هل تعلم أن جسمك في الواقع يصبح أفضل مع التقدم في السن في بعض النواحي!
 في الحقيقة، لقد اكتشف الأطباء والباحثون أن عملية الشيخوخة الطبيعية لها فوائد صحية يمكن الاعتماد عليها، ابتداءًا من تقلص حساسية الأسنان إلى القدرة على تقوية القلب، هذه التغييرات ليست مُفاجئة ولا تتراجع مع الوقت، ويمكن للتحسينات الفسيولوجية الصغيرة أن تُحدِث فرقًا عندما يتعلق الأمر بالاستمتاع بالحياة أكثر.

في ما يلي ستة تغيرات حقيقية يمكنك أن تتطلع إليها مع تقدمك في السن:

-انخفاض حساسية الأسنان:إذا كنت تعاني من حساسية الأسنان التي تسبب لك الألم، فإن هذه المعاناة ستقل مع تقدمك في السن .

يتكون السن من أربع أنسجة رئيسية هي: المينا والعاج واللب والملاط، وتعتبر المينا الجزء السطحي من السن الذي نراه دائما عندما نراقب أشخاصا يتكلمون أو يبتسمون، ويلعب العاج دورًا مهمًا في دعم وحماية المينا حيث يقع تحت المينا، وعندما يتقدم الإنسان بالعمر، يتم إنتاج المزيد من العاج من خلال السطح الموجود بين المينا والأعصاب، مما يؤدي إلى عزل إضافي للسن وتقليص الاستجابة للألم، هذا الأمر يجعل عمل طبيب الأسنان سهلًا وأقل تسببًا بالألم للمريض، يقول كلير كولينز، الأستاذ المساعد لطب الأسنان في كلية كولورادو- دنفر لطب الأسنان: “يشعر العديد من كبار السن بألم أقل من المرضى الأصغر سنًا، إلى درجة أنهم قد لا يحتاجون إلى التخدير لإجراءات طب الأسنان البسيطة”.

نصيحة صحية : لتعزيز راحة وصحة أسنانك، كن دقيقًا باستخدام الفرشاة وخيط تنظيف الأسنان بانتظام، يقول كولينز : ” يمكن أن تتسبب بقايا جزيئات الطعام بتحلل مينا الأسنان، الأمر الذي سيؤدي إلى تكشف العاج والأعصاب، ويزيد من الحساسية والألم”. إذن ابقَ على رأس نظام الأسنان اليومي لتساعد في منع تدهور أسنانك.

-حساسية معتدلة: هل عانيت من الحساسية طول حياتك؟ سوف تكون هذه الحساسية أقل إزعاجًا كلما تقدمت بالسن . يقول مايكل ويلش، المدير المساعد لمجموعة الحساسية والربو الطبية في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو : ” يتفاعل الجسم بعد سن الـ 50 بشكل أقل شدة مع حمى القش والأنواع الأخرى من الحساسية الموسمية، ربما لأن أجسام كبار السن تنتج كميات قليلة من الأجسام المضادة للحساسية “، كما ستتضائل معظم أنواع الحساسية الغذائية، وقد لا تختفي الحساسيات الشديدة لمكسرات الشجر والفول السوداني. يقول ويلش: تميل هذه الحساسية الغذائية إلى أن تستمر مدى الحياة لأسباب غير معروفة.

نصيحة صحية : قد تجد نفسك قادرًا على البقاء دون مضادات الهيستامين وأدوية الحساسية الأخرى خلال مواسم الحساسية، ولكن تحدث مع الطبيب قبل التوقف عن تناول الأدوية، لا سيما إذا كنت مصابًا بالربو، لأن الحساسية تُحفز نوبات الربو.

-انخفاض معدلات الإصابة بـنزلات البرد والفيروسات الأخرى: ستكون أقل عرضة للإصابة بالمرض بسبب نزلات البرد وغيرها من العدوى الفيروسية الطفيفة بعد منتصف العمر، وذلك لأن كل مرة كان يتعرض جسمك فيها للفيروسات، كان يطور أجسام مضادة تجعلك في مأمن من هذا الفيروس في المستقبل، وهذا يعني أنك كلما تقدمت في السن ستكون مُحصنًا ضد عدد أكبر من الفيروسات، ولكن ليس جميعها , لأن هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات المختلفة التي تسبب نزلات البرد.

