الخوف من الأماكن المكشوفة هو اعتلال جسدي يجعل المريض يشعر بخوف شديد من أي مكان أو موقف قد يكون فيه الهروب صعباً، أو قد لا تكون المساعدة متاحة إذا حدثت مشكلة .
وكثيراً ما يخشى الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الأماكن المكشوفة من المواقف التي يتواجد فيها الكثير من الناس , وفي بعض الحالات يمكن أن يتطور الخوف إلى القلق الشديد أو الذعر والإحراج، لذلك فهم عادة لا يشعرون بالراحة أو الأمان في الأماكن العامة، ولا سيما الأماكن المزدحمة منها .
هذا الخوف قد يتسبب في نهاية المطاف بالعزلة الاجتماعية للشخص المصاب به , فهو يُفضل البقاء في المنزل، ومع عدد قليل من الناس في جميع الأوقات .
انتشار الخوف من الأماكن المكشوفة:
وفقا لدراسة عام 2005 في مجلة الطب النفسي جاما، 0.8 % من السكان البالغين في الولايات المتحدة جربوا الخوف من الأماكن المكشوفة في سن معينة، وتتطور الحالة، في المتوسط في سن 20، وفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية.
لكن الخوف من الأماكن المكشوفة لا يشكل مشكلة لدى البالغين فقط، إذ يمكن للأطفال أيضا أن يطوروا هذا الاعتلال الجسدي.
في الواقع، فإن 2.4 % من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 ربما يواجهون الخوف من الأماكن المكشوفة في مرحلة ما خلال هذه السنوات، وفقا لتقرير عام 2010 في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي والمراهقين النفسيين .
أسباب وعوامل الخطر:
كما هو الحال مع بعض اضطرابات القلق الأخرى، فإن الأسباب التي تدفع الناس لتطوير الخوف من الأماكن المكشوفة ما تزال غير واضحة , لكن هناك عوامل عديدة قد تجعل بعض الناس أكثر عرضة لتطوير الحالة، مثل :
– العامل الوراثي.
– بعض الاختلافات في مناطق الدماغ التي تنظم الخوف والقلق.
– الصدمة البدنية أو الجنسية خلال مرحلة الطفولة.
وكثيرا ما يرتبط الخوف من الأماكن المكشوفة باضطراب الهلع، وهو اعتلال جسدي يواجه فيه الشخص نوبات ذعر مكثفة ومفاجئة من الخوف أو الرُهاب وهي تحدث بالرغم من عدم وجود خطر فعلي.
الناس الذين يعانون من اضطراب الهلع غالبا ما يعيشون في خوف من وجود أمر مُرعب على وشك الحدوث، الأمر الذي يؤدي بهم لتجنب أماكن أو حالات معينة.
ويمكن أن يؤدي هذا التجنب في نهاية المطاف إلى الرُهاب من حالات معينة، مثل القيادة أو استخدام المصاعد.
قد يحاول بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع تجنب جميع الحالات التي يمكن أن تسبب نوبة ذعر، مما يؤدي بهم إلى الخوف من الأماكن المكشوفة , وفي الواقع، واحد من كل ثلاثة أشخاص يعانون من اضطراب الهلع يُطور الخوف من الأماكن المكشوفة، وفقا لرابطة الاكتئاب في أمريكا .
أعراض الخوف من الأماكن المكشوفة:
قد يظهر الشخص الذي يعاني من الخوف من الأماكن المكشوفة من بعض الأعراض مثل :
– أن يخشى من قضاء الوقت لوحده، ويخاف التواجد في الأماكن التي يكون الهروب منها صعباَ، ويخشى من فقدان السيطرة داخل الأماكن العامة.
– الانفصال أو الانعزال عن أشخاص آخرين .
– العجز.
– الشعور بأن جسمه أو بيئته ليست حقيقية.
– و من آثار الخوف من الأماكن المكشوفة , أنه قد يقود الناس إلى الاعتماد على الآخرين لأداء أعمالهم التي تتطلب مغادرة المنزل، بحيث يتسنى لهم البقاء في منازلهم لفترات طويلة من الوقت.
يمكن أن يسبب الخوف من الأماكن المكشوفة أيضا نوبات ذعر أو أعراض أخرى مرتبطة به, والتي قد تشمل :
– الغثيان أو مشكلات الجهاز الهضمي الأخرى، مثل الإسهال.
– ضربات قلب سريعة.
– ألم في الصدر أو عدم الراحة.
– دوخة أو دوار.
– مشاكل التنفس.
– التعرق والارتجاف.
– احمرار الوجه.
– الشعور بالاختناق.
– خدر أو إحساس بالوخز.
التشخيص والعلاج :
سيقوم الطبيب بإجراء تشخيص بناءَا على الأعراض الظاهرة على المريض، كما يمكنه إجراء فحص مادي أو إجراء فحوصات دم لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.
لتشخيص الخوف من الأماكن المكشوفة، يجب أن يكون الشخص قد مر بتجربة من الخوف الشديد في اثنين على الأقل من الحالات الخمس التالية:
– استخدام وسائل النقل العام.
– الجري في الأماكن المفتوحة، بما في ذلك مواقف السيارات والجسور والمراكز التجارية.
– الجري في المسارح والمساحات المغلقة الأخرى.
-الانتظار منفردَا أو الجري في الحشد.
-الجري خارج المنزل وحيدَا.
الخوف من الأماكن المكشوفة وغيرها من اضطرابات القلق تحتاج عموماً إلى العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي , وقد يشمل هذا العلاج :
– تعلم تقنيات إدارة الإجهاد.
– فهم ومراقبة الشخص لمشاعره تجاه المواقف المجهدة.
– فهم الشخص أن ما يخشاه من غير المرجح أن يتحقق.
– أن يصبح الشخص أقل حساسية للأماكن والحالات التي تسبب القلق له.
– قد يصف الطبيب أيضا الأدوية – وخاصة مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق – للمساعدة في علاج الخوف من الأماكن المكشوفة وأعراض الذعر , ومن أمثلة هذه الأدوية :
– كلونوبين (كلونازيبام).
– باكسيل (الباروكستين).
– بروزاك (فلوكستين).
– زاناكس (ألبرازولام).