كلنا نحب أن نكون قريبين من الأشخاص الناجحين والمشرقين، وذلك لأنهم دائما ما يكونون محاطين بهالة براقة تجذبنا إليهم، ولكن، على الرغم من أن التواجد حول هؤلاء الأشخاص قد يجعلك تشعر بأنك مميز ، فقد ينتهي بك المطاف أحيانا بالشعور بعدم الرضا عن نفسك أو الشعور بالتقصير الدائم، ويحدث هذا إذا كان “النجم الساطع” الذي ترافقه بشكل دائم ذا شخصية نرجسية.
غالبًا ما يظهر النرجسيون أنفسهم على أنهم الأشخاص الأكثر تميزاً، مما يدفعهم دوما لإثبات تفوقهم على الآخرين في شتى المجالات، الأمر الذي يجعل من يرافقونهم بشكل دائم يستاؤون من أنفسهم ويشعرون بالنقص.
ولكن، كيف تعرف ما إذا كان صديقك المقرب أو رئيسك في العمل من أصحاب الشخصيات النرجسية؟ فيما يلي سنعرفك على
4 علامات مميزة ستساعدك على تمييز الشخص النرجسي:
– يعتقد النرجسيون غالبا دون وعي أو تفكير بأن الجميع يرونهم أشخاصا مميزين، ولا يتبادر إلى أذهانهم مطلقا أن هناك من يمكن أن يكون مستاءً منهم.
– دائما ما يتحدث النرجسيون عن أنفسهم ويصفون مدى براعتهم وتميزهم، ولذلك فهم غير مهتمين بالإنجازات الحقيقية التي قد تجعلهم مميزين فعلا، بقدر ما هم مهتمون بالحصول على قبول الناس وتقديرهم، وسواء أظهروا أي تفوق أو إنجاز حقيقي أم لا ، فهم يتوقعون دائما أن يتم الاعتراف بتميزهم عن غيرهم، لذلك فمن مميزاتهم الواضحة والتي تمكنك من التعرف إليهم بسهولة أنهم يعتقدون غالبا أنهم ناجحون و مميزون بطريقة غير مبررة وبثقة لا تصدق!
ومع ذلك، يمكن أن يكون لدى النرجسيين أيضاً جانب آخر معاكس تماما لما ذكرناه سابقا، فهم قد يعتقدون بأن عيوبهم أسوأ من عيوب الآخرين بشكل مبالغ فيه، ولذلك، فإن أخطاءهم أو تجاربهم الفاشلة يمكنها أن تدمر نفسياتهم وتكون بمثابة الضربة القاضية بالنسبة إليهم.
ونظرًا لأن الحصول على التقدير والقبول من الآخرين مهم جدًا بالنسبة إليهم، فإنهم يحددون أهدافهم بحيث يحققون المنزلة الإجتماعية التي يطمحون إليها، كما أن شعورهم بالتفوق غالبا ما يحفزهم على وضع معايير شخصية عالية وغير واقعية، ومع ذلك، غالباً ما يعتبرون أنفسهم مستحقين للكثير دون أن يقدموا شيئاً فعلياً!
فعلى سبيل المثال، قد يتوقعون من أنفسهم الفوز بجائزة نوبل في مهنتهم بالرغم من كونهم مازالوا مبتدئين فيها، كما أنهم قد يتوقعون أيضًا أن يعفيهم صاحب المنزل من دفع الإيجار تقديراً لعظمتهم!
– علاقاتهم سطحية، ويفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين.
النرجسيون متحمسون جداً لتكوين علاقات جيدة مع الناس بحيث يكونون مقبولين إجتماعيا ليصلوا إلى المرتبة التي ترضي غرورهم، ولذلك فهم قد يبدون أشخاصا ناجحين على الصعيد الإجتماعي للوهلة الأولى، إلا أنهم في الواقع لا يتعاطفون مع الآخرين ولا يدركون احتياجاتهم، وبدلا من ذلك، يركزون على الفائدة التي يمكن أن يجنوها من علاقتهم بهم، فمثلا قد تجد شخصا نرجسيًا يستمتع بسرد تأملاته و أفكاره على الأشخاص الملتفين حوله، بينما لا يهتم كثيرًا بالاستماع إلى أفكارهم وآرائهم، كما أنه قد يرغب في الفضفضة حول مشاكله أثناء الأوقات الصعبة التي تواجهه والحصول على تعاطف الآخرين ، إلا أنه من غير المحتمل أن يتمكن بدوره من التعاطف مع من حوله في حال كانوا يواجهون ظروفاً صعبة.
– أشخاص متعالون واستغلاليون.
عادة ما يحتقر النرجسيون الأشخاص الآخرين في قرارة أنفسهم، وينظرون إليهم بازدراء، لأنهم يشعرون أنهم متفوقون عليهم، وأنهم يستحقون دوما معاملة خاصة ومميزة من قبل الجميع، الأمر الذي يجعلهم استغلاليين جداً إذا تعلق الأمر بمصالحهم، دون أن يفكروا بمشاعر وحاجات الآخرين، وهذا النمط من المعاملة قد يشعر من حولهم إما بشكل مباشر أو غير مباشر بأنهم غير مهمين، أو أنهم دائما يقعون في المرتبة التالية بعد الشخص النرجسي ولا يمكنهم أبدا أن يصلوا إلى مرتبته أو أن يتفقوا عليه.
– سلوكهم السيئ سمة ملازمة لهم.
يعتبر نمط سلوكهم السيء والمزعج نمطاً ثابتا ملازما لشخصياتهم، فهو ليس نزوة أو مرحلة عابرة كالمرحلة التي يمر بها المراهقون، وإنما تعتبر سلوكياتهم السيئة والمتعالية سمة أساسية من سماتهم الشخصية.
إذا لاحظت سمات الشخصية النرجسية لدى شخص ما من الأشخاص المقربين إليك والذين تلتقي بهم بشكل يومي، فهذا مبرر كاف للمشاعر السيئة التي تنتابك في كثير من الأحيان حول مدى كفاءتك، واستحقاقك للإحترام ممن حولك، إذا كنت تستطيع الإبتعاد عن هذه الشخصية، فهذا أفضل ما يمكنك أن تفعله لنفسك، و لكننا لا ننصحك غالبا بتغيير عملك أو مكان سكنك للإبتعاد عن الشخص النرجسي الموجود في حياتك، مارس حياتك بشكل طبيعي ولكن ضع حدوداً صحيحة لعلاقتك بهذا الشخص، ولا تسمح له باستغلالك أو التأثير عليك، عش حياتك بحرية، وثق بأنك قادر على تقديم الأفضل دائما لنفسك وللآخرين.