ضيق التنفس , هو الإحساس المؤلم بأن التنفس يتطلب جهدا أكبر من المعتاد، ويصف الأشخاص الذين يعانون من ضيق التنفس هذا الإحساس , بأنه شد مكثف في الصدر، وفي أسوأ حالاته، شعور بالذعر والاختناق، وقد تكون صعوبات التنفس المستمرة علامة على مرض مزمن كامن، مثل القلب أو أمراض الرئة أو السمنة.

إن صعوبات التنفس شائعة إلى حد ما، ويمكن أن تكون جزءاً من الحياة اليومية لبعض الأشخاص النشيطين، وهي أحدى الأسباب الأكثر شيوعا لمراجعة الطوارئ في المستشفى . وتشمل علامات صعوبة التنفس الشديدة : سرعة التنفس ,و تسارع نبضات القلب، والتنفس بصفير،و تقلص الأضلاع، ، والازرقاق ( حيث تتحول اليدين والقدمين للون الأزرق بسبب نقص الأكسجين).

يستخدم الشخص الذي يعاني من صعوبات شديدة في التنفس , عضلات الرقبة والصدر لاجراء عملية التنفس، مما يتسبب بالشعور بالألم فيهما , كما يمكن أن يرتبط ضيق التنفس بأعراض أخرى , مثل القلق والدوخة والإغماء والسعال والصفير والبلغم الدموي .

ماذا تفعل إذا كان لديك صعوبة في التنفس:

إذا وجدت نفسك مصابًا بصعوبة التنفس فجأةً، وليس لديك أي مرض أو حالة مرتبطة به، ابق هادئًا وحاول العثورعلى مصدر المشكلة، فالحالات التي تؤدي إلى صعوبة التنفس الحاد يمكن أن توفر فكرة هامة للسبب الكامن وراءها، فمثلًا يمكن أن تسبب الحساسية (من العفن أو الوبر أو حبوب اللقاح) ضيق التنفس، كما يمكن أن يسبب الغبار أو الملوثات المنتشرة في البيئة، مثل أول أكسيد الكربون ضيق التنفس أيضًا.

التواجد على ارتفاعات كبيرة أيضا يسبب ضيق التنفس، فالارتفاعات فوق 4000 قدم تقلل الأكسجين في الدم، وبالتالي تؤدي إلى آلام الرأس والغثيان.

بعض الناس لديهم صعوبة في التنفس أثناء ممارسة الرياضة أو أثناء القيام بأعمال مُجهدة، لذلك قد يساعدهم إبطاء الحركة أو التوقف عن التحرك تماما، على الرغم من أن الأشخاص المصابين بضيق التنفس قد يشعرون به حتى أثناء الراحة أو الاستلقاء.
إذا كنت تعاني من ضيق التنفس، أرح عضلاتك، ولا تخف،و ابحث عن السبب , فقد تكون لديك مشكلة في الممرات الهوائية المؤدية إلى الرئتين، بما في ذلك انسداد الممرات الهوائية في الأنف أو الفم أو الحلق، ويمكن أن تكون قد اختنقت بسبب شيء عالق في الشعب الهوائية، أما إذا استمرت الحالة بالتفاقم، عليك الذهاب إلى الطوارئ فورًا.

تجنب أسباب مشاكل التنفس من خلال اتباع ما يلي:

– توقف عن التدخين، لتخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة والسرطان .
– تجنب التعرض للملوثات قدر الإمكان، وتجنب المواد المسببة للحساسية والسموم البيئية.
– فقدان الوزن إذا كنت ممن يعانون من زيادة الوزن أو على الأقل لا تكسب وزنًا إضافيًا.
– اعتنِ بنفسك، لا سيما إذا كان لديك مرض معين، واحصل على العلاج المناسب.
– ناقش مع طبيبك ما يجب القيام به إذا أصبحت أعراضك أسوأ.
– أخذ موضوع الارتفاع بعين الاعتبار، وتجنب بذل الجهد على ارتفاعات أعلى من 5000 قدم (1524 متر).
– إذا كنت تعتمد على الأكسجين التكميلي، تحقق بانتظام من عمل المعدات الخاصة بك بشكل صحيح .

