أظهر بحث جديد نشر يوم الجمعة، 23 مارس، 2018 أن فائدة ممارسة الرياضة لا ترتبط بطول مدة ممارستها، ولا تشترط تتابع التمارين الرياضية لفترة معينة يوميا، فممارسة الرياضة على دفعات متقطعة يبقى ذا أثر جيد على الصحة ولو لم يستمر النشاط الذي نمارسه لفترة طويلة متواصلة.
قامت هذه الدراسة بتتبع الأنشطة البدنية لـ 4800 شخص في عمر 40 عاما أو أكثر، لمدة 4 سنوات، وخلص الباحثون إلى أن أثر ممارسة الرياضة لفترات قصيرة خلال النهار ما يزال ملحوظا بالرغم من توزع هذه الفترات على مدار اليوم بدل تتابعها لمدة معينة، حيث أثبتت الدراسة أن أثر هذه الدفعات الصغيرة من التمارين يعتبر أثرًا تراكمياً.
وتتعارض هذه النتيجة مع الإرشادات المعروفة لممارسة الرياضة والتي تقول أن النشاط يجب أن يستمر لمدة 10 دقائق على الأقل ليكون له أثر في الوقاية من المرض وتقليل احتمالات الوفاة المبكرة، ولكن هذه الدراسة أثبتت أن أي مجهود بدني، مهما كانت مدته، سيكون ذا تأثير إيجابي على الصحة ويساعد على الوقاية من الأمراض وتقليل احتمالية الوفاة المبكرة، لذلك ينصحنا الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة بتغيير عاداتنا اليومية لتمكننا من ممارسة بعض الأنشطة كجزء من روتيننا اليومي، كصعود الدرج بدل ركوب المصعد، وإيقاف السيارة في المصفات البعيدة والمشي لفترة أطول بقليل إلى العمل، والذهاب إلى البقالة مشيا على الأقدام لشراء حاجياتنا وحملها بدل الإعتماد على السيارة، أو على الأقل الذهاب إلى الكفتيريا لشراء قهوتنا بأنفسنا بدل طلب ذلك من الساعي أو مسؤول الخدمة.
ويقول الباحثون الذين أجروا الدراسة، أن الشرط الوحيد لممارسة الرياضة بهذه الطريقة هو أن تتم ممارستها بسرعة متوسطة على أقل تقدير، وهذا يعني أن تمشي بسرعة تجعل نبضات قلبك تتسارع، وأن يكون من الصعب عليك أن تتحدث بينما تمشي بسبب تسارع عملية التنفس لديك.
ويحدد الباحثون الهدف الذي يجب أن يصل إليه الشخص بـ 150 دقيقة في الأسبوع، مهما طالت المدة أو قصرت لكل نشاط يقوم به، وتعتبر الـ150 دقيقة الحد الأدنى للمدة المطلوبة على مدار الأسبوع، فكلما ازدادت المدة التي يجمعها الشخص من التمارين الصغيرة المنفصلة، زاد أثرها في الوقاية من كثير من الامراض القاتلة كالسكري وأمراض القلب.
وتعتبر نتيجة هذا البحث بمثابة بشرى للأشخاص المشغولين الذين لا يجدون الوقت الكافي لممارسة الرياضة، أو الأشخاص الذين لم يعتادوا على ممارسة الرياضة من قبل، حيث أنهم مهما كانوا مشغولين أو متعبين لن يعجزوا عن تغيير عاداتهم، ولو استغرقت بعض الدقائق الإضافية من الجهد، لأنها في النهاية ستغير حياتهم وتجعلها أكثر صحية.