تختلف متطلبات الأطفال الصغار  و احتياجاتهم  بحكم طبيعتهم المتغيرة،  حيث تتغير حالتهم المزاجية والجسدية بين لحظة وأخرى دون أن تسير وفق نمط معين، لذلك يصعب التنبؤ بعدد المرات التي يجب أن يذهب فيها الأطفال الصغار إلى الحمام، فبعض الأطفال الصغار يذهبون إلى الحمام مرة كل يوم، بينما قد يمر على البعض يومان أو ثلاثة أو حتى أكثر، دون حدوث أي حركات للأمعاء لديهم، وبالتالي فلا يوجد أي اخراج لديهم فيما عدى التبول.

و قد يجعل أمر كهذا الآباء و الأمهات يشعرون بالقلق من إصابة أطفالهم بالإمساك، ولكن الإمساك في الأطفال الصغار لا يشير عادة إلى أي مرض خطير، و في معظم الأحيان يكون المسبب أمراً بسيطا من السهل حله و التعامل معه، مثل الحاجة إلى تعديل النظام الغذائي، أو تجاهل الطفل للحاجة للذهاب إلى الحمام لانشغاله باللعب أو عدم رغبته بذلك.

إذن، كيف تعرف إذا كان الإخراج القليل طبيعياً لدى طفلك، أم أنه يعاني من مشكلة ما؟ تابع معنا لتعرف متى يشكل الإمساك مشكلة لدى الأطفال الصغار، و كيفية التعامل معه.

هل طفلي مصاب بالإمساك؟
معظم الأ​طفال الصغار تتحرك أمعاؤهم  مرة واحدة في اليوم، وعادة يعتبر الطفل مصاباً بالإمساك إذا قل عدد مرات حركة الأمعاء لديه عن ثلاثة مرات في الأسبوع ، أو أصبح أقل من عدد المرات المعتاد لديه, وترافقت هذه الحالة مع صعوبة الإخراج، و قد حددت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعض الأعراض المميزة لإصابة الطفل بالإمساك، كأن يكون إخراجه عبارة عن كتل كبيرة وجافة، بحيث تكون حركة الأمعاء مؤلمة له، وقد يعاني من صعوبة الإخراج، و قد يخرج الدم مع البراز .

لا تعتبر نوبات الإمساك التي تصيب الأطفال بين الحين و الآخر أمراً مقلقاً، ولكن إذا استمر الإمساك لدى الطفل لمدة أسبوعين أو أكثر، فعندها تسمى هذه الحالة بالإمساك المزمن، و هي حالة تستوجب أن يعرض الطفل على الطبيب في أسرع وقت.

قد يطلب منك طبيبك تتبع حركات الأمعاء لدى طفلك، من حيث عدد مرات حدوثها، وحجم الكتل الموجودة فيها, وصعوبة إخراجها، كما يطلب منك أن تراقب ما إذا كان هناك أي دم في البراز، وقد يطلب منك البحث عن بعض الأعراض الأخرى التي يمكن أن تتزامن مع  الإمساك مثل:
– ألم المعدة
– الانتفاخ و الغازات
– الغثيان
– فقدان الشهية
– الهدوء ، و الضعف العام
– البكاء أو الصراخ أثناء حركة الأمعاء
– تجنب الذهاب إلى المرحاض, و قد يقوم طفلك ببعض الحركات التي تعبر عن الألم المصاحب للإخراج، مثل تثبیت الأرداف أو تشبيك الساقین أو احمرار الوجه أو التعرق أو البكاء .

مسببات الإمساك لدى الأطفال الصغار :
تختلف مسببات الإمساك لدى الأطفال الصغار، و تتراوح هذه المسببات بين أسباب بسيطة كالنظام الغذائي الغير مناسب، و بعض الأسباب الأكثر خطورة مثل بعض المشاكل الخلقية، و فيما يلي سنذكر لكم بعض العوامل التي تسبب الإمساك :

– النظام الغذائي.
 إن سبب الكثير من حالات الإمساك لدى الأطفال الصغار هو النظام الغذائي الجاف أو المعتمد بشكل رئيسي على الأطعمة المصنعة والحلويات، و الذي يفتقر إلى الألياف بشكل كبير (مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات)، إضافة إلى عدم حصول الطفل على كمية كافية من السوائل.
 كما أن أي تغيير في النظام الغذائي – مثل الفترة التي يتم تحول الطفل فيها من الاعتماد على حليب الأم إلى تناول الأطعمة الجديدة, يمكن أن يؤثر أيضا على اخراج الطفل ، و يسبب له الإمساك .

