متى يحدث سلس البول؟
يحدث سلس البول عندما تنقبض العضلات الموجودة في المثانة والتي تتحكم في تدفق البول أو تنبسط لا إراديًا ، مما يسبب تسرب البول أو التبول غير المنضبط ، وتعتبرمشاكل التحكم بالمثانة مشاكل محرجة للكثيرين ، ولكن فهم أسبابها يساعد ويحسن فرص السيطرة على هذه المشاكل .
إن سلس البول في حد ذاته ليس مرضا ، ولكنه يمكن أن يكون عرضًا من أعراض مرض ما ، ويمكن أن يتراوح في شدته من خفيف إلى مزمن ، وهو يؤثر تقريبًا على شخص واحد من بين كل 10 أشخاص فوق 65 عاما .
أسباب سلس البول:
يمكن أن يكون سلس البول مشكلة مؤقتة ناتجة عن التهاب في الجهاز الهضمي أو المسالك البولية، أو الإمساك أوبعض الأدوية ، وقد يكون حالة مزمنة ، أما الأسباب الأكثر شيوعًا لسلس البول المزمن ، فتشمل كل مما يلي:
– فرط نشاط عضلات المثانة.
– ضعف عضلات قاع الحوض.
– تضخم البروستاتا أو ورم البروستاتا الحميد في بعض الرجال.
– تلف الأعصاب التي تسيطر على المثانة.
– التهاب المثانة المزمن وغيرها من أمراض المثانة.
– صعوبة الوصول إلى المرحاض بسرعة بسبب إعاقة أو تقييد.
– الآثار الجانبية لعملية جراحية سابقة.
سلس البول الناتج عن الضغط:
هناك أنواع كثيرة من سلس البول ، ولكن أكثرها شيوعًا هو سلس البول الناتج عن الضغط وسلس البول الإلحاحي .
يحدث سلس البول الناتج عن الضغط بسبب الضغط على المثانة أو الانقباضات المفاجئة للعضلات على المثانة مما يؤدي إلى تسرب غير متوقع للبول ، وهو يحدث غالبًا أثناء ممارسة الرياضة ورفع الأثقال أو السعال أو العطس أو الضحك ، كما أنه يعتبر من أكثر مشاكل السيطرة على المثانة شيوعًا في الشباب والنساء في منتصف العمر، حيث تحدث هذه الحالة في النساء صغيرات السن بسبب وجود ضعف متأصل في عضلات قاع الحوض أو من إجهاد الولادة ، وقد يبدأ سلس البول الناتج عن الضغط في النساء اللواتي في منتصف العمر ليصبح مشكلة في سن اليأس.
– سلس البول الإلحاحي:
يحدث سلس البول الإلحاحي الذي يسمى أيضًا فرط نشاط المثانة عندما يشعر الشخص بحاجة ملحة للتبول ولكنه غير قادر على حبس البول فترة طويلة كافية للوصول إلى الحمام ، ويصيب هذا النوع من سلس البول أحيانًا الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية أوأمراض مزمنة مثل مرض السكري، أو مرض الزهايمر أو مرض باركنسون أو التصلب المتعدد ، كما يمكن أن يكون هذا النوع علامة مبكرة من علامات سرطان المثانة.
أنواع أخرى من سلس البول:
– سلس البول الفيضي: يحدث هذا النوع عندما لا يتمكن الشخص من إفراغ المثانة بشكل كامل وتفيض بمجرد إنتاج بول جديد ، وهو يحدث أحيانا في الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا أو اللذين يعانون من مرض السكري أو إصابات في الحبل الشوكي.
– سلس البول الوظيفي: لا يتعلق هذا النوع باضطراب المثانة ، ولكنه يتعلق بشكل أكبر بإمكانية الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب ، ويوجد هذا النوع عادة في كبار السن أو ذوي الإعاقة الذين يتحكمون بالمثانة بشكل عادي أو شبه عادي ولكنهم لا يتمكنون من الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب بسبب المعيقات التي قد تواجههم.
