حافظ على صحة طفلك في المدرسة :
موسم العودة إلى المدرسة قد يعني لدى البعض حالة طواريء, بسبب تنشيط الجو المدرسي للكثير من أنواع الحساسية لدى أطفالهم, فوفقاً للكلية الأمريكية للحساسية والربو وعلم المناعة ، فإن الحساسية والربو هما السبب الرئيسي لـ 14 مليون حالة تغيب عن المدرسةً كل عام, إذن, كيف يمكنك مساعدة طفلك على تجنب التعرض لمؤثرات الحساسية والبقاء آمناً في المدرسة؟
من أشهر أنواع الحساسية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال في المدرسة, الحساسية الغذائية, وهي نوع من الحساسية الذي يتطور غالباً ليسبب رد فعل خطير مهدداً للحياة يسمى “الحساسية المفرطة”، ولكن الحساسية الغذائية ليست الخطر الوحيد في المدرسة, فقد يتعرض الأطفال أيضا للحساسية بسبب لسعات الحشرات، أو بسبب التعرض لمسببات حساسية اللاتكس ( وهي حساسية لبعض البروتينات الموجودة في المطاط الطبيعي )، وغيرها من المواد المسببة للحساسية المحتملة في المدرسة .
وعلى الرغم من أن الآباء قد يكونون على دراية تامة بالأشياء التي قد تثير الحساسية لدى أطفالهم, إلا أن هناك الكثير من المفاجآت المثيرة للحساسية الغذائية في الفصول الدراسية, التي قد لا ينتبه الآباء لوجودها, وفيما يلي سنذكر ستة من هذه المسببات :
– الطباشير الطبية
جميعنا نعرف أن الطباشير العادية قد تسبب الحساسية بسبب الغبار الذي يصدر منها, ولكن, هل سبق أن خطر ببالك أن الطباشير الطبية قد تسبب الحساسية لدى البعض ؟
من الممكن أن تحتوي الطباشير الطبية على جزيئات من بروتين الحليب “الكازين”, وهو مادة مسببة للحساسية لدى الأطفال الذين يعانون من الحساسية للحليب, لذلك, إذا كان طفلك يعاني من هذا النوع من الحساسية, رتب الأمور مع مدرسيه بحيث يجلس بعيداً عن اللوح قدر الإمكان, ويغسل يديه بعد الكتابة بالطباشير مباشرة, كما يمكنك أيضا طلب استخدام ألواح الأقلام, أو الألواح الذكية في الصف الدراسي لطفلك, للتقليل من تعرضه لمسبب الحساسية .
– الصابون :
إن غسل جميع المعلمين والطلاب لأيديهم بعد تناول الطعام, قد يساعد في وقاية الأطفال المصابين بالحساسية الشديدة لبعض أنواع الطعام, عن طريق منع انتقال أي مادة مسببة لحساسية محتملة إلى أجسامهم من خلال التواصل المباشر مع زملائهم ومعلميهم, ولكن الصابون، والصابون السائل، والمناديل قد تحتوي على مستخلصات القمح، ومنتجات الألبان، وفول الصويا، أو المكسرات, وجميعها في الواقع يمكن أن تؤدي إلى رد فعل تحسسي لدى البعض, لذلك, تأكد من قراءة الملصقات على جميع أنواع الصابون وكريمات اليدين, واستخدم فقط تلك التي لا تحتوي على هذه المواد المسببة للحساسية, كما يجب أن تبتعد عن المناشف القماشية, لأنها قد تحمل بعض بقايا الطعام، استخدم بدلاً منها المناشف الورقية لتجفيف اليدين .
– أحواض زراعة النباتات الصفية .
زراعة البذور نشاط شائع في الفصول الدراسية, ولكن الأطفال الذين يعانون من الحساسية الشديدة يحتاجون إلى توخي الحذر قبل أن يشاركوافي هذا النوع من الأنشطة, فقد تحتوي التربة الزراعية سوداء اللون على مواد مسببة للحساسية مثل بعض قشور المكسرات أو الصويا. ويمكن أيضا أن تتواجد مسببات الحساسية أيضاً في علب البيض أو غيرها من الحاويات المستخدمة كأواني لزراعة النباتات.
