حث النبي صلى الله عليه وسلم منذ 1400 سنة على استخدام زيت الزيتون في شتى مناحي الحياة، فقد روى الترمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة”.

 ومع تقدم العلم، تمكن العلماء من إثبات العديد من الفوائد الصحية لزيت الزيتون، ومنها:

أولًا: زيت الزيتون غني بالدهون غير المشبعة الصحية للجسم.
حوالي 24% من زيت الزيتون هو دهون مشبعة وأحماض دهنية من نوع
أوميغا 6 وأوميغا 3، ولكن الحمض السائد في زيت الزيتون هو حمض الأوليك وهو حمض أحادي غير مشبع وصحي للجسم، حيث يشكل ما نسبته 73% من زيت الزيتون، ويُعتقد أن حمض الأوليك يساعد في الحد من الالتهاب، ويمكن أن يكون له آثار مفيدة على الجينات المرتبطة بالسرطان.

تُعتبر الدهون غير المشبعة في زيت الزيتون البكر(الذي يتم استعماله بعد أول عملية عصر مباشرة)  أيضا مقاومة تماماً للحرارة العالية، مما يجعلها خيارًا صحيًا للطهي.

الخُلاصة: زيت الزيتون غني بحمض الأوليك غير المشبع، ويُعتقد أن لدى هذا الحمض الدهني العديد من الآثار المفيدة، وهو خيار صحي للطهي.

ثانيًا: يحتوي زيت الزيتون على نسبة عالية من مضادات الأكسدة.
يحتوي زيت الزيتون البكر على كميات متوسطة من الفيتامينات
E وk، والأهم من ذلك أنه محمل أيضًا بمضادات الأكسدة القوية، التي تعتبر نشطة بيولوجيًا ويمكن أن تساعد في مكافحة الأمراض الخطيرة.

وهذا يشمل مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهاب وتساعد على منع تأكسد الكوليسترول في الدم وبالتالي منع الخطوات الأولى لأمراض القلب.

الخُلاصة: يعتبر زيت الزيتون البكر مادة غذائية مُحملة  بمضادات الأكسدة التي يمتلك بعضها آثارًا بيولوجية قوية.

ثالثًا: لدى زيت الزيتون خصائص قوية مُضادة للالتهابات.
يُعتقد أن الالتهاب المزمن هو من بين العوامل الرئيسية المسببة للكثير من الأمراض، وهذا يشمل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسكري، والزهايمر، والتهاب المفاصل وحتى السمنة، و يعمل زيت الزيتون على التقليل من الالتهابات، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لفوائده الصحية.

يتم معادلة التأثيرات الرئيسية المضادة للالتهابات بواسطة مضادات الأكسدة، ومن أهمها “أوليوكانثال”، الذي ثبت أنه يعمل على نحو مماثل للإيبوبروفين، وهو عقار مضاد للالتهابات، ويقدر بعض العلماء أن أوليوكانثال الموجود في 50 مل (3.4 ملاعق كبيرة) من زيت الزيتون البكر، له فعالية مماثلة لـ 10٪ من جرعة الكبار من الايبوبروفين، وقد أظهرت إحدى الدراسات أن مضادات الأكسدة في زيت الزيتون تثبط عمل بعض الجينات والبروتينات المسؤولة عن الالتهابات.

الخُلاصة: يحتوي زيت الزيتون على المواد الغذائية التي تستطيع محاربة الالتهاب، ومن هذه المواد حمض الأوليك وأوليوكانثال الذان يعتبران مادتين مضادتين للأكسدة.

رابعًا : قد يساعد زيت الزيتون على منع السكتات الدماغية.
تحدث السكتة الدماغية بسبب اضطراب في تدفق الدم إلى الدماغ، إما بسبب جلطة دموية أو نزيف، وتعتبر السكتة الدماغية ثاني أكبر أسباب الوفاة شيوعًا بعد أمراض القلب مباشرة في الدول المتقدمة، وقد وجدت دراسة كبيرة قامت بمراجعة أكثر من 841 موضوع، أن
زيت الزيتون هو المصدر الوحيد للدهون الأحادية غير المشبعة المرتبطة بالتقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.
وتدعم هذه النتائج مراجعة كبيرة لدراسة أجريت على 140000 مشارك، حيث وجد الباحثون أن أولئك الذين يستهلكون زيت الزيتون هم أقل عرضة لخطر السكتة الدماغية.

