مبارك .. لقد بلغت الثلاثين عاماً، عمر الثلاثين هو العمر الذي ستشعرين فيه بالنضوج  والحكمة، لأنك تعلمت الكثير من الحياة وكافحتِ كثيراً لتصلي لما أنت عليه اليوم، أنت اليوم أكثر قدرة على إدارة شؤونك ولديك الكثير من الاهتمامات والأولويات كالعمل  والعائلة وربما الأطفال،  ولكن لا تجعلي صحتك في آخر سلم أولوياتك .

تميل النساء عادة إلى إهمال بعض العلامات التي قد تشير إلى مشاكل صحية خطيرة, فبمجرد بلوغكِ الثلاثين عاماً يجب أن تنتبهي إلى التغيرات التي تطرأ على صحتك وتوليها عناية كبيرة,  وينصح الأطباء عادة المرأة في الثلاثينيات من عمرها, بمتابعة صحتها باستمرار,  وذلك من خلال الزيارة السنوية للطبيب حتى لو لم تكن تعاني من أية أعراض, فإجراء الفحوصات  اللازمة وأخذ اللقاحات التي ينصحها بها طبيبها, سيساعدها على وقاية نفسها من أي أمراض محتملة,  وتدارك الأمراض في بدايتها لتتمكن من السيطرة عليها في وقت مبكر,  ومن الجيد أيضاً للمرأة الثلاثينية أن تبدأ بالانتباه إلى ما يخبرها به جسدها,  وإلى التغيرات التي تطرأ عليه, فهذه التغيرات قد تكون بمثابة إنذار مبكر لبعض الأمراض الخطيرة .

فيما يلي, بعض الأمور التي يجب أن تنتبهي لها وتتابعيها باهتمام  إذا بلغت الثلاثين من عمرك :

1- الزيادة الكبيرة في الوزن

إن الزيادة في الوزن تعتبر أمراً سيئاً لدى النساء في مختلف الأعمار,  ولكن إن كنت في الثلاثينات من عمرك فإن تباطؤ معدل الحرق في جسمك يجعل عملية التخلص من الوزن الزائد أمراً أشبه بالمستحيل, لذلك ينصح الأطباء المرأة في هذا العمر باتباع برنامج رياضي منتظم, يحتوي على الرياضات الهوائية مثل المشي  والهرولة, أو ركوب الدراجة الهوائية, لتحفيز  وتنشيط عملية الحرق لديهن, بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي,  والتقليل من الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة, والإكثار من الخضار والفواكه,  والإبتعاد عن الأطعمة الجاهزة .

متى تعتبر الزيادة في الوزن مؤشراً خطيراً ؟
إذا كنتِ لا تستطيعين فقدان الوزن الزائد بالرغم من أنك تمارسين الرياضة, وتتبعين نظاماً غذائياً صحياً, فإن هذه الزيادة في الوزن ربما تشير إلى وجود خلل هرموني, أو إلى خمول الغدة الدرقية, أو حتى إلى الحساسية لبعض الأطعمة .
لا تعتبري أن زيادة الوزن أمر طبيعي مرتبط بتقدم العمر وأن عليكِ التعايش معه, راجعي الطبيب, واطلبي إجراء الفحوصات اللازمة لتتأكدي من مستويات الهرمونات في جسمك,  وتناولي الأدوية التي يصفها لك الطبيب بانتظام .

2- ظهور شامات جديدة, أو بقع متغيرة على الجلد .

يعتبر سرطان الجلد من الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الناس في الثلاثينات وأواخر العشرينات من العمر,  وتنتشر بشكل أكبر لدى النساء,  وتزيد احتمالية الإصابة به لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض .
لذلك, فإن عليك مراجعة الطبيب إذا لاحظتِ أياً من الأعراض التالية:
– ظهور خطوط غامقة اللون تحت أظافر اليدين أو الرجلين
– تغير لون الجلد حول أظافر اليدين أو الرجلين ليصبح أغمق
– ظهور شامات جديدة أو تغير بعض الشامات القديمة لديكِ من حيث حجمها أو شكلها أو لونها, أو حتى ظهور النمش  والبقع الجديدة على جلدك, بما في ذلك البقع التي تشكل طبقات من الجلد السميك والتي تكبر باستمرار, أو البقع التي تُكون قشرة تشبه الجروح أو الحروق .
وهنا يجب أن تتعرفي على المؤشرات التي قد تدل على الإصابة بسرطان الجلد, فللتأكد من صحة جلدك ,عليك البحث بشكل دوري عن أي بقع أو شامات تحتوي الخصائص التالية :

– عدم انتظام الشكل
– عدم وضوح الحدود
-وجود عدة ألوان وتدرجات في البقعة أو الشامة نفسها
– الحجم الكبير نسبياً ( العرض أو القطر أكبر من 6 ملم )
– التغير في الحجم أو اللون أو الشكل