يقول جاك غولتني، الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية في كلية فرجينيا في جامعة فيرجينيا: ” بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى الستينيات أو السبعينات من العمر، ستكون قد شكلت مناعة لكثير من فيروسات البرد الشائعة “. ولكن لسوء الحظ، لا تنطبق هذه الحصانة المتزايدة على فيروس الانفلونزا، لأن هذه الجرثومة تتغير كل عام.

نصيحة صحية : احصل على لقاح الانفلونزا، واغتسل كثيرًا واغسل يديك لمنع الانفلونزا والبرد، ولتتمكن من تعزيز نظام المناعة لديك احصل على مقدار كافٍ من النوم، وتناول الكثير من الفواكه والخضار .

-انخفاض مشاكل البشرة: قل وداعًا لمشاكل البشرة الدهنية، بسبب تباطؤ إفرازات الجلد الدهنية بعد سن الـ50 في كل من الرجال والنساء، كما سيقل عدد مرات الحلاقة اللازمة، وستتوقف عن استخدام مزيل العرق، يقول كونين: ” يتباطأ نمو شعر الوجه والجسم، وتختفي الغدد العرقية بسبب التغيرات الهرمونية في السنوات الأخيرة “.

نصيحة صحية: على الرغم من أنك سترتاح من رائحة العرق، إلا أن انخفاض التعرق يعني أنك في خطر كبير لارتفاع درجة الحرارة وضربات الشمس، لذلك تأكد من شرب الكثير من الماء خلال الطقس الحار، كما يوصي الدكتور كونين بوضع لوشن أو كريم مرطب على الجسم بعد الاستحمام لأن مياه الصنبور يمكن أن تسبب الجفاف للجلد.

-تدريب الدماغ: تُشحذ بعض وظائف الذاكرة مثل المفردات والذاكرة طويلة الأمد من خلال إبقاء العقل نشيطُا، يقول غاري سمال مؤلف كتاب “ذا ميموري بيبل”، ومدير مركز جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس للشيخوخة : “يمكن تدريب الذاكرة تماما مثل العضلات”، وأضاف:”إذا قمت بالاستفادة القصوى من الذاكرة واستخدمتها بانتظام، سيتحسن الجزء من الدماغ الذي يحتوي الذاكرة مع تقدمك بالسن “، كما أثبتت الدراسات أنه يمكن شحذ مهارات الذاكرة مع التقدم في السن.

نصيحة صحية: لشحذ ذاكرتك وجعلها أكثر حدة، قم بأنشطة تحدي العقل.”حاول أن تحل لغز الكلمات المتقاطعة كل يوم للمساعدة في بناء المفردات والحفاظ على الذاكرة، كما أن تعلم لغة جديدة يمكن أن يساعد أيضًا، وقد وجدت دراسة بريطانية عام 2008 أن تناول التوت يمكن أن يعزز الذاكرة والتعلم، ووفقا لدراسة نشرت في مجلة مرض الزهايمر فإن شرب عصير التفاح قد يحسن الذاكرة عن طريق منع تراجع ناقل عصبي هام.

-تقوية القلب: إن ما يثير الدهشة حقًا، هو أن القلب لا يهرم لدى الجميع بل يمكن تقويته طالما أبقيت مستويات الكوليسترول وضغط الدم تحت السيطرة، تقول الدكتورة نيكا غولدبرغ  المتحدثة باسم جمعية القلب الأمريكية والمدير الطبي لبرنامج القلب النسائي لجامعة نيويورك: “على الرغم من حدوث تضيق في الشرايين مع التقدم بالسن، إلا أن قدرة ضخ القلب تبقى قوية طوال الحياة في الأشخاص الأصحاء”.

تلعب الجينات دورًا في الطريقة التي يهرم بها القلب، ولكن كلما كان نمط الحياة صحيًا ساهم ذلك بإبقاء القلب قويًا بشكل جيد في الثمانينيات والتسعينيات من العمر، تقول غولدبرغ : “ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي وعدم التدخين أكثر أهمية من علم الوراثة في الحفاظ على صحة القلب بعد سن الستين”.

نصيحة صحية: صحة الشريان أمر بالغ الأهمية لمنع الإصابة بـأزمة قلبية، حيث أن فحص ضغط الدم والكوليسترول سنويًا، وتناول نظام غذائي منخفض الدهون، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد على وقاية الشرايين من الحالات الناتجة عن التقدم بالسن.