تعتبر العلاقة الجنسية ذات تأثير إيجابي على مرضى السكري، فهي مفيدة للقلب وتدفق الدم ، كما أنها تساعد على الإسترخاء والنوم بعمق، وتحسن المزاج لما يترافق معها من إفراز لهرمونات السعادة في الدماغ كالدوبامين.

لكن النساء المصابات بمرض السكري قد يعانين من مشاكل عديدة مثل الآلام المصاحبة للمارسة الجنسية أو تأخر الشعور بالإثارة، مما يجعل العلاقة الجنسية بالنسبة إليهن عبئاً ثقيلاً.
فقد أثبتت الدراسات أن 35٪ من النساء المصابات بداء السكري يعانين من مشاكل جنسية مختلفة، ولكن ولحسن الحظ فإن هذا لا يعني أن عليهن التعايش مع هذه المشاكل وتقبلها، فهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدهن على ممارسة حياتهن الجنسية بشكل طبيعي مرة أخرى.
ويقول الخبراء أن بعض مشاكل النساء قد تكون أكثر تعقيداً وأصعب من حيث العلاج من مشاكل الرجال، وبالرغم من ذلك، فمعظمها يمكن معالجته، لذلك لا يوجد أي سبب يمنع أي امرأة مصابة بداء السكري من علاج هذه المشاكل والحصول على علاقة زوجية ممتعة ومُرضية.

التحديات الجنسية للمرأة المصابة بالسكري:
إن الأسباب الرئيسية للمشاكل الجنسية الخاصة بالنساء المصابات بمرض السكري غالباً ما تكون أقل وضوحاً من المسببات الرئيسية لمثل هذه المشاكل لدى الرجال الذين يعانون من مرض السكري، ولكنها تتعلق غالباً بتلف الأعصاب، وتباطؤ تدفق الدم إلى الأنسجة المهبلية والأعضاء التناسلية ، كما أن تقلبات المزاج والتغير في نسب الهرمونات في الجسم من العوامل التي قد تلعب دورًا في ظهور هذه المشاكل.

وتشمل المشاكل الجنسية الشائعة لدى النساء ما يلي:

– جفاف المهبل.
يعتبر جفاف المهبل من أكثر المشكلات الجنسية شيوعاً لدى النساء المصابات بداء السكري، إذ أن احتمالية الإصابة بهذه الحالة تزداد إلى الضعف لدى النساء المصابات بالسكري مقارنة بالنساء الأخريات.
حيث أن النساء في سن اليأس أو في مرحلة ما بعد سن اليأس قد يصبن بهذه الحالة بسبب نقص هرمون الاستروجين لديهن،  كما أن تلف الأعصاب التي تحكم الغدد المسؤولة عن ترطيب المهبل قد يكون من العوامل المسببة لجفاف المهبل كذلك، ويمكن أن يسبب جفاف المهبل سلسلة من الآلام حيث تصبح الممارسة الجنسية مؤلمة، مما يسبب التوتر والشد لدى المرأة، والذي سيسبب المزيد من الألم، الأمر الذي سيجعل العلاقة الجنسية برمتها تجربة مؤلمة وغير مرغوبة لديها.

– التهابات المهبل.
إن كلا من التهابات المسالك البولية والتهابات الخميرة قد تكون من العوامل المسببة للآلام عند الجماع، تماماً مثل جفاف المهبل، لذلك فإن المرأة التي تعاني من مرض السكري في مراحله المتقدمة، من الممكن جدا أن تكون مصابة بعدوى الخميرة أو أي عدوى مهبلية أخرى.

– ضعف الرغبة الجنسية أو عدم الوصول إلى النشوة.
ربما تعاني النساء المصابات بالسكري من عدم الرغبة بالممارسة الجنسية، أو من صعوبة الإنسجام مع أزواجهن وتأخر الشعور بالإثارة، وقد يعانين كذلك من مشكلة عدم الوصول إلى النشوة الجنسية، وتعتبر هذه المشاكل جميعها مصدر قلق لكثير من النساء المصابات بمرض السكري.
فقد وجدت دراسة أجريت في عام 2012 أن النساء اللواتي أخذن الأنسولين كعلاج لمرض السكري كن أكثر عرضة بنسبة 80٪ لعدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية، مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من مرض السكري، ولا تزال العلاقة بين مرض السكري وانخفاض الرغبة الجنسية ومشاكل النشوة غير واضحة تماماً، إلا أن الخبراء يأكدون على أن جميع هذه المشاكل قابلة للحل، وينصحون النساء المصابات بالسكري باستشارة الأطباء المختصين للوصول إلى حلول عملية والتعامل مع هذه المشاكل بالطريقة الصحيحة.