الحبة السوداء هي نوع من بذور النباتات الطبية, وقد استخدم الإنسان هذه البذور للتداوي منذ أكثر من 2000 سنة. حتى أنها اكتشفت في قبر الملك توت عنخ أمون.
وقد استخدمت منذ قديم الزمان لعلاج الكثير من الأمراض، مثل الصداع، ووجع الأسنان، واحتقان الأنف، والربو، والتهاب المفاصل، والديدان المعوية, وأمراض العيون, كالتهاب الملتحمة، كما استخدمت لعلاج الخراجات الناتجة عن الإلتهابات, وعلاج الطفيليات بشكل عام.

وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على استخدامها والتداوي بها, ففي الحديث المروي في صحيح البخاري عن خالد بن سعد قال: خرَجنا ومعنا غالبُ بن أبجر، فمرض في الطريق، فقَدِمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابنُ أبي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء، فخذوا منها خمسًا أو سبعًا، فاسحَقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب؛ فإن عائشة رضي الله عنها حدَّثَتني أنها سمعَتِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن هذه الحبة السوداء شفاء من كلِّ داء إلا من السام))؛ قلت: وما السام؟ قال: (الموت) .
ومع تقدم العلم، أثبتت الدراسات أن للحبة السوداء الكثير من الخواص العلاجية المميزة, فهي تستعمل بشكل كبير لعلاج الربو، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والعديد من الأمراض الأخرى.

 ماذا تفعل الحبة السوداء في الجسم؟
هناك بعض الأدلة العلمية تشير إلى أن الحبة السوداء قد تساعد على تعزيز الجهاز المناعي، ومكافحة السرطان، ومنع الحمل، والتخفيف من تورم الجسم، وتقليل الحساسية من خلال العمل كمضادات الهيستامين. ومع كل هذه الأغراض العلاجية التي تستخدم فيها الحبة السوداء, إلا أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية لتأكيد خواصها العلاجية والتعرف على المزيد حولها, والإستفادة منها لأقصى حد .

وبحسب الدراسات العلمية, فإن الحبة السوداء تمتلك خواص علاجية فيما يتعلق بـ:

–  الربو .
حيث تشير البحوث إلى أن أخذ مستخلصات الحبة السوداء  عن طريق الفم يمكن أن يعالج من  السعال، ويحسن التنفس، ووظائف الرئة لدى المصابين بالربو.
و بسبب نقص الدراسات والأبحاث في هذا المجال, لا يوجد ما يثبت علملياً مقدار فعالية الحبة السوداء لعلاج هذه الأمراض, مقارنة بالأدوية المعروفة مثل ثيوفيلين أو سالبوتامول
.

– داء السكري.
تبين البحوث المبكرة أن تناول مسحوق الحبة السوداء يمكن أن يساعد على خفض مستويات السكر والكولسترول في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري, وللحصول على النتائج المطلوبة, يجب أن يتناول المريض 2 غرام من الحبة السوداء يوميا.

– ارتفاع ضغط الدم.
أظهرت البحوث أن للحبة السوداء أثراً مخفضاً للضغط, حيث ينخفض ضغط الدم عند تناولها عن طريق الفم بشكل بسيط .

– تحسين الحيوانات المنوية.
تبين البحوث أن أخذ زيت الحبة السوداء تمكن من زيادة عدد الحيوانات المنوية وسرعة حركتها لدى الرجال الذين يعانون من العقم
.

– التخفيف من آلام الثدي.
أظهرت البحوث أن دهن الثديين بمرهم يحتوي على زيت الحبة السوداء خلال فترة الدورة الشهرية يقلل من الألم لدى النساء اللواتي يعانين من آلام الثدي المرتبطة فهذه الفترة
.

كما أن للحبة السوداء الكثير من الخواص العلاجية التي ظهرت من خلال التجربة لمسحوق هذه البذور, أو زيوتها, أو بخلط مستخلصاتها مع مواد أخرى, لكنها لا تزال بحاجة إلى دراسة متعمقة لإثبات هذه الخواص علمياً, والإستفادة منها بشكل أكبر.

 ومن الفوائد الطبية المحتملة للحبة السوداء :

– علاج أعراض الحساسية المرتبطة بحمى القش .
– علاج الأكزيما.
– علاج التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي .
– علاج عسر الهضم .
– علاج الصرع .
– تخفيض نسب الكولسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم.
– علاج المتلازمة الأيضية .
– علاج الأعراض الإنسحابية للمواد الأفيونية.
– تخفيف حدة التهاب المفاصل الروماتيدي.
– تخفيف آلام التهاب الحلق وتورم اللوزتين.
– منع الحمل .
– تقوية الجهاز المناعي.
– علاج الإلتهاب الشعبي .
– الوقاية من السرطان.
– علاج الاحتقان.
– علاج السعال.
– علاج مشاكل الجهاز الهضمي.
– علاج الإنفلونزا.
– علاج الصداع.
– زيادة حليب الأم.
– علاج اضطرابات الدورة الشهرية.

التحذيرات المرتبطة باستخدام الحبة السوداء:

مع أن الحبة السوداء تعتبر آمنة الإستخدام بكميات قليلة لدى معظم الناس, ولكن هناك بعض الحالات التي قد تستدعي الحذر عند استعمال الحبة السوداء, مثل:

– الحمل والرضاعة:
إن استهلاك الحبة السوداء من خلال الطعام لا يشكل خطراً على صحة المرأة الحامل, أو المرضع, ولكن استهلاكها بكميات كبيرة قد يشكل خطراً, إذ أن الحبة السوداء يمكن أن تبطئ أو توقف انقباضات الرحم.
وأما بالنسبة للمرضع, فلا تظهر الدراسات الكثير من المعلومات حول مدى أمان استخدام الحبة السوداء بكميات كبيرة أثناء الرضاعة الطبيعية, لذلك يفضل عدم استخدامها لمنع أي ضرر محتمل.

– الأطفال:
يعتبر زيت الحبة السوداء آمناً للأطفال, عندما يعطى عن طريق الفم, ولكن دون الزيادة على الكميات الموصى بها.

– اضطرابات النزيف:
قد تؤدي الحبة السوداء إلى إبطاء تخثر الدم وزيادة خطر النزيف, لذلك يجب الحذر من استهلاكها للأشخاص الذين يعانون اضطرابات النزيف, أو تميع الدم, أو الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم.

– السكري:
قد تؤدي الحبة السوداء إلى خفض مستويات السكر في الدم لدى بعض الأشخاص. لذلك فإن  عليك أن تراقب مستويات السكر في الدم بعناية إذا كنت مريضاً بالسكري وتستخدم الحبة السوداء
.

– نخفاض ضغط الدم:
تخفض الحبة السوداء من مستوى ضغط الدم, لذلك فهي قد تشكل خطراً على مرضى انخفاض ضغط الدم ,حيث من الممكن أن تخفضه إلى مستويات خطيرة .

– الجراحة:
قد تعمل الحبة السوداء على تبطيء عملية تخثر الدم، وتخفيض نسب السكر في الدم، وزيادة الشعور بالنعاس لدى البعض, ومن الناحية النظرية، فإن هذا يعني أن الحبة السوداء قد تزيد من خطر النزيف تحت العملية, وتمنع من السيطرة على السكر في الدم كما أنها قد تتدخل في ضبط عملية التخدير أثناء وبعد العمليات الجراحية, لذلك يجب التوقف عن تناول الحبة السوداء قبل أسبوعين على الأقل من إجراء أية عملية جراحية
.