– سلس البول الإجمالي: يحدث هذا النوع بسبب عدم امتلاك المثانة قدرة تخزينية عالية مما يؤدي إلى التسرب المستمر للبول من المثانة ، وقد ينتج هذا النوع بسبب خلل تشريحي مثل وجود إصابة في الحبل الشوكي ، أو فتح غير طبيعي في المثانة ، أو كآثار ناتجة عن جراحة المسالك البولية.
عوامل خطر سلس البول :
– الإناث: تتعرض النساء غالبًا للإصابة بسلس البول الناتج عن الضغط أكثر بضعفين من الرجال ، ولكن من ناحية أخرى يكون الرجال في خطر أكبر للإصابة بسلس البول الإلحاحي والفيضي.
– التقدم في السن: كلما تقدمنا في السن ، ضعفت عضلات المثانة والعضلات البولية العاصرة مما يسبب التبول المتكرر والحاجة الملحة وغير المتوقعة للتبول ، وعلى الرغم من أن سلس البول أكثر شيوعا في كبار السن ، إلا أنه ليس جزءا عاديا من الشيخوخة.
– الدهون الزائدة في الجسم: تزيد الدهون الزائدة في الجسم من الضغط على المثانة ، وبالتالي تؤدي إلى تسرب البول أثناء ممارسة الرياضة أو عند السعال أو العطس.
– الأمراض المزمنة الأخرى: يمكن أن تزيد أمراض الأوعية الدموية، وأمراض الكلى، والسكري، وسرطان البروستاتا، ومرض الزهايمر، والتصلب المتعدد، ومرض باركنسون، وغيرها من خطر سلس البول.
– التدخين: يؤدي سعال المدخن المزمن إلى إثارة سلس البول الناتج عن الضغط عن طريق وضع الضغط على العضلة العاصرة البولية.
– الرياضات عالية التأثير: إن ممارسة الرياضة لا يسبب سلس البول ، ولكن الرياضات التي تنتج ضغطاً مفاجئاً على المثانة , مثل : الجري والقفز وغيرها من الأنشطة, يمكن أن تسبب نوبات عرضية من سلس البول خلال الأنشطة الرياضية.
كيف يتم تشخيص سلس البول؟
يسهل التعرف على سلس البول ، فالأعراض الرئيسية التي يعاني منها معظم الناس هي خروج البول بشكل لا إرادي ، ومع ذلك، يكون تحديد نوع وسبب سلس البول أكثر صعوبة ، ويتطلب مجموعة متنوعة من الاختبارات والفحوصات ، لكن معظم الأطباء يستخدمون ما يلي :
– دفتر ملاحظات: يحتوي على مسار يتتبع كمية السوائل المستهلَكة والمُخرَجة على مدى عدة أيام ، كما يتضمن نوبات سلس البول أو مسائل إلحاح البول ، لمساعدة الشخص على قياس كميات البول ، وقد يُطلب من الشخص استخدام وعاء معايرة يتناسب مع المرحاض , بحيث يمكن تركيبه في الجزء العلوي منه , ليتمكن الشخص من قياس كمية البول .
– تحليل البول: يمكن فحص عينة بول للتحقق من وجود عدوى أو آثار للدم أو أمور أخرى غير طبيعية مثل وجود خلايا سرطانية.
– فحص الدم: يتم من خلاله البحث عن المواد الكيميائية والمواد الأخرى التي ترتبط بعوامل تسبب سلس البول.
– التصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض: يتم استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لإنتاج صورة للمثانة أو أجزاء أخرى من المسالك البولية لمعرفة المشاكل فيها.
– قياس كمية البول المتبقية بعد التبول (PVR): يُطلب من المريض في هذا الإجراء تفريغ المثانة تمامًا ثم يقوم الطبيب باستخدام جهاز لقياس كمية البول المتبقية في المثانة ، إذا تم العثور على كمية كبيرة من البول متبقيًا في المثانة بعد التفريغ الكامل لها فإن ذلك يشير إلى سلس البول الفيضي.
