة من خلال عنق الرحم ومن ثَم تخرج من الجسم عن طريق المهبل، ولكن إذا كانت قناة عنق الرحم ضيقة سيكون الألم شديدًا عندما يمر الدم المتخثر أو قطع الأنسجة عبرها .
غالبًا ما تبدأ تشنجات الحيض قبل فترة الحيض بقليل وتتحسن بعد يوم أو يومين، ومع ذلك يحدث لبعض النساء تشنجات خفيفة طوال فترة الحيض.
من يصاب غالباً بتشنجات الحيض؟
تحصل تشنجات الحيض الشديدة غالبًا لدى الفتيات المراهقات، حيث تبدأ التشنجات بعد سنة إلى سنتين من بدء الدورة الشهرية لدى الفتاة، وتتحسن عادةً وتصبح أقل إزعاجًا عندما تصبح المرأة أكبر سنًا، كما أن النساء اللواتي جربن الولادة هن أقل عرضة للإصابة بتشنجات الحيض، وهذا لأن الولادة تزيد اتساع عنق الرحم، وعلى الرغم من وجود ألم بسيط أثناء الحيض لدى معظم النساء، إلا أن بعض النساء يعانين من آلام شديدة لدرجة تأثيرها على أنشطة حياتهن اليومية.
عندما تكون تشنجات الحيض الشديدة ناتجة عن انقباضات الرحم والبروستاجلاندين المُنبعث من بداية نزيف الحيض تسمى هذه التشننجات بعسرالطمث الأولي، أما إذا كان سبب التشنج الحاد مرض أو مشكلة جسدية فإنه يعرف باسم عسر الطمث الثانوي، وهناك حالات تُسبب عسر الطمث الثانوي، وهي كما يلي :
– الانتباذ البطاني الرحمي: وهو الحالة التي تنمو خلالها أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم.
– الأورام الليفية: وهي نمو غير سرطاني في الرحم.
– التهابات الحوض.
تخفيف تشنجات الحيض:
يمكن أن تساعد بعض الأدوية الشائعة والتي يمكن شراؤها دون وصفة طبية , أو الأدوية التي يصفها الطبيب على تخفيف الألم الناتج عن تشنجات الحيض، وقد تكون جراحة الحوض هي الملاذ الأخير لعسر الطمث الثانوي، وفي ما يلي بعض الخيارات لعلاج تشنجات الحيض:
– الأدوية المسكنة التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية:
إن العقاقير المضادة للالتهابات (المسكنات) مثل أدفيل أو موترين (ايبوبروفين)، وأليف (نابروكسين)، تعمل غالبًا بشكل جيد لتخفيف تشنجات الحيض لأنها تمنع إنتاج البروستاجلاندين، ويفضل أخذ هذه المسكنات عند ظهور أول علامة من علامات الألم أو قبل أن يبدأ الألم , ويوصي بعض الأطباء النساء اللواتي تكون الدورة الشهرية لديهن منتظمة بأخذ الأيبوبروفين قبل يوم أو يومين من بدء الدورة الشهرية .
– الأدوية التي يصفها الطبيب: إذا لم تُخفف المسكنات العادية الألم، يقوم الأطباء بوصف بعض الأدوية المضادة للالتهاب القوية لتخفيف الألم، ومن هذه الأدوية، مسكنات الألم المُخدرة مثل الأسيتامينوفين والهيدروكودون (فيكودين، نوركو)، تعتبر هذه الأدوية الحل البديل للنساء اللواتي يعانين تشنجات لا تُطاق.
– وسائل منع الحمل: تساعد هذه الآليات على تقليل الألم الناتج عن تشنجات الحيض الشديدة عن طريق وقف التبويض، وقد تساهم حبوب منع الحمل أيضًا في وقف أو إبطاء الأورام الليفية والانتباذ البطاني الرحمي.
– العملية الجراحية: إذا كان سبب الألم هو الأورام الليفية أو الانتباذ البطاني الرحمي، سيتم إجراء العمليات الجراحية مثل : عملية تنظير البطن وعملية إزالة النمو غير المرغوب به، كما يعد استئصال الرحم (بأكمله) العلاج الأخير لتشنجات الرحم في النساء اللواتي لم يعدن يُردن الإنجاب.
العلاجات الطبيعية لتشنجات الحيض:
تجد بعض النساء أن إجراء تغييرات في نمط الحياة واتباع العلاجات الطبيعية يساعد على تخفيف آلام الحيض، ومن هذه العلاجات:
– ممارسة الرياضة: تساعد التدريبات الهوائية مثل : المشي والركض وركوب الدراجات والسباحة على تخفيف تشنجات الحيض المتوسطة بسبب إنتاج الدماغ لمادة كيميائية تسمى الإندورفين التي تساعد على تقليل الألم.
– الحرارة: يساعد أخذ حمام دافئ أو وضع زجاجة ماء ساخن أو ضمادة دافئة أسفل البطن على تهدئة التشنجات غير الشديدة.
– التدليك: أوصى بعض الأطباء بعمل تدليك دائري حول البطن لتخفيف تشنجات الحيض .
– الكالسيوم: تشير البحوث إلى أن مكملات الكالسيوم تساعد على تخفيف الانزعاج من تشنجات الدورة الشهرية .
– العلاج العطري: هو نوع من أنواع العلاج الذي يستخدم المواد النباتية وزيوت النباتات العطرية، من أجل تخفيف آلام الدورة الشهرية بشكل فعال، من خلال تدليك منطفة أسفل البطن بهذه الزيوت , أو الاستحمام العطري.
– الوخز بالإبر: هو نظام من الطب التكميلي الذي يتضمن ثقب الجلد أو الأنسجة بالإبر من أجل تخفيف الألم وعلاج الحالات الجسدية والعقلية والعاطفية، وقد نشأ هذا النظام في الصين القديمة وهو يُمارَس على نطاق واسع في الغرب.
أثبتت بعض الدراسات أن الوخز بالإبر يساعد على تخفيف الألم الناتج عن تشنجات الدورة الشهرية، كما وجدت دراسة سريرية أن المريضات اللاتي يعانين من آلام الحيض الشديدة وتلقين علاج الوخز بالإبر هن أقل تأثرًا بآلام الحيض من النساء اللواتي لم يجربن هذا العلاج.