انتشرت مؤخراً حالات الربو بين الأطفال، وهو من ضمن الأمراض التنفسية الشائعة والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، وبالرغم من هذا الانتشار المرعب للمرض، إلا أن الخبراء يقولون بأنك قد تكون قادرًا على منع تطور المرض لدى طفلك من خلال القضاء على بعض أسباب ضيق التنفس في بيتك مثل دخان التبغ والحيوانات الأليفة ومواقد الغاز.
بالإضافة إلى تقليل الربو لدى الأطفال بنسبة 39٪، فإن إزالة دخان التبغ والعوامل المسببة للحساسية، يمكن أن توفر ما يصل إلى 402 مليون دولار سنويًا من التكاليف الطبية المرتبطة بالربو في الولايات المتحدة وحدها.
وتكمن المشكلة في أن الناس لا يفهمون السكن كقضية صحية عامة، فلو أنهم أولوا الموضوع بعض الإهتمام لتمكنوا من القضاء على المخاطر الصحية في المنازل ببعض الإجراءات البسيطة، وحماية الكثير من الأطفال من الإصابة بهذا المرض الخطير.
فوفق إحصائية صدرت عن الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، هناك ما يقارب 5 ملايين شاب دون سن 18 عامًا، بما فيهم 1.3 مليون تحت سن الخامسة يعانون من الربو، وبحسب هذه الإحصائيات أيضا، فإن المرض يؤدي إلى ما يقارب 3 ملايين زيارة إلى الطبيب و 200.000 عملية إدخال إلى المستشفى كل عام، ويموت حوالى 150 طفلًا أمريكيا دون الخامسة عشرة بسبب الربو كل عام، حيث تحدث أكثر من 5 آلاف حالة وفاة سنويًا بين الاشخاص من جميع الاعمار.
ففي استطلاع أجري في الولايات المتحدة الأمريكية، على 8300 طفل دون سن السادسة من عام 1988 إلى عام 1994، وجد الباحثون أن حوالي 6٪ من الأطفال المشاركين يعانون من الربو المُشَخَص من قِبَل الطبيب، وقد أظهرالإستطلاع أن الأطفال كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو بـ24 ضعفًا إذا كان لديهم تاريخ من الحساسية للحيوانات الأليفة.
كما كان وجود الكلاب في المنزل سبب 140.000 حالة من حالات الربو في أولئك الذين شملهم الاستطلاع، ومع أن الإستطلاع لم يتطرق إلى القطط، ولكن الخبراء يقولون أنها يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل كذلك، بسبب اللعاب والجلد المتقشر والشعر الذي يلتصق بالمفروشات والسجاد.
وقال العلماء أن حوالى 180 ألف حالة إصابة بالربو ترجع إلى دخان التبغ ، و59 ألف حالة كان مسببها الغازات التي تنتج عن مواقد الغاز، كما أثبت الإستطلاع أن الأطفال الأكثر تعرضا للخطر من هذه العوامل المرتبطة بمكان السكن، هم أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية والربو، خاصة إذا كانت الأم تعاني من المرض.
ويعتبر دخان السجائر هو السبب الأول للإصابة بحالات الربو الناتجة عن التعرض لمسببات مرتبطة بمكان السكن. ولذلك يجب أن تهتم الأسر بتحسين التهوية في منازلها، يقضي الأطفال الصغار 90٪ من وقتهم في المنزل، لذلك يجب على الآباء المدخنين الإمتناع عن التدخين في المنزل أو توفير التهوية المناسبة على الأقل.
ويذكر بعض الباحثين مسببا آخر للربو، وهو عث الغبار، حيث يعتبر من المسببات الرئيسية للربو في المنازل، وعث الغبار هو(نوع من الحيوانات المجهرية التي تعيش في مواد التنجيد، والسجاد، والفراش)، وتتغذى هذه المخلوقات الصغيرة على رقائق الجلد التي تتساقط من الناس والحيوانات الأليفة.
ولا يستطيع عث الغبار العيش دون توفرالتغذية، لذلك، يفضل أن تترك الأرضيات دون فرش، لأن هذه المخلوقات لن تستطيع العيش على البلاط أو الأرضيات الغير مفروشة، فهي ليس البيئة الملائمة لها، كما أن هذه الكائنات تحتاج أيضًا إلى الرطوبة، حيث تقل المشاكل الناتجة عن عث الغبار في المناخات الجافة جدا، ولذلك، فإن إزالة السجاد، واستخدام مزيل الرطوبة، وإبقاء الحيوانات الأليفة خارج المنزل، والحفاظ على نظافة البيت، بما في ذلك غسل الفراش في أحيانٍ كثيرة بالماء الساخن سيساعد على منع الربو، كما ينصح الخبراء بطريقة جديدة يعتبرونها الأكثر فعالية للتخلص من عث الغبار، وهي تغطية الفراش والوسائد بأغطية بلاستيكية، كما يوصون بوضع مرشحات لتنقية الهواء على نظام التدفئة المركزية وتكييف الهواء.
وإضافة إلى كل ما سبق، يمكن أن يؤدي العفن أيضا إلى الحساسية والربو، لذلك، فالخطوة الأولى لتخليص المنزل من هذه المشكلة هي التخلص من أي مصدر للرطوبة الزائدة، وإزالة العفن، وقد يشمل ذلك إزالة مواد الجدار واستبدالها.
ولذلك، كما نلاحظ فإن الإهتمام بالبيئة المنزلية لا يحتاج إلى الكثير من الجهد، وإنما يحتاج إلى بعض العادات و القوانين المنزلية الجديدة، التي ستجعل بيئة منازلنا بيئة صحية خالية من الأمراض.