بشرى سارة لمحبي الأكل الهندي، والكاري الأصفر بالتحديد، حيث أثبتت دراسة حديثة أن تناول الكركم ( وهو المكون الأساسي في الكاري الذي يعطيه اللون الأصفر الجميل ) يساعد في تحسين المزاج، كما يساعد في تحسين الذاكرة لدى الأشخاص المصابين بضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر .

وقد أظهر البحث الذي نشر في 19 / يناير من هذا العام (2018) في المجلة الأمريكية للطب النفسي للشيخوخة، أن مادة الكركمين وهي المركب الفعال الموجود في الكركم الذي يتم امتصاصه بسهولة في الجسم، ذات أثر جيد وملحوظ في تحسين أداء الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة غير المرتبط بالخرف، فضلا عن تأثير الكركمين المحتمل على اللويحات المجهرية والتشابكات العصبية في أدمغة الأشخاص المصابين  بمرض الزهايمر.

 ومن المعروف في الوسط العلمي أن الكركمين ذو خواص مضادة للالتهابات والأكسدة كما أكدت الكثير من الدراسات المخبرية السابقة, ويعتقد أن تناوله بكثرة في الهند هو المسبب الرئيسي المحتمل لعدم شيوع مرض الزهايمر لدى المسنين فيها .

ولا تزال الكيفية التي يعمل فيها الكركمين غير مؤكدة، ولكن آثاره الإيجابية قد ترجع إلى قدرته على الحد من إلتهابات الدماغ، التي ترتبط بمرض الزهايمر والاكتئاب الشديد .

وشملت الدراسة 40 شخصا من البالغين الذين يشكون من مشاكل متوسطة في الذاكرة، وتتراوح أعمارهم بين 50 و90 عاما، وتم تقسيم المشاركين عشوائيا إلى مجموعتين بحيث تم إعطاء المجموعة الأولى علاجا وهميا، وتم إعطاء المجموعة الثانية 90  ملغ من الكركمين، وتم تكرار هذه الجرعات لأفراد المجموعتين مرتين يوميا لمدة 18 شهرا.

خضع جميع المشاركين إلى اختبار معرفي موحد في بداية الدراسة لقياس قدراتهم، كما خضعوا جميعا لاختبارات موحدة كل ستة أشهر، وتم رصد مستويات الكركمين في الدم في بداية الدراسة وبعد 18 شهرا، وخضع ثلاثون من المتطوعين للتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني، أو المسح الضوئي، لتحديد مستويات بروتينات اميلويد وتاو في أدمغتهم , وهما بروتينان يسببان الزهايمر , وتم إجراء التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني في بداية الدراسة وبعد 18 شهرا.

وأظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا الكركمين ظهر عليهم تحسن كبير في قدرات الذاكرة وقدرتهم على الإنتباه والتركيز، أما في اختبارات الذاكرة، فقد أظهر الأشخاص الذين تناولوا الكركمين تحسنا بنسبة 28 في المئة على مدى 18 شهرا. كما أظهرت عمليات التصوير المقطعي بالإنبعاث البوزتروني إنخفاض نسب بروتينات اميلويد وتاو في اللوزة الدماغية والغدة الدماغية لديهم،  في حين أن الأشخاص الذين تلقوا العلاج الوهمي لم يحدث لديهم أي تحسن في أي من المجالات .

وتعتبر اللوزة الدماغية والغدة النخامية المراكز المسؤولة عن أغلب وظائف الذاكرة والمشاعر .

وقد عانى 4 أشخاص ممن تناولوا الكركم وشخصان ممن تناولوا العلاج الوهمي من بعض الآثار الجانبية مثل آلام البطن، والغثيان.

وخطط الباحثون لإجراء دراسة جديدة على عدد أكبر  من الناس. حيث ستشمل هذه الدراسة بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بشكل طفيف، حتى يتسنى للعلماء استكشاف ما إذا كان للكركمين أية آثار مضادة للاكتئاب كذلك . كما أن دراسة عينة كبيرة سوف يسمح للباحثين بتحليل ما إذا كانت الآثار الإيجابية للكركمين تختلف تبعا لبعض المتغيرات، كالإستعداد الجيني لدى الأشخاص للإصابة بالزهايمر، أو العمر، أو مدى استفحال المشاكل الإدراكية لدى المتطوعين المشاركين في الدراسة.

ومع ذلك تبقى نتائج الإختبار الحالي مؤشرا قويا على الفوائد المؤكدة للكركم، لذا ننصحك بإضافته إلى طعامك باستمرار، والإستمتاع بفوائده العديدة التي ستظهر لديك مع مرور الزمن .