يشرب معظم الناس القهوة لسبب واحد : هو أنها تحتوي على الكافيين .
خلال حوالي 15 إلى 30 دقيقة من شرب كوب قهوة الصباح، يتم تحفيز الجهاز العصبي المركزي ويبقى هذا التحفيز والنشاط لمدة تصل إلى ست ساعات.
قد يكون الكافيين هو المادة الأكثر شعبية في العالم، حيث يستهلك الفرد الأمريكي العادي حوالي 300 ملغ من الكافيين كل يوم، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء، وقد يفعل فنجان قهوتك الصباحي أمورًا أكثر من ايقاظك ومنحك النشاط اللازم، حيث يمكنه أن يعزز صحتك ويساعدك على العيش لفترة أطول طالما أنك تشربه بكميات مناسبة، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الكافيين يمكن أن يساعد على منع العديد من الحالات المزمنة، مثل :
-داء السكري من النوع 2 : حيث وجدت دراسة نشرت عام 2014 في” ديابيتولوجيا” أن الأشخاص الذين زادوا من الاستهلاك اليومي للقهوة بأكثر من كوب واحد على مدى أربع سنوات أصبح خطر إصابتهم بمرض السكري من النوع 2 أقل بنسبة 11% من أولئك الذين لم يزيدوا من تناول القهوة.
-مرض باركنسون: تشير الدراسات التي أجريت على نماذج حيوانية، أن الكافيين قد يمنع فقدان الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين، الذي يعتقد أن انخفاض مستواه في الجسم هو سبب مرض باركنسون , وعلى الرغم من استمرار البحوث، فقد وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على الرجال، أن الرجال الذين يشربون المزيد من القهوة أو غيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين هم أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون، ولكن هذا أقل وضوحًا لدى النساء، حيث وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة “اضطرابات الحركة” عام 2012، أن التأثير الوقائي للكافيين لا يشمل النساء اللواتي يتعالجن بالهرمونات البديلة.
-مرض الزهايمر: وجدت دراسة نشرت عام 2014 في “ناتشر نيوروسَيَنس” أن الكافيين له تأثير إيجابي على الذاكرة على المدى الطويل، وقد أظهر البحث أن الكافيين يعزز ذكريات معينة بعد 24 ساعة على الأقل من شرب القهوة، كما يمكن للكافيين أن يقلل أيضا من تورم الدماغ، وقد أظهرت البحوث التي أجريت على الفئران أن الكافيين يقلل من مستوى نوع من البروتين الذي يتراكم في أدمغة المصابين بمرض الزهايمر.
-السرطان : وفقا للصندوق العالمي لبحوث السرطان، فإن هناك أدلة على أن الاستهلاك المنتظم للقهوة لا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
في الواقع، قد يؤدي شرب القهوة بانتظام إلى تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون وسرطان الكبد.
-أمراض القلب : توصلت الدراسات التي أجريت على العلاقة بين الكافيين والقهوة وأمراض القلب إلى نتائج متضاربة وفقُا لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، ولكن على الرغم من حقيقة أن الكافيين يحفز الجهاز العصبي المركزي، ويطلق الأحماض الدهنية الحرة من الأنسجة الدهنية ويزيد التبول، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يساعد على حماية القلب، ولكن ذكرت مؤسسة (AHA) أن شرب ما يصل إلى كوبين من القهوة يوميًا لا يبدو ضارًا.
إذا كنت لا تحب القهوة، فمن الضروري أن تعرف أن الكافيين موجود أيضًا في الشاي والشوكولاته، فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2013 في الرأي الحالي في التغذية السريرية والرعاية الأيضية أن شرب الشاي، وخاصة الشاي الأخضر، يرتبط بانخفاض خطر السكتة الدماغية والسكري والاكتئاب، كما كشف البحث أيضًا أن الشاي قد يساعد على تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم ومستويات الكولسترول والبدانة في منطقة البطن وضغط الدم.
إذا كنت تفكر في زيادة كمية القهوة التي تتناولها للحصول على فوائدها العديدة، تذكرأن الفوائد الصحية تفوق المخاطر الصحية فقط إذا كنت تشرب القهوة باعتدال (حوالي ثلاثة أكواب في اليوم). يمكن أن يسبب شرب الكثير من القهوة آثارًا جانبية مثل : زيادة معدل ضربات القلب والحاجة إلى التبول ومشاعر الأرق، وتشمل الآثار الجانبية السلبية الأخرى الناتجة بسبب الإكثار من الكافيين:
-الخطر الذي يُهدد الحمل: يعبرالكافيين المشيمة ويدخل إلى الجنين، حيث تصبح عمليات الأيض بطيئة، تقول جمعية الحمل الأمريكية (APA) أنه تم إجراء العديد من الدراسات التي عُنيت بدراسة العلاقة بين الجرعات العالية من الكافيين والإجهاض، ولكنها توصلت إلى نتائج متضاربة، وكقاعدة عامة : فإن تناول الكافيين المحدد بكمية معينة لن يكون له تأثير سلبي على الحمل، حيث حددت (APA) هذه الكمية الآمنة بـ 150-300 ملغ من الكافيين يوميًا.
-ردود فعل الإفراط بتناول الكافيين : يمكن أن يسبب الإكثار من الكافيين :الارتجاف والتعرق والتنفس السريع والحرقة والأرق والصداع والعصبية والدوخة وصعوبة التركيز وفقدان السيطرة على العضلات الدقيقة.
-ردود فعل الترك المُفاجىء للكافيين : يمكن أن تظهر أعراضًا مثل الصداع والنعاس والتهيج عند ترك الكافيين بشكل مفاجىء، ولكن أفضل طريقة للتخلص من الإفراط بتناول الكافيين هي تقليل كمية الكافيين تدريجيًا.