يجب على المعلمين التأكد من استخدام أنواع آمنة من التربة والأواني, بحيث يتمكن الطلاب الذين يعانون من الحساسية من المشاركة بشكل كامل في النشاط دون مخاوف .
– المواد المستخدمة في الفنون والحرف.
قد تخفي اللوازم والمواد المستخدمة في مشاريع الفنون والحرف اليدوية, عدداً كبيراً جداً من مسببات الحساسية, فبعض أنواع الصلصال أو المعجون يمكن أن تكون محفزاً لحساسية القمح لدى بعض الأطفال, كما أن الأنشطة التي تستخدم الفاصوليا أو المعكرونة أو الحلوى أو غيرها من الأطعمة الصغيرة قد تسبب عدداً كبيراً من أنواع الحساسية, وتحتوي الأنواع المختلفة من الألوان كألوان الأيدي والرسم على الوجوه, وغيرها على عدد كبير من مسببات الحساسية, مثل البيض أو القمح أو الحليب أو الذرة أو الشوفان. قد تحتوي الطباشير الملونة على فول الصويا، وهناك بالتأكيد بدائل خالية من الحساسية لجميع هذه المواد واللوازم ، لذلك تحدث مع معلم طفلك عن البدائل الممكنة.
– مطابخ اللعب، أنشطة الخبز، والحفلات .
إذا كان طفلك يعاني من نوع من حساسية الطعام, وكان هناك مطبخ لعب في المدرسة ، اطلب من المعلم أن يتأكد من عدم استخدام عبوات حقيقية، لأنها قد تحتوي على بقايا البيض, والحليب, وغيرها من المواد المسببة للحساسية .
في بعض الأحيان يقوم المعلمون بأنشطة الخبز مع طلابهم, ومع أن هذا النشاط ممتع جداً للأطفال, لكن احرص على أن لا يشارك طفلك المصاب بالحساسية الغذائية في هذا النشاط أبداً, حتى لو اضطر للتغيب عن المدرسة .
أما بالنسبة للحفلات, فمن المعلوم أن أنواع الكيك المختلفة شائعة جداً للاحتفال بأعياد الميلاد, ولكن نظراً للوضع الصحي لابنك, يمكنك أن تقترح على المعلم أن تتخذ الحفلات طابعاً آخر غير مرتبط بالطعام, كالألعاب والمسابقات والهدايا, وبغض النظر عن ذلك، تأكد من أخبار جميع المعلمين وكذلك ممرضة المدرسة بالوضع الصحي لطفلك, تجنباً لأي خطر محتمل .
– الطيور, والحيوانات الأليفة
إذا كان طفلك يعاني من حساسية من المكسرات أو القمح أو البذور، فإنه يجب أن لا يشارك في أي نشاط لإطعام الطيور, حيث أن الكثير من طعام الطيور مصنوع من زبدة الفول السوداني أو زيوت المكسرات الأخرى، وتعتبر حساسية الفول السوداني من أكثر الحساسيات الغذائية التي يحتمل أن تتطور لتسبب الحساسية المفرطة, بدلا من ذلك، أقترح على المعلم استخدام زجاجات الغذاء المشابهة للزجاحات المخصصة لطائر الطنان, والتي تستخدم السكر والماء، وملونات الطعام بدلا من الحبوب .
يجب على طفلك أيضا تجنب التعامل مع الحيوانات الأليفة, بحيث لا يحملها, أو يطعمها ، فالعديد من أطعمة الحيوانات الأليفة, يحتوي على المكونات التي يمكن أن تؤدي إلى الحساسية ، مثل الجوز والحليب ، أو مستخلصات البيض.
و نهاية, إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من نوع ما من الحساسية ، قم بزيارة الطبيب قبل بدأ العام الدراسي, لتتمكن من تحديد المادة الغذائية التي يتحسس طفلك منها ، وبمجرد معرفة ما يجب تجنبه، يمكنك وضع خطة عمل لتجعل عودة طفلك إلى المدرسة, عودة سعيدة وآمنة .