تكثر حالات الإمساك و آلام المعدة و الغازات بين طلاب المدارس, عند البحث عن المسبب لهذه الحالات يخطر ببالنا سؤال واحد, هل لهذا علاقة بدورات المياه الموجودة في المدارس؟
في الواقع, يفضل الطلاب حبس الإخراج طوال اليوم على أن يستخدموا دورات المياه العامة المتاحة في المدرسة , و لكن, لماذا؟
هل سبق لك أن زرت حمامات مدرسة ابنك أو ابنتك في نهاية اليوم الدراسي؟
إذا لم تقم بذلك سابقاً اطلب من طفلك أن يأخذك في زيارة إلى هناك, عادة قد تجد حمامات الفتيات نظيفة بعض الشيء، بحكم أنهن يستخدمن المرحاض في وضعية الجلوس, و لكن رغم ذلك قد لا تكون الحمامات في حالة جيدة, فقد تجد بعض الحمامات التي لا تقفل بشكل جيد, و ربما تجد بعض المراحيض دون أبواب!
أما حمامات الفتيان فحالتها كارثية! حيث لا يوجد أي دليل على تنظيف (وتعقيم) المراحيض, كما أن العديد من مقاعد المراحيض متصدع أو تالف؛ و هناك بقع في كل مكان.
في مراحيض الفتيان، غالبا ما تكون الفضلات على الجدران والأرضية، بدل أن تكون في المراحيض نفسها , ربما يقع جزء كبير من اللوم على تربية الأطفال , و عدم تعليمهم الطريقة الصحيحة لاستخدام دورة المياه , و لكن , و بالرغم من ذلك لا يزال من الممكن لدورات المياه في المدارس أن تكون في مستوى أفضل مما هي عليه الآن .
دورات المياه و المشكلات الصحية:
عندما يحبس الطفل اخراجه كل يوم , بحيث لا يذهب إلى دورة المياه عندما يحتاج إلى ذلك , فإن هذا الوضع سيسبب الكثير من المشاكل الصحية , و هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يمتنعون عن الذهاب إلى دورات المياه في المدرسة , فيما يلي سنذكر 6 من الأسباب الشائعة , مع علمنا أنه لا بد أن هناك المزيد من الأسباب الأخرى :
– الإستراحة ( أو الفرصة ) و وقتها المحدود: تخيل نفسك في المدرسة الابتدائية، حيث تعتبر الفرصة أهم فترة من الوقت خلال النهار بالنسبة لك , عندما يتوجب عليك خلال وقت الفرصة المحدود أن تذهب لشراء طعامك , و تناوله , و اللعب مع أصدقائك ، فلا بد أنك لن ترغب في أن تضيع وقتك الثمين في فعل أمر ممل مثل الذهاب إلى دورة المياه .
في الواقع , فإن معظم الأطفال يشعرون أنهم يمكن أن يحبسوا إخراجهم حتى يصلوا إلى المنزل. و بينما يكون هذا ممكناً لدى البعض؛ إلا أنه ليس ممكناً لدى الجميع . و هذا هو السبب في أن بعض الطلاب يبللون ملابسهم أحياناً خلال الدوام المدرسي , مما يجعلهم في وضع جسدي , و نفسي مزرٍ .
و هذا لا يعني بأن الطلاب الذين يتمكنون من حبس إخراجهم حتى العودة إلى المنزل سيكونون أفضل حالاً , حيث أنهم يصبحون معرضين للإصابة ببعض المشاكل الطبية مثل : التهابات المسالك البولية، (و تحدث معظم حالاتها في الفتيات) ، والإمساك الخطير , و هو يصيب الفتيان و الفتيات على حد سواء .