3- صعوبة الحمل

عادة ما يبدأ انخفاض الخصوبة لدى المرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها,  وقد يكون السبب في انخفاض الخصوبة عائداً إلى انخفاض معدل التبويض, أو انخفاض مستوى البويضات من حيث النوع  والكم, أوالأمراض المزمنة  وغيرها من المسببات التي تزداد احتمالية ظهورها لدى المرأة كلما تقدمت في العمر .
لكن أحياناً لا يكون المسبب لصعوبة الحمل وانخفاض الخصوبة هو التقدم في العمر, فهذا قد يكون مؤشراً على وجود خلل هرموني, أو بسبب بعض الأورام أو التكيسات, أو بسبب مشاكل في الغدة الدرقية .
لذا عليكِ مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود هذه المسببات لديك, ومعالجة أي منها إن وجد .

4- حدوث نزيف غير طبيعي  وبدون أي أسباب واضحة

من الطبيعي أن تكون الدورة الشهرية غزيرة أو غير منتظمة من وقت لآخر, فهذا قد يحدث بسبب الإجهاد  والضغوطات النفسية, وسرعان ما سيزول من تلقاء نفسه, لكن كلما اقتربت المرأة من انقطاع الطمث,  وخصوصاً في بداية الأربعينات, ستزداد غزارة الدورة الشهرية لديها,  وذلك بسبب زيادة هرمون الاستروجين  وانخفاض هرمون البروجستيرون في الجسم, لكن إن حدث هذا في الثلاثينات من العمر, فإنه قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة خطيرة .
فقد تكون غزارة الدورة في مثل هذا العمر دليلاً على وجود مشاكل خطيرة تتلخص باحتمالية وجود الأورام سواءًا الحميدة أوالسرطانية,  وتزداد احتمالية وجود الأورام السرطانية, إذا كان عمر المرأة يزيد على 35 عاماً .

5- تساقط الشعر

تفقد المراة ما يقارب 50 إلى 100 شعرة يومياً, لكن تساقط الشعر بشكل أكبر من ذلك, يعد مؤشراً على وجود مشكلة صحية, فبالرغم من أن الحمل  والولادة  والإجهاد هي الأسباب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر في الثلاثينات من العمر, إلا أن هذا قد يكون علامة على افتقار الجسد إلى بعض العناصر الغذائية الهامة .
وعادة ما يكون سبب تساقط الشعر هو نقص الحديد . إذ يمكن أن يستنزف الحيض مخزون الحديد لدى المرأة،  ولذلك فمن المستحسن أن تتناولي  18 ملليغرام من الحديد يوميا،  وهذا أكثر بـ 10 ملغم مما يحتاجه الرجال,  ومن الممكن أن يتساقط الشعر أيضاً بسبب نقص فيتامين د, حيث يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د حول العالم ببليون شخصاً,  وذلك لأنه على صلة كبيرة بأمراض كثيرة مثل السكري,  والتصلب المتعدد وسرطان الثدي وسرطانات الأمعاء, كما أن فيتامين د مرتبط بامتصاص الكالسيوم في الجسم  والحفاظ على صحة العظام, حيث أثبتت الدراسات أن 50% من النساء الذين راجعوا الطبيب بسبب هشاشة العظام كن يعانين من نقص في نسب فيتامين د .

6- مشاكل في التنفس ( سواءً مشاكل جديدة أو تدهور الوضع الصحي وزيادة مشاكل التنفس الموجودة أصلاً لدى المرأة )

يعتبر التدخين واستهلاك النيكوتين بكل أشكاله, سواءً عن طريق السجائر أو الأرجيلة أوحتى بالتدخين السلبي والذي تزيد خطورته بكثرة التواجد مع الأشخاص المدخنين, من أكبر مسببات مشاكل التنفس, وعلى الرغم من أن معظم مشاكل الرئة المرتبطة بالسجائر يتم تشخيصها بين كبار السن، إلا أن النساء اللواتي يدخنن في الثلاثينات من العمر معرضات أيضاً لخطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القلب، وانتفاخ الرئة، والسكتة الدماغية، وسرطان الدم، والربو، والالتهاب الرئوي والسل .
ووجدت دراسة أجريت عام 2012 في مجلة لانسيت أن الإقلاع عن التدخين قبل بلوغ الأربعين من العمر يساعد على تقليل أكثر من 90٪ من الوفيات الناجمة عن استمرار التدخين، والتوقف قبل سن 30 عاما يتجنب أكثر من 97٪ منه, وبالإضافة إلى مشاكل الرئة، فإن التدخين يمكن أن يؤثر أيضا على قدرة المرأة على الحمل، فضلا عن تأثيره على صحة جنينها.