مرض الكلاميديا هو واحد من أكثر الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي شيوعاً لدى المراهقين والشباب – وخاصة الشابات . وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للنساء، لأنه إذا لم يتم علاج مرض الكلاميديا، فإنه يمكن أن يؤدي إلى العقم, وتشكل بكتيريا الكلاميديا، المسبب الرئيسي لهذا المرض, إذ أنها يمكن أن تصيب المناطق التالية من الجسم:
– القضيب
– المهبل
– عنق الرحم
– الشرج
– الإحليل
– العينين
– الحلق
كثير من الناس لا يدركون أن لديهم مرض الكلاميديا, لأنهم لا يعانون من أعراض واضحة, ولهذا السبب غالبا ما تسمى هذه الحالة بالعدوى “الصامتة”, ولكن حتى عندما لا توجد أية أعراض للمرض لدى الشخص، فإنه يبقى ناقلاً للعدوى, مما يسبب إصابة الآخرين بهذا المرض, كما أن الإصابة بهذه البكتيريا تجعل الشخص عرضة بشكل أكبر للإصابة بالأمراض الأخرى المنقولة جنسيا .
كيف تنتقل العدوى بمرض الكلاميديا ؟
تنتشر بكتيريا الكلاميديا من خلال الممارسات الجنسية المختلفة, والتي تتم دون استخدام وسائل الوقاية كالمطاعيم, والواقي الذكري, إذا كان أحد طرفي العلاقة مصاباً بهذا المرض .
ينتقل هذا المرض من شخص لآخر بمجرد ملامسة المناطق المصابة, حتى أنه قد ينتقل في جسم الشخص نفسه من منطقة لأخرى عن طريق اللمس, فقد ينتقل مثلاً إلى العينين إذا لمس الشخص المكان المصاب من جسمه بيديه, ثم قام بفرك عينيه, إلا أن هذه البكتيريا ليس لها علاقة مباشرة بسوائل الجسم المختلفة, ولذلك لا يمكن أن تنتقل البكتيريا عن طريق التقبيل, أو تناول الطعام مع الشخص المصاب, أو تبادل أواني الأكل, أو الجلوس على مقعد المرحاض, إذ أن هذه البكتيريا لا تستطيع أن تعيش خارج الجسم لوقت طويل .
من أنواع العدوى الخطرة في هذا المرض, انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة الطبيعية, لذلك فإن إجراء فحص هذا المرض للمرأة الحامل مهم جداً لحماية الطفل .
-مخاطر مرض الكلاميديا على الرجال :
إذا لم تتم معالجة مرض الكلاميديا في أسرع وقت, فإنه سيتسبب بالكثير من المضاعفات الخطرة, فمثلاً يمكن لمرض الكلاديميا في كل من الرجال والنساء أن يزيد فرص الإصابة بالإيدز ونقل العدوى به للشخص الآخر, كما أن بكتيريا الكلاميديا قد تنتشر لدى الرجال إذا تركت دون علاج لتصل إلى الخصيتين والبربخ (الأنبوب الذي ينقل الحيوانات المنوية)
مما يسبب حالة مرضية تسمى بالتهاب البربخ, كما أن نسبة قليلة من الرجال كذلك قد يصابون بـالتهاب المفاصل التفاعلي, والذي يسبب الإلتهابات في المفاصل, والعينين, والمجاري البولية
-مرض الكلاميديا, والخصوبة لدى النساء :
إذا لم تتم معالجة مرض الكلاميديا لدى النساء, فإنه قد ينتقل إلى الرحم, وقناتي فالوب, ويتسبب بالإصابة بمرض التهاب الحوض, ومن مضاعفات هذا المرض :
– الأضرار الدائمة لقنوات فالوب والرحم والأنسجة المحيطة به .
– ألم الحوض المزمن
– العقم
– الحمل خارج الرحم, وهو نوع خطر من الحمل, يمكن أن يكون قاتلاً للأم .
كما أن المرأة الحامل المصابة بمرض الكلادميديا أكثر عرضة للولادة المبكرة, أو ولادة الطفل بوزن منخفض جداً .
