السل هو مرض معد يصيب الرئتين. وهو ثاني أكبر قاتل في العالم، فقد أظهرت الإحصائيات أن، 10.4 مليون شخص أصيبوا بهذا المرض في عام 2015 وتوفي منهم 1.8 مليون شخص .
إن مرض السلّ الرّئوي من أحد الأمراض التي تصيب الجهاز التّنفسي وبالتحديد الرّئتين , إذ إنه يصيب الحويصلات الهوائيّة، فعندما تصيب بكتيريا “مايكوبكتيريوم” أو “بكتيريا “السلّ” الجسم، فإنًّ سلسلة من العوامل والعمليات المناعيّة والالتهابيّة تحصل في داخل الجسم وفي الرّئتين تحديداً , ممّا يؤدي إلى تكوّن ” التجاويف” في الحويصلات الهوائيّة الصّغيرة والتي تتكوّن نتيجة انقسام ونمو هذا النوع منْ البكتيريا داخلها، وينتج عن ذلك عدّة أعراض , ومن الممكن أيضاً حدوث نوع من الحساسيّة , وهذا بدوره يتسبب في نخر أنسجة الرئتين، وفي هذه المرحلة من المرض يمكن للطبيب رؤية ومتابعة كيفيّة تطّور المرض باستخدام العيّنات وفحصها في المعامل وبشكلٍ واضح .
إنّ الإصابة بالبكتيريا بشكلٍ مباشر يسّمى التهاب السلّ الرئوي الأولّي، حيث تتجمع هذه البكتيريا في الحويصلات الهوائية , ويمكن أنْ يتسرّب بعضٌ منها إلى مجرى الدّم، وتقوم البكتيريا بتحفيز الخلايا المناعيّة للتوجه إلى المناطق التي تستقر فيها , ممّا يتسبب في التّصلب والتّكلّس في الجسم .
يمكن للأطباء التمييز بين نوعين من عدوى السل: الكامنة والنشطة.
– السل الكامن : البكتيريا تبقى في الجسم في حالة غير نشطة، ولا تسبب أي أعراض وليست معدية، لكنها يمكن أن تصبح نشطة.
– السل الفعال : البكتيريا تسبب أعراض المرض ويمكن أن تنتقل إلى الآخرين.
أعراض السسل الرئوي :
معظم الحالات يكون فيها السلّ الرّئوي الأوّلي خاملاً وساكناً أيْ بدون ظهور أيّة أعراض على المريض. وفي حالات أخرى يكون ذو طبيعة مبهمة وغير مفهومة أو محدّدة المعالم ويتمثّل في القليل منْ السعال والعطاس. قد يظهر احمرار أو احتقان في الصّدر وذلك لفترة مؤقتّة , كما تتضخم العقد الليمفاويّة ممّا يضغط على الشعب الهوائيّة ويؤدي إلى تضييق أو حتى انسداد في أجزاءٍ معيّنة منْ الرّئتين.
التشخيص :
للتحقق من السل، يقوم الطبيب باستخدام سماعة الطبيب للاستماع إلى الرئتين والتحقق من وجود أي تورم في الغدد الليمفاوية , ويسأل أيضا عن الأعراض والتاريخ الطبي .
الاختبار التشخيصي الأكثر شيوعا لمرض السل هو اختبار الجلد، حيث يتم حقن أسفل الساعد الداخلي بمادة (PPD tuberculin)، وهو مستخرج من بكتيريا السل ،.و يجب فحص موقع الحقن بعد 2-3 أيام، وإذا حصل أي احمرار مصحوب بالتورم المتصلب في المكان، فمن المرجح أن يكون السل متواجدا.
هناك اختبارات أخرى متاحة لتشخيص السل. ويمكن استخدام اختبارات الدم وأشعة X-ray واختبارات البلغم لاختبار وجود بكتيريا السل ويمكن استخدامها جنبا إلى جنب مع اختبار الجلد.
العلاج:
يعتمد نوع وطول العلاج على عمر الشخص، وصحته العامة، ومقاومته المحتملة للأدوية، وما إذا كان السل كامنا أو نشطا، وموقع الإصابة (أي الرئتين والدماغ والكلى)، وقد يحتاج مرضى السل الكامن إلى نوع واحد فقط من المضادات الحيوية للسل، في حين أن الأشخاص المصابين بالسل (وخاصة السل المقاوم للأدوية المتعددة) غالبا ما يحتاجون إلى وصفة طبية للعقاقير المتعددة.