كلما تقدمت بالسن، ستجد أن حاسة الذوق لديك قد بدأت تضعف، تمامًا مثل حاسة البصر، يولد الإنسان بـ 10,000 برعم تذوق، ولكن يبدأ هذا العدد بالانخفاض التدريجي بعد سن الخمسين .

تقول كريستين جيربستات المتحدثة باسم الجمعية الأمريكية للتغذية (ADA)، ومؤلفة “حمية ديتوكس للأطباء”: “ليس لدينا فهم كامل لماذا تنخفض القدرة الذوقية مع التقدم في السن”. لكنها لاحظت أن الدراسات التي أجريت على الفئران تظهر تناقص خلايا الذوق في هذه المخلوقات، مما يؤدي إلى وجود عدد أقل من هذه الخلايا بمرور الوقت، وقد يفسرهذا سبب حدوثها في البشر أيضا.  

وقد يكون تقلص الإحساس بالشم عاملاً آخر، حيث يقول الخبراء أن الإحساس بنكهة الطعام هو في الواقع مزيج من الذوق والشم، لذلك إذا كنت تفقد قدرتك على الكشف عن رائحة بعض المواد (الذي يحدث عندما تكبر في السن)، فأنت تقتصر على أحاسيس التذوق الأساسية المُلتقطة بواسطة لسانك والتي لن تكون قوية أو مركبة كما يجب.

 ولا يزال هناك سبب آخر لتناقص حاسة الذوق مع التقدم في السن، وهو أن الجسم ينتج كمية أقل من اللعاب عما كان عليه سابقًا، مما يجعل الفم أكثر جفافا، وعندما يجف الفم يصعب ابتلاع الطعام، وبالتالي لا يكون تناول الطعام ممتعا.

يصنع فقدان الذوق المشكلات!

لا ينبغي السكوت عن فقدان التذوق باعتباره واحدًا من آثار التقدم في السن، لأنه يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحة كبار السن . من بين أحاسيس الذوق الأربعة (الحلو والمالح والحامض والمر)، غالبًا ما يُفقد الحلو والمالح أولًا، مما قد يتسبب بالإفراط في تناول الطعام المالح، و الذي يتسبب بارتفاع ضغط الدم وتعريض صحة القلب للخطر.

وعلاوة على ذلك، إذا فقدت القدرة على تذوق بعض الأطعمة، فإنك قد تفقد أيضا الاهتمام بتناولها، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على كمية المواد الغذائية التي تستهلكها، تقول الدكتورة جيربستادت : “يمكنك حتى أن تستهلك بطريق الخطأ، الطعام السيء أو الذي يحتوي على مكونات ضارة”، كما وجد الباحثون في “فرجينيا تك” أن الأشخاص الذين تقدموا بالسن هم أقل عرضة للكشف عن المواد الكيميائية مثل الحديد، في المياه التي يشربونها، حيث تُعطي هذه المركبات للماء نكهة معدنية لا يمكن لكبار السن تذوقها، مما يضعهم في خطر التعرض المفرط للحديد والنحاس أحد أخطر العوامل المسببة لمرض الزهايمر.

كيف يمكن جعل وجبات الطعام أكثر متعة؟

ما الذي يمكنك القيام به لمواجهة فقدان الذوق مع تقدمك في السن؟

 أولا، تحدث مع الطبيب لاستبعاد أي ظروف طبية تسبب لك فقدان حاسة الذوق . يمكن أن يتوفر العلاج إذا كان لديك مرض ما، ولكن إذا كان فقدان الذوق يرجع إلى الشيخوخة الطبيعية، فليس هناك أي علاج معروف للتخلص من هذه المشكلة، تقول جيربستادت : ” ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لمنع فقدان الذوق من التدخل في صحتك أو تمتعك بالحياة “.

اجعل وجبات الطعام مناسبات اجتماعية : تناول الطعام مع كبار السن الآخرين أو في احتفالات العائلة الممتدة، تقول جيربستادت :  ستكون أكثر استفادة من تناول الطعام بشكل جيد والحصول على التغذية السليمة عندما كنت تقضي وقتا طيبًا مع العائلة والأصدقاء.

مراقبة درجة الحرارة : الطعام الذي يفترض أن يقدم ساخنًا، تكون نكهته أقوى عندما يكون ساخناً، والطعام الذي من المفترض أن يتم تقديمه بارداً هو ذو نكهة أفضل وأقوى عندما يقدم باردًا، تقول جيسيكا كراندال مديرة برنامج سوديكسو للعافية وخدمات التغذية والمتحدثة باسم ADA . “لزيادة المذاق، قد تحتاج إلى جعل الأطباق الخاصة بك أكثر دفئا أو أكثربرودة  بشكل قليل”.

استخدام المزيد من الأعشاب والتوابل : ستضيف الأعشاب والتوابل نكهة دون زيادة ضغط الدم مثلما يفعل الملح، تقول جيربستادت : “هناك المئات من الأعشاب المتاحة، و التي سوف تزيد الاستمتاع بالطعام عندما تدخل لأي وجبة “. توصي كراندال بالريحان للأغذية الإيطالية، والكزبرة للمأكولات المكسيكية ومأكولات أمريكا اللاتينية والمأكولات الآسيوية ؛ وأوريغانو(المردقوش) للمأكولات الإيطالية واليونانية؛ و الكركم للمأكولات الهندية.

كما يمكن إضافة الكراوية لتحسين طعم الخضروات المطبوخة مثل الملفوف والجزر والبطاطس واللفت والقرع، وتعتبرالتوابل المختلفة رائعة لطبخات الأرز وأطباق السمك.

تذوق الوجبة المفضلة لك: في كثير من الأحيان يكون لدى الناس وقت معين من اليوم تكون فيه شهيتهم كبيرة للطعام، يحدث ذلك لبعض الناس بعد أن يستيقظوا من النوم، لذلك تعتبر وجبة الإفطار وجبة رئيسية، أما البعض الآخر تكون شهيتهم كبيرة في وقت لاحق من اليوم عندما يكونون مستيقظين و لكنهم في وضع الراحة، إذن قم بإيلاء الاهتمام للوقت الذي تكون فيه جائعًا بشكل كبير، و قم بالاستفادة القصوى من الوجبة التي تتزامن مع ذلك الوقت.

صحيح أنه من الصعب أن تشعر بنكهة الطعام عندما لا تعمل حواسك بالطريقة الصحيحة، ولكن من خلال اتباع الخطوات السابقة وجعل تناول الطعام أكثر متعة وأكثر اجتماعية، يمكنك التشوق لوقت تناول الطعام والحصول على التغذية التي تحتاجها.