أعراض المرض :
كما ذكرنا سابقاً, فإن الكثير من المصابين بهذا المرض لا يشعرون بأية أعراض, مما يدفعنا إلى وصفه بالعدوى الصامتة, ولكن البعض قد يشعرون بالأعراض الخاصة به, ولكن, وحتى لو ظهرت الأعراض, فلن يشعر الشخص بها إلا بعد عدة أسابيع من إصابته بالمرض, وقد تشمل أعراض الكلاميديا لدى النساء ما يلي :
– تغير رائحة الإفرازات المهبلية
– النزيف المهبلي
– النزيف بين فترات الطمث
– حرقان عند التبول
– وجود صديد في البول
– الحاجة إلى التبول بشكل متكرر
– ترقق عنق الرحم والرحم
– الألم أثناء الجماع
– آلام في الحوض, وأسفل المعدة .
– الغثيان
– الحمى
– ( إذا كانت العينان مصابتين بالبكتيريا ) احمرار العينين، والشعور بالأم فيهما، وإفراز مادة مخاطية بيضاء أو صفراء اللون
– ( إذا كان الفم والحلق مصابين بالبكتيريا ) التهاب الحلق .
– ( إذا كان المستقيم أو الشرج مصابين بالبكتيريا ) ألم مرافق لحركات الأمعاء, ونزيف المستقيم, وخروج الإفرازات المخاطية .
أما أعراض هذا المرض بالنسبة للرجال فتشمل ما يلي :
– خروج إفرازات مخاطية من القضيب
– حرقان عند التبول
– الشعور بحرق، وتورم، واحمرار, وحكة بالقرب من مجرى البول
– ترقق الخصيتين, والشعور بالألم، والتورم فيهما .
– ( إذا كانت العينان مصابتين بالبكتيريا ) احمرار العينين، والشعور بالأم فيهما، وإفراز مادة مخاطية بيضاء أو صفراء اللون
– ( إذا كان الفم والحلق مصابين بالبكتيريا ) التهاب الحلق .
– ( إذا كان المستقيم أو الشرج مصابين بالبكتيريا ) ألم مرافق لحركات الأمعاء, ونزيف المستقيم, وخروج الإفرازات المخاطية .
إذا شعرت بأي من أعراض مرض الكلاديميا, يجب أن تجري الفحص للتأكد من وضعك الصحي, والحصول على العلاج المناسب في حال ثبوت إصابتك بالمرض .
و عادة يتم الإختبار على عينة بول للرجال, ومسحة مهبلية للنساء, ولا تستغرق نتائج هذا الفحص وقتاً طويلاً, بل تظهر بسرعة, ولكن, للتحقق من وجود عدوى في المستقيم أو الحلق، قد يقوم الطبيب بعمل زراعة – حيث يتم الاحتفاظ بعينات الأنسجة أو السوائل في ظل ظروف تسمح للبكتيريا لتنمو ويتم التعرف عليها, وهذا الفحص يستغرق هذا وقتا أطول للحصول على النتائج.
العلاج :
لحسن الحظ, فإن الكلاميديا مرض قابل للعلاج, حيث تتم معالجته عن طريق المضادات الحيوية, ويحتاج المصاب إلى أسبوع للتعافي منه, والتخلص منه نهائياً, وخلال هذا الأسبوع يجب على الشخص الإمتناع عن أية ممارسات جنسية, سواء أكانت حالته تستدعي العلاج بجرعة الدواء التي تعطى لمرة واحدة, أو جرعات الدواء المتكررة لمدة أسبوع .
كما أن العلاج لا يعطي مناعة للشخص ضد أية عدوى جديدة, بل إنه من الشائع أن يصاب الشخص بالعدوى من جديد بمجرد أنه أصيب بها للمرة الأولى ما دام المسبب موجوداً, لذلك ينصح الأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة لطرفي العلاقة, وعلاجهما في وقت واحد, وإجراء الفحص مرة أخرى بعد الانتهاء من أخذ الدواء للتأكد من الشفاء التام من هذا المرض .
إذا كنت حاملا أو مرضعة، تأكدي من إخبار طبيبك, حتى يتمكن من تحديد ما إذا كانت المضادات الحيوية آمنة لك ولطفلك. كما أن الرجال والنساء الذين يعانون من مضاعفات الكلاميديا، مثل التهاب البربخ (في الرجال) وأمراض التهاب الحوض (في النساء) سوف يحتاجون أيضا إلى العلاج بالمضادات الحيوية لهذه الالتهابات, كما أن العلاج الفوري يمكن أن يمنع المزيد من الأضرار التي لحقت بالأعضاء التناسلية، ولكنه لا يمكن أن يعالج الجروح والندبات التي حدثت بالفعل.