الحجامة :
بالرغم من اشتهار الحجامة في الوقت الحالي، إلا أنها هي طريقة علاجية قديمة، يعود تاريخها إلى الثقافات المصرية والصينية والعربية القديمة, حيث ذكرت بردية إبيرس، وهي واحدة من أقدم الكتب الطبية في العالم، الكيفية التي استخدم فيها المصريون القدماء علاج الحجامة في العام 1550 قبل الميلاد, وتعتبر الحجامة سنة نبوية تداوى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحثنا على التداوي بها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله)، و(البيغ): هو ثوران الدم، حيث يعتبر الطب البديل أن الدم الفاسد هو المسبب الرئيسي لجميع أمراض الجسم، وأن الحجامة تساعد على إخراج هذا الدم من الجسم، مما يجعله يستعيد صحته، وتوازنه، كما ورد عن جابر َبن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
” إن كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ .” أخرجه البخاري (6583 ) ومسلم ( 2205 ).

وتتم الحجامة عادة بوضع أكواب خاصة على الجلد، بحيث يتم تفريغ هذه الأكواب من الهواء بطريقة معينة، وتقوم هذه الأكواب بسحب الجلد إلى داخلها بفعل التفريغ، كما تعمل عملية الشفط هذه على توسيع الأوعية الدموية، وتترك الأكواب عادة في هذه الوضعية لمدة تصل إلى 3 دقائق، ثم تزال عن الجسم، لتترك مناطق مرتفعة في الجلد, بحيث يسهل إحداث بعض الجروح الصغيرة فيها، ووضع الكوب المفرغ عليها مرة أخرى لسحب الدم الفاسد من الجسم .
ويلجأ الناس عادة إلى الحجامة لعلاج الكثير من المشاكل الصحية، بما في ذلك للمساعدة في تخفيف الآلام، والإلتهابات، وتحسين تدفق الدم، والاسترخاء، وتحسين الصحة بشكل عام، كما يلجأ إليها البعض كنوع من التدليك العميق لأنسجة الجسم .
وتختلف الكؤوس التي تستخدم في الحجامة فهي قد تكون مصنوعة من:
– الزجاج
– الخيزران
– الخزف
– السيليكون

كما تنقسم الحجامة إلى نوعين: النوع الرطب وهو النوع الأكثر شهرة، والذي يتوجب فيه على المعالج إحداث جروح صغيرة في الجلد لإخراج الدم الفاسد من الجسم، أما النوع الجاف، فهو يتم بنفس الأكواب، ولكن بدون جرح الجلد و إخراج الدم .

و يتم تفريغ الأكواب عادة عن طريق حرق مادة قابلة للإشتعال داخل الكوب، وقلبه على الجلد فور انطفاء هذه المادة، إلا أن هناك بعض الأدوات الحديثة الخاصة بالحجامة، والتي تستخدم مضخة مطاطية بدلا من النار لتفريغ الأكواب من الهواء، حيث يتم تفريغها من الهواء بعد وضعها على الجسم باستخدام المضخة المطاطية، وفي بعض الأحيان يستخدم المعالجون أكواب السيليكون، والتي يمكن أن تتحرك من مكان إلى آخر على الجلد لتحدث تأثيراً مشابهاً للتدليك.

ويمكن وضع مرهم يحتوي على مضاد حيوي لمنع التهاب الجروح، أو إصابتها، ولكن هذه الجروح تشفى عادة بسرعة، بحيث تعود البشرة إلى طبيعتها في غضون 10 أيام .

وتستخدم الحجامة كنوع معتمد من الطب البديل في كثير من المراكز الصحية حول العالم، وقد تم استخدامها لعلاج الكثير من الأمراض، فقد أثبت تقرير نشر في عام 2015 في مجلة الطب التقليدي والتكميلي، أن الحجامة يمكن أن تستخدم لعلاج حب الشباب، و الهربس النطاقي، كما يمكن أن يساعد في التخفيف من الألم.

وتقول جمعية الحجامة البريطانية أن الحجامة نجحت بالفعل في علاج الحالات التالية :

– اضطرابات الدم مثل فقر الدم والهيموفيليا
– أمراض الروماتيزم مثل التهاب المفاصل والألم العضلي الليفي .
– الخصوبة وأمراض النساء
– اضطرابات مشاكل الجلد مثل الأكزيما وحب الشباب
– ضغط الدم المرتفع
الصداع النصفي
القلق والاكتئاب
– الازدحام القصبي الناجم عن الحساسية والربو
– الدوالي الوريدية
ولا زالت الحجامة بحاجة إلى المزيد من الدراسة والأبحاث لبيان المزيد من فوائدها، والأغراض الطبية والعلاجية التي قد تستخدم فيها .

الأعراض الجانبية :

تعتبر الحجامة علاجاً آمناً بشكل عام، طالما أن الشخص الذي يجريها هو شخص مدرب وخبير، وطالما أن الأدوات التي تم استخدامها أدوات معقمة ونظيفة، ولكن يمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية في المنطقة التي تمت فيها الحجامة مثل :
– الشعور بألم خفيف في منطقة الحجامة بسبب الجروح الصغيرة .
– الحروق التي قد تحدث عند تفريغ الأكواب عن طريق اشعال مادة ما داخل الأكواب .
– الكدمات الناتجة عن سحب الجلد داخل الأكواب .
– عدوى الجلد التي قد تصيب الجروح إذا لم يتم العناية بها بعد إتمام عملية الحجامة .