الخُلاصة: هناك العديد من الدراسات الكبيرة التي تبين أن الأشخاص الذين يستهلكون زيت الزيتون هم أقل تعرضًا لخطر تطوير السكتة الدماغية، ثاني أكبر قاتل في البلدان المتقدمة.

خامسًا: زيت الزيتون هو مادة واقية من أمراض القلب.
تعتبر أمراض القلب من أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة حول العالم، وقد أظهرت الدراسات الرصدية التي أجريت قبل بضعة عقود أن أمراض القلب تندر بشكل ملحوظ في دول حوض البحر الأبيض المتوسط،
مما دفع الباحثين إلى إجراء بحوث مستفيضة بشأن النظام الغذائي في هذه المنطقة، و أـشارت النتائج التي توصلت إليها البحوث إلى أن زيت الزيتون البكر هو أحد السمات الرئيسية للنظام الغذائي لسكان هذه المنطقة، مما لفت انتباه الباحثين إلى فوائده العديدة خصوصاً في محاربة أمراض القلب.

 وقد ثبت أن زيت الزيتون يحمي من أمراض القلب عن طريق العديد من الآليات، فهو يقلل الالتهابات، ويمنع تأكسد كوليسترول LDL ، ويحسن وظيفة بطانة الأوعية الدموية، ويساعد على منع تخثر الدم، ومن المثير للاهتمام أنه أُثبت قدرته على خفض ضغط الدم، الذي يعتبر ارتفاعه واحداً من أقوى عوامل الخطر في أمراض القلب والذي يتسبب بالوفاة المبكرة.
إذا كان لديك مرض في القلب، أو تاريخ عائلي من أمراض القلب، أو أي عامل خطر رئيسي آخر، قد ترغب بإدخال زيت الزيتون البكر في نظامك الغذائي.

الخلاصة:لزيت الزيتون العديد من الفوائد لصحة القلب، فهو يقلل من ضغط الدم، ويمنع تأكسد جسيمات LDL ، وله آثار مفيدة في التقليل من العديد من عوامل الخطر الأخرى.

سادسًا: لا يسبب زيت الزيتون اكتساب الوزن أو السمنة.
ربطت العديد من الدراسات بين الأنماط الغذائية الغنية بزيت الزيتون و أثرها على وزن الجسم، ففي دراسة استمرت سنتين ونصف على أكثر من 7000 طالب جامعي إسباني، لم يكن استهلاك الكثير من زيت الزيتون مرتبطًا بزيادة الوزن، وبعبارات أخرى، لا يرتبط ارتفاع كمية زيت الزيتون مع زيادة الوزن أو السمنة في الدراسات الرصدية،
فقد وجدت دراسة استغرقت ثلاث سنوات على 187 مشاركًا، أن اتباع نظام غذائي غني بزيت الزيتون قد زاد مستويات مضادات الأكسدة في الدم وتسبب في فقدان الوزن.

الخلاصة: لا يبدو أن استهلاك كميات كبيرة من زيت الزيتون يزيد من احتمال زيادة الوزن، بل قد يكون مفيدًا لفقدان الوزن.

سابعًا: قد يساعد زيت الزيتون في مكافحة مرض الزهايمر.
إن مرض الزهايمر هو المرض العصبي الأكثر شيوعا في العالم، وإحدى سماته الرئيسية هي تراكم مادة تسمى لويحات “بيتا اميلويد” داخل خلايا الدماغ، فقد أظهرت إحدى الدراسات على الفئران أن هناك مادة في زيت الزيتون يمكن أن تساعد في إزالة هذه اللويحات من خلايا الدماغ، وأظهرت دراسة أخرى، وهذه المرة في البشر، أن اتباع نظام غذائي غني بزيت الزيتون له آثار مفيدة على وظائف الدماغ.

الخلاصة: تشير بعض الدراسات إلى أن زيت الزيتون يمكن أن يساعد في مكافحة مرض الزهايمر، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتأكيد هذا.

ثامنًا: قد يقلل زيت الزيتون من خطر داء السكري من النوع الثاني.
ربطت العديد من الدراسات زيت الزيتون بتخفيض نسبة السكر في الدم وزيادة حساسية خلايا الجسم للأنسولين، وقد أثبتت تجربة سريرية عشوائية شملت 418 مشاركًا غير مصابين بالسكري، وجود آثار وقائية لزيت الزيتون، ففي هذه الدراسة خفض النظام الغذائي المشتمل على زيت الزيتون خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بأكثر من 40%.