– بعض القواعد التي يضعها المعلمون: یشعر بعض المعلمین, بأنھم مسؤولون عن تعليم طلابهم عادات المراحيض المناسبة , بحيث يفرضون على الأطفال عدم الذهاب إلى المرحاض إلا في وقت الفرصة , حتى أن بعضهم يضع قوانين جائرة لا تراعي حاجات الطفل , كالقانون التالي : حيث يُحرم الطلاب من الفرصة إذا ذهبوا إلى الحمام خلال وقت الحصة . و هذا القانون و أمثاله يعتبر السبب الرئيسي لأكثر حالات التهابات المسالك البولية الشائعة لدى طلاب المدارس.
– الخوف من الجراثيم: دورات المياه المدرسية يمكن أن تكون مثيرة للاشمئزاز بالفعل , مما يجعل بعض الأطفال يؤجلون الذهاب إلى الحمام حتى العودة إلى المنزل , هل سبق أن لاحظت أن أبناءك يسرعون إلى الحمام بمجرد دخولهم إلى المنزل ؟
– عدم وجود الخصوصية: إن عدم إغلاق أبواب الحمامات بشكل كامل , و عدم وجود أبواب لبعض الحمامات الأخرى , قد يتطلب أن يأخذ الطفل صديقه معه إلى الحمام ليمسك له بالباب , أو يقف خارجاً , و يمنع أي شخص من الدخول , و هذه الأمور كلها تشكل ضغطاً نفسياً , و عبئاً إضافياً على الطفل , مما يدفعه إلى تجنب استخدام الحمام , و الإنتظار حتى العودة إلى البيت .
– الخوف من الضرر: يمتنع بعض الأطفال عن استخدام دورات المياه في المدرسة خوفاً من أمر ما , فبالنسبة للفتيات , فإن بعض الحشرات , كالعناكب قد تكون السبب الرئيسي لامتناعهن عن الذهاب إلى حمام المدرسة , حيث تتواجد العناكب بشكل كبير في أسقف و زوايا الحمامات المهملة , كما أن الشائعات التي تنتشر حول هذه الحشرات , و الضرر الكبير الذي تسببه , كفيلة بأن تمنع الطفلة من الذهاب إلى حمام المدرسة بشكل نهائي .
أما بالنسبة للأولاد، فحمامات المدرسة قد تكون مخبأ للطلاب السيئين, بحيث يتجمعون هناك , و يقومون بإيذاء الطلاب الضعفاء, و ربما يمسكون شخصاً , و يرغمونه على وضع رأسه في المرحاض , كل هذه القصص التي يمكن أن تراها في الأفلام، تحدث حقيقة في الواقع , و هي مصدر خوف كبير لدى الأطفال , لذلك فهي تمنعهم من الذهاب إلى دورة المياه , أما لدى الطلاب الأكبر سناً , تعتبر حمامات المدرسة مكاناً مناسباً للتدخين و تعاطي المخدرات , أو الإعتداءات الجنسية .
– نقص مياه الشرب في المدارس: بالتأكيد، هناك تتوفر مياه الشرب في المدارس ، ولكن في المدرسة الابتدائية ، هناك دائما طابور طويل, أمام صنابير المياه, كما أن بعض الأطفال قد يسيؤون استعمال الصنابير, بحيث يشعر الأطفال الآخرون بالإشمئزاز , و يمتنعون عن الشرب منها , و أحياناً قد يمنع المعلمون الأطفال من شرب الكثير من الماء , حتى لا تزيد حاجتهم للذهاب إلى الحمام , و يعطي بعض المعلمين التعليمات لطلابهم بإحضار زجاجة الماء الخاصة بهم من المنزل ,و هذا شيء جيد لأنه يساعد على التقليل من حالات التهابات المسالك البولية والإمساك.
يجب على الآباء أن يكونوا ويقظين عندما يتعلق الأمر بهذه القضايا الحساسة، لذلك نشجع الآباء والأمهات على القيام بجولة في دورات المياه المدرسية و معاينة الوضع عن كثب , و التواصل مع أهالي الطلاب الآخرين و المطالبة باتخاذ إجراءات جادة لتصويب أوضاع دورات المياه في مدارس أبنائهم .