أثبتت الإحصائيات أن حوالي نصف الأطفال والمراهقين حول العالم يعانون من مشكلة قضم الأظافر، وعلى الأغلب، فإن هؤلاء الأطفال لا يتلقون أي علاج لهذه الحالة، مما يدفعهم إلى الإستمرار في ممارستها حتى بعد أن يكبروا، ولذلك فإن الكبار الذين يمارسون هذه العادة، لا بد أن يكونوا قد مارسوها في سن مبكر، و لم يستطيعوا التوقف عنها.

– يمكن أن تكون جيناتك هي الملومة!
ليس من الأكيد لدى العلماء كون هذه العادة مرتبطة بالجينات والوراثة، و لكن الأطفال الذين يمارس آباؤهم هذه العادة يميلون على الأغلب إلى ممارستها، وقد وجدت بعض الدراسات أن هذه العادة انتقلت للأطفال بالرغم من إقلاع الأبوين عنها قبل ولادة أطفالهم، وبالإضافة إلى الوراثة والإكتساب، قد تنتج عادة قضم الأظافر عن الضغوطات النفسية والمشاكل العاطفية، فهي تكثر بين الناس المتوترين أو القلقين أو المحبطين، وذلك لأنهم يعتبرونها طريقة للتنفيس عن مشاعرهم المكبوتة واستعادة توازنهم النفسي، كما أن البعض يلجؤون إلى ممارسة هذه العادة عندما بشعرون بالملل أو الجوع أو عدم الأمان، و هي على الأغاب عملية آلية يقوم بها الشخص دون تفكير.

– أضرار عادة قضم الأظافر، و لماذا يجب أن تتوقف عنها في الحال:
لا تعتبر عادة قضم الأظافر عادة خطيرة جداً، حيث أنها لن تسبب مضاعفات مميتة، و لكنها أيضا لا تخلو من المساويء، فيما يلي سنذكر أبرز المساويء المرتبطة بعادة قضم الأظافر:

– يمكن لهذه العادة أن تشوه شكل الأظافر، و تغير الطريقة التي تنمو بها فيصبح نموها غير منتظم، وذلك بسبب قضمها بشكل مستمر، هي والمنطقة الجلدية المجاورة لها.
– يمكن لهذه العادة أن تسبب تآكل أطراف الأسنان أو تكسرها، مما يؤثر على شكل الفم والأسنان على أقل تقدير، كما أن الإستمرار بممارسة هذه العادة قد يسبب بعض مشاكل الفك على المدى البعيد.
– يمكن لهذه العادة أن تكون سبباً مباشراً للإصابة بالأمراض، حيث أن الأيدي بحكم لمسلها للكثير من الأشياء، قد تتلوث بسهولة بمختلف الجراثيم، و تعتبر الأظافر المخبأ الأفضل لهذه الجراثيم، ولذا فإن قضمها بشكل مستمر يعني التعرض للكثير من الجراثيم المسببة لمختلف الأمراض، والتي قد تنشط وتسبب المرض إذا وجدت بيئة مناسبة لذلك، كما أن التلف الذي يحدث للجلد القريب من الأظفر يسهل على الجراثيم الدخول إلى الجسم دون الحاجة إلى دخولها عن طريق الفم.

الوقاية:
لا يمكن أن تظهر نتائج العملية العلاجية بين ليلة و ضحاها، ولكن مع بذل الجهد و بمرور الوقت، سيتمكن الشخص بالتأكيد من التغلب على هذه العادة و الإقلاع عنها.

و للتقليل التدريجي لهذه العادة و الإقلاع عنها، ينصح الخبراء بتجربة الخطوات العملية التالية:
– قص الأظافر بحيث تصبح قصيرة جدا:
و يتوقع الخبراء أن تكون هذه الطريقة مجدية، لأن قضم أظفر قصير لن يكون مرضياً، و لن يساعد الشخص في التنفيس عن مشاعره المزعجة، مما يعني أن الشخص سيفقد واحدا من أهم المسببات لعادة قضم الأظافر، و بالتالي يعتاد على تركها.
– وضع مادة ذات طعم سيء على الأظافر:
هناك بعض المواد الخاصة التي يمكن أن تطلى بها الأظافر، بحيث تكون ذات طعم مر أو لاذع،  يتنبه إليه الشخص فور وضعه لأظافره في فمه، مما يساعد على تقليل ممارسة هذه العادة بطريقة غير واعية، حيث ترتبط هذه الممارسة بالطعم السيء، مما يتسبب بكراهية هذه العادة والإبتعاد عنها بالتدريج.
– الإهتمام بمظهر الأظافر و العناية بها:
ينصح الأشخاص الكبار الذين يمارسون هذه العادة بالإهتمام بأظافرهم والعناية بها، بحيث يشعرون بعدم الرغبة في إهدار ما صرفوه من جهد ووقت ومال في العناية بها، ولذلك يمتنعون عن قضم أظافرهم.
 – ارتداء القفازات:
قد تبدو هذه النصيحة ساذجة بعض الشيء، و لكن هل تصدق، أنك ستعتاد على التقليل من ممارسة هذه العادة إذا كنت لا تستطيع الوصول إلى أظافرك بسهولة كلما أردت ذلك.
– البحث عن الأشياء التي تدفع الشخص لقضم أظافره عادة:
كما قلنا من قبل، فإن هذه العادة ترتبط بشكل كبير بالعامل النفسي، وتعتبر وسيلة يستخدمها الشخص لتفريغ قلقه أو عصبيته وخوفه، لذلك ينصح الشخص الذي يعاني من هذه العادة، بأن يراقب نفسه ليعرف المواقف التي تدفعه عادة لقضم أظافره، حتى يتجنبها، أو يعود نفسه على التعامل معها بطريقة أخرى لا تضطره إلى كبت مشاعره و تفريغها لاحقا عن طريق قضم أظافره.
– إشغال اليدين و الفم بأشياء أخرى:
أبق يديك مشغولتين بأي حركة طالما أنك لا تعمل شيئا، كأن تمسك قلما، أو كرة صغيرة أو أي شيء يمكنك أن تشغل نفسك به، و أشغل فمك بمضغ العلكة بحيث تفرغ الطاقة التي تستخدمها عادة في قضم الأظافر بطريقة أخرى.

إذا كانت جميع الإقتراحات السابقة غير مناسبة، فيمكن  للشخص أن يجرب استراتيجية المنع بالتدريج، كأن يمنع نفسه من قضم أظفر الإبهام من اليد اليمنى فقط في البداية،  ثم يبدأ مع مرور الوقت بإضافة أصابع أخرى إلى قائمة المنع، حتى يمتنع عن عادة قضم الأظافر بشكل نهائي، في حال لم تجدي أي من هذه الحلول في التخفيف من قضم الأظافر أو الإقلاع عنه يجب على الشخص أن يستشير الطبيب ليتمكن من الوصول إلى الأسلوب العلاجي الأمثل لحل مشكلة قضم الأظافر لديه.