– حبس الإخراج:
إن الأطفال في هذا العمر ، يظهرون اهتماما كبيرا باللعب ، لدرجة قد تمنعهم من الذهاب الى الحمام كما أن بعض الأطفال يشعرون بالحرج أو يخافون من استخدام المرحاض، خاصة عندما يضطرون إلى استخدام مرحاض عام، و قد يلجأ الأطفال الصغار المتمردون و الذين لا يرغبون بتعلم استخدام المرحاض إلى عدم الذهاب إلى الحمام كطريقة للتعبير عن  رفضهم لأوامر الوالدين .

– الخوف من الشعور بالألم:
الأطفال الصغار الذين أصيبوا بحركات الأمعاء المؤلمة في وقت ما،  يتجنبون أحيانا استخدام الحمام خوفا من الشعور بالألم مرة أخرى، ومع تكرار عدم استخدام الحمام, يبدأ البراز بالتراكم في الجزء السفلي من الأمعاء، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الإمساك المؤلمة لديهم من جديد .

– عيوب خلقية:
 في حالات نادرة، يعاني الأطفال من مشكلة خلقية في الأمعاء، أو فتحة الشرج، أو المستقيم، و يمكن أن تكون هذه المشكلة هي المسبب الرئيسي للإمساك لديهم. كما أن الشلل الدماغي وغيرها من اضطرابات الجهاز العصبي يمكن أن تؤثر أيضا على قدرة الطفل على الإخراج، و تسبب له الإصابة بالإمساك.

علاجات الإمساك لدى الأطفال:
عندما يصاب طفلك الصغير بالإمساك ، يمكنك تجربة واحدة من العلاجات التالية :

– تعديل النظام الغذائي :
 لتسهيل عملية الإخراج، تجب زيادة كمية السوائل والألياف التي يحصل عليها طفلك كل يوم. وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف الفواكه وعصائر الفاكهة التي تحتوي على السوربيتول (كالخوخ والمانجو والكمثرى) والخضراوات مثل البروكلي والبازلاء والفاصوليا والخبز والحبوب الكاملة. كما يجب الحد من تناول الأطعمة التي يمكن أن تزيد الإمساك، مثل الأطعمة الدهنية التي تحتوي نسبا منخفضة من الألياف.

– الحركة و ممارسة الرياضة:
تأكد من أن طفلك يحصل على وقت كاف من اللعب خارج المنزل يوميا، لمدة تتراوح بين ٣٠ دقيقة – ٦٠ دقيقة لأن حركة جسمه ستنشط حركة أمعائه.

– محاولة انشاء عادات جديدة لضبط الإخراج:
 شجع طفلك على استخدام الحمام في أوقات منتظمة خلال النهار، وخاصة بعد وجبات الطعام وكلما شعر بالرغبة في الذهاب إلى المرحاض، دع طفلك يجلس لمدة 10 دقائق على الأقل في كل مرة، وضع كرسيا صغيرا تحت أقدامه إذا كان يجلس على مرحاض الكبار، حيث أن رفع رجليه سيساعده على الضغط على أمعائه و يسهل عملية دفع الفضلات إلى الخارج، كافيء طفلك كلما استخدم المرحاض بشكل صحيح، و خصص وقت استخدامه للمرحاض للقيام بنشاط مسل كالغناء، أو سرد القصص حتى يرتبط استخدام المرحاض لديه بتجربة إيجابية.

– الأدوية:
 قد يصف الطبيب دواء لعلاج الإمساك لدى طفلك، وقد تحتاج أيضا إلى تغيير بعض الأدوية التي يتناولها طفلك لأمراض أخرى، إذا كانت هذه الأدوية تسبب الإمساك عأحد أعراضها الجانبية.