ما هو تعفن الدم ؟
تعفن الدم أو الإنتان هو وجود البكتيريا الضارة وسمومها داخل الأنسجة، وتدخل هذه البكتيريا للجسم من خلال الجروح، ويمكن أن تحدث هذه الحالة بعد أن يصاب الجسم بعدوى خطيرة من نوع ما، ولمكافحة هذه العدوى، يطلق الجسم المواد الكيميائية التي تُحدِث الالتهاب، ليتمكن من هزيمة العدوى.
ولكن عندما تكون العدوى شديدة أو عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفًا بسبب مرض مزمن أو مشكلة أخرى فإن الالتهاب يطغى على الجسم، مما يؤدي إلى تلف الأعضاء الداخلية للجسم , وغيرها من المضاعفات التي تهدد الحياة.
و يحدث الإنتان بشكل أكثر شيوعا في الأطفال الصغار جدا أو البالغين في المرحلة العمرية 65 سنة فما فوق، كما أن الناس الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي هم أيضا عرضة لهذه الحالة.
أسباب إنتان أو تعفن الدم:
يمكن للبكتيريا أو الفطريات من أي نوع أن تسبب الإنتان، ونادرًا ما تتسبب الفيروسات بمثل هذه المشاكل الصحية، وتكمن خطورة هذه الميكروبات في السموم التي تطلقها , والتي تتلف بعض الأنسجة وتسبب مشاكل في طريقة عمل أعضاء الجسم، وعندما تتلف الأنسجة وتحدث الالتهابات، تتشكل جلطات الدم في الشرايين الصغيرة، وهذا يقلل من تدفق الدم , ويمكن أن يؤثر على الوظائف السليمة للأعضاء، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة.
تشمل مسببات الإنتان : الالتهاب الرئوي، والعدوى في البطن، والتهاب الكلى، والالتهابات الشديدة في الجلد والأنسجة الرخوة العمیقة، وتجرثم الدم.
من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بإنتان الدم أكثر من غيرهم :
– الأشخاص المصابون بداء السكري.
– المصابون بأمراض الجهاز التناسلي البولي (القناة الصفراوية أو المرارة)، أو أمراض الأمعاء.
– الأشخاص المصابون بالأمراض التي تضعف الجهاز المناعي، مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة.
– القسطرات التي تبقى في مكانها مع مرور الوقت، مثل خطوط الوريد، والقسطرة البولية.
– مرضى سرطان الدم.
– الأشخاص الذين يستخدمون المضادات الحيوية بشكل متكرر.
– مرضى سرطان الغدد الليمفاوية.
– الأشخاص المصابون بالعدوى أو الإصابات الحديثة، مثل الجروح الشديدة أو الحروق.
– الأشخاص الذين مروا بإجراء طبي أو عملية جراحية حديثة.
– زراعة الأعضاء أو نخاع العظم.
– الاستخدام المفرط للأدوية المثبطة للمناعة، مثل المنشطات.
انتشار مرض الإنتان:
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).تحدث في الولايات المتحدة لوحدها أكثر من مليون حالة من تعفن الدم كل عام، وقد يكون الإنتان مميتاً، حيث يقتل هذا المرض أكثر من 258 ألف أمريكى سنويًا، مما يجعله السبب الرئيسى التاسع للوفيات المرتبطة بالأمراض.
يقول خبراء في مايو كلينيك :هناك ثلاثة عوامل مسؤولة عن الارتفاع الواضح للإنتان في الولايات المتحدة على وجه الخصوص :
– شيخوخة السكان: نظراً لارتفاع متوسط عمر السكان في الولايات المتحدة، زاد عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وبالتالي فإن السكان الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتسمم آخذ في الازدياد.
– البكتيريا المقاومة للأدوية: هناك أنواع كثيرة من البكتيريا التي لايتم القضاء عليها بشكل كامل من خلال المضادات الحيوية التي استخدمت لقتلها , ولذلك فإن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية غالبًا ما تكون مسؤولة عن الالتهابات التي تؤدي إلى الإنتان.
– ضعف المناعة: بفضل تحسن المستوى الطبي والوصول إلى علاجات أفضل، يتمكن الكثيرمن الناس المُصابون بأمراض قاتلة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسرطان من التعايش مع هذه الأمراض لفترة أطول مما كانت عليه سابقًا، لكن علاجات مثل هذه الحالات غالبا ما تسبب للمرضى ضعفًا مزمنًا في الجهاز المناعي، وهذا يُصعب على الجسم محاربة العدوى.
مضاعفات الإنتان:
يمكن أن يؤدي الإنتان إلى مضاعفات شديدة مثل : انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والكلى والقلب، إن انخفاض تدفق الدم إلى الذراعين والساقين يمكن أن يؤدي إلى جلطات الدم التي تتشكل في الأطراف، والأصابع، وأصابع القدمين، واعتماداً على مكان تشكل هذه الجلطات، قد يتعرض المصاب لخطر البتر بسبب الغرغرينا (موت الأنسجة وتعفنها).
على الرغم من أن معظم الناس يمكن أن يتعافوا من حالة الإنتان الخفيفة، إلا أن معدل الوفيات لأشد شكل من أشكال الإنتان (الصدمة الإنتانية ) يصل إلى ما يقارب 40 % من المرضى، كما أن الأشخاص الذين ينجون من الإنتان الشديد يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالإنتان مرة أخرى في المستقبل.
التشخيص والعلاج:
يمكن أن يؤدي الإنتان إلى مضاعفات خطيرة، وكثير من هذه المضاعفات تحدث بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الدماغ والكلى والقلب، كما أن أكثر أعضاء الجسم تعرضاً لهجوم الإنتان هو الجهاز التنفسي، وليس هناك أعراض رئيسية تدل على الإنتان، ولكن الأطباء يبحثون غالبا عن تغيرات في لون البشرة والتنفس، أو الشعور بالبرد الشديد، ويشخص الأطباء الحالة كحالة إنتان في الدم عندما يكون لدى الشخص اثنين على الأقل من الأعراض الثلاثة التالية، والتي تظهر عادة بعد تأكيد العدوى الأولية أو الاشتباه بـوجود المرض , وهذه الأعراض هي:
– ارتفاع درجة حرارة الجسم لأعلى من 38 درجة.
– معدل ضربات القلب أسرع من 90 نبضة في الدقيقة.
– معدل التنفس أعلى من 20 نفسا في الدقيقة الواحدة.
علاج الإنتان:
يعتمد علاج الإنتان على طبيعة الأعراض وشدتها، وعادة ما يتم إدخال المصابين بالتسمم الحاد إلى وحدة العناية المركزة.
عندما تعطى العلاجات خلال الساعات الست الأولى بعد تشخيص الإنتان، فإن فرص البقاء على قيد الحياة تزيد بشكل ملحوظ، وتعتمد المضادات الحيوية المستخدمة على مسبب الإنتان.
قد يقوم الطبيب بإعطاء دواء السوائل الوريدية، حيث أن جزءا رئيسيا من علاج الإنتان بنجاح هو استعادة صحة الدورة الدموية، الأمر الذي تساعد السوائل الوريدية على تحقيقه، أو قد يعطى الدواء الوريدي للحفاظ على ضغط الدم بمعدل يحافظ على تدفق الدم إلى أعضاء الجسم .