– فحص “أورودايناميك”: يتم في هذا الاختبار فحص أقصى حد لتحمل عضلات المثانة والعضلة العاصرة البولية خلال الراحة والامتلاء
– الصورة المثانية: يتم في هذا الفحص حقن المثانة بصبغة ثم تطبيق سلسلة من الأشعة السينية للمثانة ، وعندما يتبول المريض تظهر الصبغة في الأشعة السينية وبالتالي يتم الكشف عن الأمورغير الطبيعية في المسالك البولية.
– تنظير المثانة: هو إجراء طبي يتم من خلاله استخدام أنبوب رقيق عليه عدسة صغيرة وضوء على أحد طرفيه يسمى منظار المثانة.
يتم إدخال منظار المثانة في مجرى البول بينما يتحقق الطبيب بصريا من بطانة المثانة ومجرى البول .
العلاجات المنزلية لسلس البول:
يختلف علاج سلس البول تبعا لسبب مشكلة فقدان السيطرة على المثانة ، يحاول الطبيب في معظم الحالات أن يتبع أبسط نهج للعلاج قبل اللجوء إلى الدواء أو الجراحة.
– تمارين عضلات الحوض:
وتسمى أيضا تمارين كيجل (سميت باسم الطبيب الذي طورها)، حيث تساعد هذه التمارين على تقوية عضلات الحوض الضعيفة وتحسين السيطرة على المثانة.
يقوم الشخص خلال هذه التمارين بتقليص العضلات المستخدمة للحفاظ على البول ، يفعل ذلك لمدة 4 – 10 ثواني، ثم يريح العضلات بنفس مدة التقليص ، وهناك طريقة أخرى لأداء تمارين كيجل وتتم عن طريق مقاطعة تدفق البول لعدة ثوان أثناء التبول.
قد يستغرق ظهور التحسن أسابيع أو أشهر من ممارسة تمارين الحوض المنتظمة .
– أدوية سلس البول:
تعمل هذه الأدوية عن طريق إرخاء عضلات المثانة لإيقاف الانقباضات غير الطبيعية ، وبالتالي هي أكثر فعالية لعلاج سلس البول الإلحاحي ، وتشمل هذه الأدوية:
– بنتيل (ديسيكلومين).
– سيستيسباز (هيوسيامين).
– ديترول أو ديترول لا (تولتيرودين).
– ديتروبان أو ديتروبان زل (أوكسيبوتينين).
– ليفبيد (هيوسيامين).
– أوكسيترول (أوكسيبوتينين).
– بروبانثين (بروبانثيلين).
– سانكتورا (تروسبيوم).
– أوريسباس (فلافوكسيت).
– أوروترول (أوكسيبوتينين).
– إنابلكس (داريفيناسين).
– فيسيكار (سوليفيناسين).
– كاردورا أو كاردورا زل (دوكسازوسين).
– فلوماكس (تامسولوسين).
– هيترين (تيرازوسين).
– أوروكاترال (ألفوزوسين).
– جانيمين (إيميبرامين).
– نوربرامين (ديسيبرامين).
– باميلور (نورتريبتيلين).
– سينكوان (دوكسيبين).
– توفرانيل (إيميبرامين).
الجراحة أو الزراعة لسلس البول:
يتم تنفيذ الجراحة أحيانًا لإزالة الانسداد من المثانة أو مجرى البول والذي يسبب سلس البول الفيضي أو يتم إجرائها لتحويل موقع المثانة لإزالة الضغط عنها والذي يسبب سلس البول الناتج عن الضغط.
أحيانًا يتم استخدام جهاز التحفيز العصبي العجزي لعلاج فرط نشاط المثانة ، ويحدث ذلك عن طريق زرع جهاز صغير تحت الجلد من الأرداف ، يقوم هذا الجهازدوريًا بتوليد تحفيز كهربائي معتدل للأعصاب العجزية مما يزيد الشد في المثانة والعضلة العاصرة وعضلات قاع الحوض.