أصيبت بات مصممة الويب بعدوى الجيوب الأنفية في الأسبوع الأول من وظيفتها الجديدة، وبعد شهرين أصيبت بواحدة أخرى، ثم بدأت تشعر بتشنج عضلاتها، وتقول بات أنها بمجرد دخولها إلى المبنى، تشعر وكأنها غير قادرة على التنفس.
بعد إجراء مجموعة من الفحوصات، حصلت بات على إجازة، وتوقفت الأعراض لديها، ولكنها عندما عادت للعمل، بدأت تشعر بحُرقة في حلقها في اللحظة التي دخلت فيها إلى المبنى، وفي نهاية المطاف، تم تشخيص مرض الرئة الخلالي لدى بات، وقد تبين أن المبنى الذي تعمل فيه كان السبب في مرضها.

أعراض وأسباب متلازمة المباني المريضة:
بحسب مقاييس المعهد الوطني الأمريكي للسلامة والصحة المهنية، إذا كان ما نسبته 20% من العاملين في المبنى يعانون من أعراض مرضية معينة، يمكن وصف المبنى عندها، بـ “المبنى المريض“، والأعراض هي:

-بحة في الصوت
-العيون الدامعة
-الصداع والجفاف
-حكة الجلد
-الدوخة والغثيان
-خفقان القلب
-الإجهاض
-ضيق في التنفس
-نزيف في الأنف
-التعب المزمن
-ضبابية العقل والارتعاش
-تورم الساقين أو الكاحلين
-السرطان

ومما يساعد في التأكد من أن المبنى مريض، اختفاء هذه الأعراض لدى معظم الأشخاص عندما يكونون في البيت أو في إجازة، أي خارج بيئة العمل، لكن أحياناً، وفي مراحل متقدمة، لا ترتبط الأعراض بالتواجد في المكان فحسب، حيث أن مسبب الحساسية كالعفن، قد يستعمر أنف المريض، وبالتالي يحمل المريض مرضه معه أينما ذهب، مما يعني أنه لن يشفى من مرضه بسهولة حتى ولو حصل على إجازة طويلة.

قد تكون العوامل المسببة للتلوث مثل الاحتراق الداخلي (المدافىء والتدخين) وتراكم أول أكسيد الكربون والجسيمات القابلة للاستنشاق، سببًا في متلازمة المبنى المريض، وكذلك فإن المركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين والستايرين والمذيبات الأخرى، والمواد المسببة للحساسية المحمولة جوًا، ومسببات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والجراثيم، إضافة إلى مواد البناء الجديدة (الخشب الرقائقي، غراء السجاد) والأقمشة (السجاد والأثاث) التي تبعث الجسيمات السامة جميعها مسببات محتملة لمتلازمة المباني المريضة.

في الماضي، اشتكى العديد من الناس من بيئة العمل السامة، ورُفضت شكواهم، ولكن الشركات والمؤسسات المهتمة بهذا الموضوع حالياً يعترفون أن بيئة العمل يمكن أن تكون سامة ومسببة للأمراض.

إن مشكلة الملوثات البيولوجية آخذة في الازدياد، وهي تشمل العفن والبكتيريا ومسببات الأمراض مثل مرض ليجيونيللا (هو مرض خطير يصيب الجهاز التنفسي)، والفطريات، وهذا كله ناتج عن سوء الصيانة لهذه الأماكن، لذلك، فالكثير من الأبنية بحاجة إلى مزيد من الصيانة، وخصوصاً لأنظمة التدفئة وتكييف الهواء، ولكن رغبة إدارات الشركات بالتوفير وتقليل التكاليف هي السبب في سوء الصيانة أو إهمالها بشكل كلي.

ما المطلوب من أرباب العمل؟
تحث رابطة مالكي ومدراء المباني الدولية أعضاءها على تهيئة بيئة عمل صحية خالية من الملوثات وذات درجة حرارة ورطوبة مناسبتين، وفق المعايير المحددة.

ماذا تفعل إذا كانت الشركة التي تعمل فيها غير ملتزمة بتوفير البيئة الصحية؟
إذا كنت تشك في أن مبنى الشركة التي تعمل بها يساهم في ظهور أعراض مرض المبنى المريض، نقترح عليك أن تقوم بما يلي:
– التقط صوراً للسقوف أو الأثاث الرطب أو الذي تغير لونه.
قم بتسجيل المحادثات مع موظفي الشركة حول المشكلة.
قدم شكواك كتابيا لإدارة الشركة، مدعمة بالأدلة التي جمعتها، و أخبرهم بأنك تعرف أنهم يهتمون بموظفيهم وإنتاجيتهم، وأنك تتوقع منهم الإستجابة لمطالب العاملين، ورفع الضرر عنهم في أقرب وقت.
– إذا لم تستجب إدارة الشركة لشكواك، انتقل إلى الجهات المختصة مباشرة لطلب إجراء تحقيق حول جودة الهواء في المبنى، واحرص على ذهاب أكثر من شخص متضرر لتقديم الشكوى.
ابحث عن وظيفة أخرى إذا كنت لا تستطيع الحصول على تجاوب الأشخاص المسؤولين، فصحتك هي فعلاً استثمارك الحقيقي.