الخلاصة: تشير كل من الدراسات الرصدية والتجارب السريرية إلى أن استهلاك زيت الزيتون، يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2.

تاسعًا: لدى مضادات الأكسدة الموجودة في زيت الزيتون خصائص مضادة للسرطان.
يعتبر ا
لسرطان واحداً من أكثر الأسباب شيوعاً للوفاة في العالم، إلا أن الإحصائيات أثبتت أن سكان دول البحر الأبيض المتوسط معرضون لخطر الإصابة ببعض أنواع السرطان بشكل أقل من غيرهم، ويعتقد العديد من الباحثين أن لزيت الزيتون علاقة بهذا الأمر.

يمكن للمواد المضادة للأكسدة في زيت الزيتون أن تقلل من ضرر الأكسدة بسبب الجذور الحرة، التي يُعتقد أنها واحدة من العوامل الرئيسية للسرطان، وقد أظهرت العديد من الدراسات المخبرية أن المركبات الموجودة في زيت الزيتون يمكن أن تساعد على مكافحة الخلايا السرطانية.

الخلاصة: هناك أدلة أولية على أن زيت الزيتون قد يساعد على الوقاية من السرطان، ولكن هذا يحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات.

عاشرًا: يساعد زيت الزيتون على علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
إن إحدى السمات الرئيسية لالتهاب المفاصل الروماتويدي هو تشوه المفاصل وتسببها بالألم، وبالرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لهذا المرض، إلا أنه ينطوي على مهاجمة النظام المناعي للجسم للخلايا الطبيعية عن طريق الخطأ
، وتكمن فائدة زيت الزيتون هنا، بقدرة مكملاته على تقليل الإجهاد التأكسدي لدى الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، كما تظهر فائدة زيت الزيتون أيضًا عندما يقترن بزيت السمك، الذي يُعد مصدرًا للأحماض الدهنية أوميغا3 المضادة للالتهابات، ففي إحدى الدراسات خفض زيت الزيتون وزيت السمك آلام المفاصل بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.

الخلاصة: يمكن أن يساعد زيت الزيتون في الحد من آلام المفاصل والتورم الناتج عن التهاب المفاصل الروماتويدي، ويمكن زيادة آثاره المفيدة بشكل كبير عند دمجه مع زيت السمك.

أخيرًا: لزيت الزيتون خصائص مضادة للبكتيريا: يحتوي زيت الزيتون على العديد من العناصر الغذائية التي يمكن أن تمنع أو تقتل البكتيريا الضارة، منها البكتيريا الملوية البوابية، وهي البكتيريا التي تعيش في المعدة وتتسبب بقرحة المعدة وسرطان المعدة، وقد أظهرت الدراسات المخبرية فعالية زيت الزيتون ضد ثمانية سلالات من هذه البكتيريا، ثلاثة منها مُقاومة للمضادات الحيوية.

وأظهرت دراسة أجريت على البشر أن 30 غرامًا من زيت الزيتون البكر يمكن أن يقضي على عدوى البكتيريا الملوية البوابية في 10-40٪ من الناس في أقل من أسبوعين.

الخلاصة: لزيت الزيتون البكر خصائص مضادة للبكتيريا، وقد ثبت أنه فعال بشكل خاص ضد البكتيريا الملوية البوابية، وهي نوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب قرحة المعدة وسرطان المعدة.

تأكد من الحصول على نوع الصحيح:

لا يمكن المبالغة في أهمية الحصول على النوع المناسب من زيت الزيتون، فزيت الزيتون البكر هو النوع الوحيد الذي يحتوي على جميع المواد المضادة للأكسدة والمركبات النشطة بيولوجيا، وهو زيت الزيتون الوحيد الذي نوصي به، مع ذلك، هناك الكثير من الاحتيال في سوق زيت الزيتون، والعديد من الزيوت التي تمت تسميتها على أنها بكر، لكنها في الحقيقة مُخففة مع زيوت مكررة أخرى،لذلك ابحث وتأكد من أنك تحصل على زيت الزيتون البكر الحقيقي.