إذا كنت ممن يعانون من حساسية القمح, فإن توقفك عن تناول مادة الجلوتين التي تهيج الأمعاء الدقيقة يجب أن يضمن لك التخلص من الكثير من الأعراض المزعجة مثل الإسهال والإمساك وآلام البطن, لكن في الحقيقة إن تناول الأغذية المعدة خصيصاً لنظام غذائي خالِ من الغلوتين يمكن أن يسبب أعراضاً مماثلة.

إذن كيف تتخلص من هذه الأعراض بشكل نهائي؟
إن التخطيط الدقيق لوجباتك واختيار الأطعمة الصحيحة يشكل الحل لأمثل, فهو لا يوقف الأعراض المتعلقة بعدم تحمل الغلوتين فحسب ، ولكنه أيضا يحميك من المشاكل الصحية الأخرى.

إذا كنت تتناول أطعمة خالية من الغلوتين ولا تزال تواجه بعض المشكلات في جهازك الهضمي ، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للقضاء على هذه الأعراض.

– لا تصدق دائماً ما يكتب على ملصقات علب الأطعمة:
 بعض مصنعي الأغذية قد يضعون إشارة ” منتج خالي من الجلوتين” على منتجاتهم, بينما تحتوي في الحقيقة على نسبة قليلة من الغلوتين.
في حالات أخرى ، قد لا تحتوي الأطعمة على الغلوتين عند تصنيعها, ولكن يمكن أن يكون قد دخل إليها عندما تمت معالجتها إذا تمت تعبئتها على الآلات التي استخدمت لتعبئة الطعام الذي يحتوي على الغلوتين.
لذلك اقرأ ملصقات الأغذية وتأكد منها بشكل جيد, وتأكد من تكوين انطباع واضح حول مناسبة المنتج لك بعد تجربته, والتزم بالمنتج الذي ناسبك أكثر.

– تحقق من حصول المنتج على شهادة الخلو من الجلوتين:
هناك مؤسسات تمنح شهادة الخلو من الغلوتين للمنتجات, إذ تختبر هذه الأطعمة وتتأكد من كونها آمنة للأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح.
يمكنك البحث عن ختم هذه المؤسسات على المنتجات الغذائية التي تشتريها, أو أن تذهب إلى مواقعها على شبكة الإنترنت وتحصل على قائمة مصنعي الأغذية المعتمدة.

– حضر طعامك بنفسك من الصفر:
 عندما تستخدم في وجبتك البطاطا الطازجة, بدلا من استخدام الطعام المعالج مثل مزيج البطاطس المعلب, فإنك ستتأكد حتماً من خلوه من الجلوتين. لذلك إلجأ دوماً إلى الخيارات الطبيعية, فهي أكثر صحة، وأقل تكلفة، وهي تتيح لك السيطرة الكاملة على ما تأكله.

– تناول الأطعمة الغنية بالألياف:
إن تناول الكثير من الأطعمة المصنعة الخالية من الغلوتين أو الإعتماد على الأرز الأبيض والبطاطس يمكن أن يؤدي إلى الإمساك, لذلك من المهم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح, أن يحصلوا على كمية كافية من الألياف في نظامهم الغذائي من خلال الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وبذور الكتان التي تعتبر مصدراً مهماً للألياف ويمكن إدراجها في النظام الغذائي بمختلف الأشكال, ويمكن رشها على السلطة.
و يجب أن ينتبه الشخص إلى عدم التغيير بشكل مفاجيء في العادات الغذائية, فإذا أراد إدخال الألياف في برنامجه الغذائي, عليه إدخالها بكميات بسيطة في البداية وزيادتها تدريجياً لتجنب الانتفاخ والإسهال.

– الحفاظ على الوزن الصحي:
الخبز والكعك الخالي من الغلوتين يحتويان على المزيد من السكر والدهون مقارنة بالخبز والكعك العاديين. ونتيجة لذلك ، فإن كثيراً من الناس تزداد أوزانهم بمجرد البدء بتناول الأغذية الخالية من الغلوتين، مما يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستويات الكوليسترول, وعادة فإن انقاص الوزن يساعد على خفض الكوليسترول في الدم, لذلك راقب وزنك, وتناول الطعام الصحي ,و مارس الرياضة.

– تحقق مستويات الفيتامين لديك:
من الجيد أن يفحص طبيبك مستويات  الفيتامين لديك. فحتى بعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين ، قد تجد أنه لا يزال لديك نقص في الفيتامينات وأنك تحتاج إلى تناول المكملات الغذائية, وغالباً يمكن أن تحتاج إلى جرعات من فيتامينات B والحديد.

إن الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح قد يظهرون حساسية ضد اللاكتوز ، لذلك فقد تكون مستويات الكالسيوم لديهم منخفضة بسبب تجنبهم لمشتقات الحليب, إذا كنت من هؤلاء الأشخاص, ضع ذلك في اعتبارك أثناء التخطيط لوجباتك اليومية. وحاول البحث عن العصائر المدعمة بالكالسيوم لتعويض النقص الحاصل فيه بسبب تجنب مشتقات الحليب, واحرص على إضافة الفاصوليا (الغنية بالفيتامينات B) إلى السلطة والحساء, وبالنسبة للحديد، قد يقترح طبيبك أخذ بعض المكملات.

مع أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين قد يشكل تحدياً, إلا أنه يعتبر فرصة كبيرة للتحكم بصحتك وبرنامجك الغذائي, وهو فرصة جيدة للتفكير بإيجابية وإبداع لابتكار خيارات جديدة للأطعمة الخالية من الغلوتين والعيش بتجربة جديدة ومثيرة كل يوم.