تُعزى معظم حالات ضيق التنفس إلى الأمراض القلبية والرئوية المزمنة مثل الربو وأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والظروف النفسية التي تسبب القلق ونوبات الذعر، كما أن فقدان اللياقة البدنية بسبب السمنة وكثرة الجلوس هو أيضا سبب شائع لضيق التنفس عند القيام بأي مجهود خفيف , إن مشاكل التنفس المرتبطة بالربو هي السبب الأكثر شيوعًا لمراجعة الناس للطوارئ، ويظهر ضيق التنفس على الشخص المُصاب بالربو من خلال اللهاث،و الشعور بشد في الصدر، والسعال الجاف وغير المنتج ( الذي لا يحتوي بلغم أو دم). والصفير , وهو شكل من أشكال صعوبة التنفس الذي يجعل نبرة الصوت عالية كلما تنفس المريض ويحدث معظم الأحيان عند الزفير.
 ويتم التعامل مع أعراض الربو من خلال أجهزة الاستنشاق، بما في ذلك الستيرويدات القشرية و موسعات الشعب الهوائية وقد يتطلب الربو الحاد استخدام الستيرويدات عن طريق الفم.

يمكن للالتهاب الرئوي، أن يسبب صعوبة في التنفس، وتتفاوت شدته تبعًا لبعض العوامل , مثل : نوع الجرثومة المسببة للعدوى، وعمر المريض , وصحته العامة .
يمكن أن تؤدي الجلطات الدموية في شرايين الرئتين (الانسداد الرئوي) أيضاً إلى ضيق التنفس، وآلام الصدر، والسعال المصحوب بالدم.

إذا كان الشخص مصابًا بأحد أمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي، أوقصور القلب، أو بعض أنواع عدم انتظام ضربات القلب، فإن صعوبة التنفس ستزداد سوءا أثناء ممارسة الرياضة أو القيام بعمل مجهد، مثل تسلق السلالم أو التلال.

هناك أسباب أخرى لضيق التنفس وهي كالتالي :

– السمنة : التي تسبب ضغطًا مفرطا على الرئتين.
– فقدان اللياقة البدنية : مما يعني أن الدم لا يستخرج الأكسجين بكفاءة وبالتالي يحدث التعب السريع.
– مشاكل في ضربات القلب : فمثلًا قد يؤدي عدم انتظام ضربات القلب (الرجفان الأذيني) إلى جعل القلب يعمل بكفاءة أقل من المعتاد، وبالتالي لا يتم ضخ الأكسجين في الجسم بشكل صحيح  وهذا يعني الحاجة إلى التنفس بسرعة أكبر للحصول على المزيد من الأوكسجين من الرئتين، مما يجعل الشخص يلهث.
– فقر دم.
– انخفاض ضغط الدم.
– فقدان الدم المفاجئ.
– مرض الرئة الخلالي.

يعتمد علاج صعوبة التنفس على السبب الكامن وراءها،  فقد يشمل العلاج : العلاج بالأكسجين والمضادات الحيوية وأدوية إدرار البول وأدوية القلب وضغط الدم، والعلاج بالاستنشاق لعلاج الصفير، وقد يتم تشجيع المريض بشدة  للتوقف عن التدخين إذا كان مدخنا، وفقدان الوزن إذا كان ممن يعانون من زيادة الوزن، كما يساعد استخدام جهاز الاستنشاق أيضًا حسب التعليمات الموصى بها على تخفيف حدة ضيق التنفس , إذا كان المريض ممن يعانون من الربو.

قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بالأمراض التي تسبب ضيق التنفس، وتشمل هذه الفحوصات استخدام جهاز مقياس نسبة الأكسجين في الدم “أوكسميتر”، لتحديد تشبع الأكسجين، والأشعة السينية للصدر أو الأشعة المقطعية لتصوير تلف الرئة، وفحوصات القلب والرئة المختلفة.

One thought on “صعوبة التنفس: أسبابها، وأعراضها، وكيفية التعايش معها.

Comments are closed.