الإكتئاب ليس شيئاً واضحاً دائماً, ولذلك قد لا تلحظه في نفسك أو فيمن حولك بسهولة, فيما يلي سنزودك ببعض العلامات التي قد تساعدك في اكتشاف حالات الاكتئاب في وقت مبكر, وطلب المساعدة اللازمة, جميعنا قد نشعر بالتعاسة والإحباط بين الحين والآخر, لكن الحزن والعزلة قد يجعلان الشخص عرضة للكثير من المخاطر التي قد تصل إلى الانتحار .
قد لا تكون أعراض الإكتئاب واضحة جداً مثل البكاء وحالات اليأس, ولكنها في أغلب الأحيان تكون تغيرات بسيطة قد لا يلحظها الشخص نفسه, وإنما الـشخاص المحيطون به, ليس هناك نمط واحد لأعراض الإكتئاب, فهذه الأعراض قد تتطور تدريجياً, حيث تبدأ بأعراض خفيفة, مثل الرغبة بالبقاء في المنزل لمشاهدة التلفاز بدل الخروج مع الأصدقاء, وقد تتطور لتصل إلى الرغبة بالإنتحار .
و يختلف الوقت والسرعة التي تتطور فيها أعراض الإكتئاب من شخص لشخص, فقد تستغرق أياماً وربما أسابيع, تعتبر أعراض الإكتئاب مثيرة للقلق بشكل خاص, إن ظهر على الشخص أكثر من عرض في مدة زمنية قصيرة, أو إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين .
و لمساعدتك في التعرف على الاكتئاب الذي يثير القلق ، سواء في نفسك أو أحد أفراد أسرتك ، هذه ستة أعراض للاكتئاب
و التي قد يكون البعض منها غير قابل للتجاهل .
– مشاكل في النوم:
قد يجد البعض صعوبة في النوم, فقد يبقون في أسرتهم, لكنهم مستيقظون طول الليل, بينما يميل البعض إلى النوم لساعات أطول ويجدون صعوبة في الاستيقاظ, لكن المؤشر المهم هو اختلاف في نمط النوم المعتاد لديهم .
– فقدان اهتمام الأشخاص بأنشطتهم المفضلة:
يتوجه الناس عادة إلى هواياتهم المفضلة عندما يشعرون بالملل أو عندما يرغبون بالاسترخاء وفعل شيء مختلف, ولكن الأشخاص المصابين بالإكتئاب يميلون إلى تجنب هواياتهم المفضلة, لذلك فأي تغير من هذا النوع وتجنب للهوايات المفضلة يعتبر مؤشراً على وجود حالة من الإكتئاب .
– زيادة كبيرة في طاقة الشخص:
عندما يقرر الشخص المصاب بالإكتئاب القيام بشيء خطر جداً, مثل الانتحار, يختلف سلوكه وحالته النفسية, وستشعر بنقلة كبيرة في طاقته, حيث ينتقل من الانعزال والخمول إلى الحماس والنشاط, وهذا لأنه يشعر بالرضا لوصوله إلى حل جذري لمشكلاته, لذلك فإن مثل هذه النقلة النوعية في سلوك الشخص المكتئب, تعتبر مؤشراُ حقيقياً للخطر .
– تغير في الشهية للأكل:
يميل الناس عادة إلى اللإفراط في الأكل عندما يشعرون بالإحباط أو القلق, لكن الشخص المصاب بالإكتئاب على العكس تماماً سيميل إلى عدم الاهتمام بالطعام أو حتى النظافة البدنية, لأنه في حالة نفسية تدفعه إلى الإهمال وعدم الاهتمام بجسمه أو صحته, وهذا يفسر الرغبة الجامحة لدى بعض المصابين بالإكتئاب بإنهاء حياتهم والانتحار .
– التحسس المفرط من أبسط المواقف:
لا يعني كون الشخص مكتئباً أنه سيكون منطوياً ومحبطاً دائماً, حيث يظهر الاكتئاب لدى بعض الناس في صورة العصبية الزائدة والانفعالات غير المبررة .
– ظهور الجانب السوداوي لدى الأشخاص:
يميل الأشخاص المصابون بالإكتئاب إلى التفكير المتشائم, حيث يكثر حديثهم عن الموضوعات التي تعتبر مزعجة أو مخيفة للأشخاص العاديين, مثلاً, ربما يتحدثون عن الموت, ويكثرون من تخيل الحياة بعد موتهم وكيف ستسير, كما يصبحون مخاطرين بدرجة كبيرة ويتصرفون تصرفات غير محسوبة النتائج .
إذا لاحظت أن شخصاً ما بدأ يظهر علامات تدل على دخوله في حالة اكتئاب, ماذا تفعل ؟
من الجيد أن الإكتئاب, في أي مرحلة من مراحله يعتبر مرضاً قابلاً للعلاج, وهناك وسائل طبية عديدة لعلاجه, لذلك لا تتردد في استشارة الطبيب, ومعرفة الطريقة المناسبة لعلاج الحاللة حسب تقدمها .
وسنقدم إليك بعض النصائح لتتمكن من تجنيب من حولك الضرر الناتج عن حالات الاكتئاب :
– قيم وضع الشخص الذي يمر بحالة اكتئاب, وكن متيقظاً لحركاته, وانفعالاته, وفي حال شعرت أنه يفكر في أن يقدم على شيء خطير قم باتخاذ الإجراء المناسب, وراجع أقرب مركز طوارئ لديك لطلب المساعدة, فهذا الشخص الآن في أمس الحاجة للعلاج .
– اخلق بيئة آمنة, فإن كان الشخص المصاب بالإكتئاب يظهر أي ميول للانتحار أو إيذاء نفسه, فلا تبقه لوحده وأبعد كل الأدوات الخطرة التي يمكن أن يستخدمها عن متناول يديه .
– كن لطيفاً, إن لوم الأشخاص المصابين بالإكتئاب أو توبيخهم بسبب عدم دافعيتهم للحياة لن يفيد في تحسين وضعهم, بل ربما يكون له أثر سلبي على حالتهم, بحيث يعزز مشاعرهم السلبية ويقويها, بدلاً من ذالك تناقش معهم في الموضوع بودية وبعيداً عن اللوم, وشجعهم على الحديث عن همومهم وطلب المساعدة .
– تجاهل عزلة المصاب بالأكتئاب وبروده الإجتماعي واقترب منه أكثر, ولا تخف أن يؤذيك, فالشخص المصاب بالإكتئاب ليست لديه أيه أفكار عدوانية اتجاه الآخرين, وإنما قد يفكر في إيذاء نفسه فقط .
– ابحث أكثر عن معلومات حول الاكتئاب, لتفهم وضع المصاب به تماماً وكيف تتعامل معه وتساعده في تحسين وضعه النفسي .